الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اطلق قمرنا يا حوت

اطلق قمرنا يا حوت
10 مايو 2013 20:57
لا أعرف تماما، إذا ما كنت قد شاركت فعلا في المسيرة، أم أن الأمر حصل على السماع، وربما على القراءة التي ابتكرت مخيلة لم تكن موجودة أصلا، لكني متأكد أنني شاركت نسبيا، ولو على شكل متفرج جانبي في تظاهرات الاستسقاء التي كانت تمر من منتصف الستينيات، حيث يحمل الناس لعبة قماشية ما على خشبة، وهو يرددون بصوت كوريالي: يا أم الغيث غيثينا... يليها الكثير من الشعارات التي تدعو السماء بأن تحنّ على الأرض وتمطر ماء غزيرا لتسقي الزروع والضروع. أما ما أتحدث عنه هنا، فهو التظاهرات الاحتجاجية التي كانت تنطلق فجأة كلما حصل خسوف للقمر.. حيث يتجمع الناس وهم يحملون طبولا أو طناجر تصدر صوتا مزعجا بالضرب عليها بالعصي، ويشرعون في الصراخ والتطبيل وهم يقولون: - اطلق قمرنا يا حوت! على كل، يبدو أن هذه هي التظاهرات الاحتجاجية الوحيدة التي لم تكن تقمع في العالم العربي. ??? الحلم البشري بالاختفاء ومراقبة الناس دون أن يرونا، يكاد أن يكون حلما مشتركا بين جميع البشر أفرادا ودولا، ولم تأت قصص طاقية الإخفاء من العدم بالتأكيد. ما علينا!! فقد تمكن الأميركان من النجاح جزئيا في الموضوع عن طرق آلة القتل الطائرة «ستيليث» التي لا ترى على الرادار، لكن اليوغسلاف كسروا عنجهيتها وأسقطوها، رغم اختفائها شبه التام عن أجهزة الرصد. بالطبع نتذكر سيارة جيمس بوند التي تختفي تحت أحزمة من الطاقة على طريقة أحزمة الطاقة التي تحمي السفينة الخيالية «ستارترك» من قذائف سكان مجرة درب التبانة المعادين لقوات الاتحاد. ما علينا مرة أخرى!! كل ما أريده هو تلك العباءة أو المعطف الذي تدثر به واختفى مع أصدقائه عزيزنا هاري بوتر، حيث كان في نفس الغرفة مع المتآمرين، وسمع كامل سوالفهم، ثم خرج من تحت المعطف واختفى مع زملائه. يعني بالعربي.. أريد أن أختفي وأراقب. ??? لن أحدثكم أن أشهر بسكويته بالتاريخ.. أقصد، طبعا، بسكويته ماري انطوانيت التي أعتقد أصلا أنها بسكويته مزيفة اخترعها الثوار كإحدى متطلبات الثورة العنيفة آنذاك. ما علينا!! أتحدث عن بسكويته الفقراء.... إنها خمس حبات بسكويت – كما أذكر- تباع بشلن أردني كامل «خمسة قروش»، في مجموعة مجلتنة، بلا اسم مصنع ولا تاريخ صنع ولا انتهاء ولا عنوان، لكأنها ولدت من العدم. وقد كنا نأكلها مع الشاي، على سبيل التنويع، كلما سمحت لنا الأوضاع المالية. كان السيناريو يتكرر دائما.... كاسة الشاي يد تحمل بسكويته واحدة يتم غمسها بالكأس للتطرية والتنكيه.. غالبا ما كانت البسكويته تطرى أسرع من المتوقع، فتتفتت، أو تشرع بالتفتت، ولغايات حفظها من الوقوع في قعر الكاس، كانت اليد تحمل بسكويته أخرى لدعمها حتى لا تقع، فتتفتت البسكويته الثانية، فتدعمها بثالثة فتقع معها.. بعدها كان صاحب اليد البسكوتية يضطر الى شرب الشاي.. بالملعقة. هكذا نحن- في العالم العربي- وحتى ساعة إعداد هذا البيان... نعتقد أننا نقوم بالإصلاح، لكننا نصحح الخطأ بالخطأ. وهذا ينطبق على كل مناحي حياتنا، ومن يريد أن ينجو من مصير البسكويتة، ويفوز بالشاي والبسكويت معا، فما عليه إلا أن يتبع شعار الست ليلى نظمي التي تغني: ما اشربش الشاي أشرب آزوزه أنا بإمكانك عزيزي القارئ استكمال القائمة، قائمة الأخطاء المصححة بالأخطاء، بينما أنهمك أنا في محاولة إنقاذ بسكويتتي الخامسة.. والأخيرة. يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©