حث قادة سياسيون الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أمس الأول على المساعدة في إنشاء نظام اقتصادي جديد يخرج العالم من أسوأ أزمة مالية يمر بها منذ ثلاثينات القرن الماضي·
وخفف من الإثارة التي صاحبت انتخاب باراك أوباما ليصبح أول رئيس أميركي أسود، الوعي بالتحديات التي يواجهها بسبب الركود الذي تمر به أكبر القوى الاقتصادية في العالم·
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو: ''يجب علينا تغيير الأزمة الحالية إلى فرصة جديدة، نحن بحاجة إلى عهد جديد لعالم جديد''، وأضاف: ''آمل بإخلاص أن تتضافر جهود الولايات المتحدة الأميركية تحت قيادة الرئيس أوباما مع جهود أوروبا لقيادة هذا العهد الجديد''·
وفي تأكيد للمخاوف الاقتصادية التي يواجهها أوباما، أظهر تقرير لجهاز توظيف خاص أن أرباب الأعمال الخاصة في الولايات المتحدة خفضوا عدداً أكبر من المتوقع من الوظائف في اكتوبر الماضي بلغ 157 ألف وظيفة·
وجاءت ردود الفعل الأولية للسوق على الانتخابات هادئة، حيث ارتفع الدولار 0,3 في المئة مقابل سلة العملات وهبط مؤشر داو جونز الصناعي في وول ستريت 1,7 في المئة·
وانخفضت الأسهم الأوروبية اثنين بالمئة، لكن الأسهم الآسيوية أغلقت في وقت سابق من اليوم على أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع·
ويتولى أوباما مهام منصبه في 20 من يناير المقبل، تاركاً الرئيس المنقضية ولايته جورج بوش ليضيف مؤتمر قمة لزعماء العالم في واشنطن في 15 من نوفمبر لمناقشة الأزمة المالية العالمية التي ترجع جذورها الى انهيار سوق الإسكان الأميركية·
وسوف تدرس تلك القمة سبلاً جديدة لتنظيم القطاع المالي في العالم مع اتجاه العالم نحو الكساد·
وتحاول السلطات تخفيف آثار الركود بدعم من البنوك وتيسير الاقتراض وإجراءات للتنشيط وهي إجراءات بلغت قيمتها بالفعل ثلاثة تريليونات دولار، ووافق مجلس الوزراء الألماني أمس الأول على حزمة إجراءات لإعطاء أكبر اقتصاد في أوروبا تعزيزاً قدره 50 مليار يورو (64 مليار دولار) وحماية نحو مليون وظيفة في أعقاب صفقة إنقاذ للبنوك قيمتها 500 مليار يورو الشهر الماضي· وتتضمن الصفقة أموالاً إضافية إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة للاقتراض وتخفيضات ضريبية على شراء السيارات الجديدة وتمويلاً لمشروعات البنية الأساسية وأعمال البناء·
وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني إن حكومته سوف توافق على خطة لدعم البنوك الأسبوع القادم قد تستخدم سندات قابلة التحويل أو أسهماً ممتازة· وتدرس الحكومة الإيطالية أيضاً إجراءات لمساعدة العائلات والشركات وأعلنت يوني كريديت أنها ستكشف عن قروض إضافية قيمتها خمسة مليارات يورو متاحة للشركات القصيرة والمتوسطة الحجم·
وكان أوباما روّج لحزمة تحفيز حكومية ثانية بقيمة 175 مليار دولار ستشمل أموالاً للاستثمارات في البنية الأساسية بالإضافة إلى جولة أخرى من التخفيضات الضريبية·
هنأ المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس-كان أمس الأول باراك اوباما على فوزه في الانتخابات الرئاسية الاميركية معربا عن ارتياحه للعمل معه حتى قبل تسلمه مهامه رسميا·
وقال في بيان نشره صندوق النقد الدولي ''أنا سعيد للعمل بشكل وثيق مع الرئيس المنتخب أوباما والإدارة الأميركية في المستقبل كي نتصدى سريعا وبقوة للتحديات الجدية التي يواجهها حاليا الاقتصاد الأميركي والاقتصادات العالمية''·
واعتبر ستروس-كان انتخاب أوباما بمثابة ''فرصة تاريخية'' للولايات المتحدة· وقال ان هذا الانتخاب ''يمثل أفضل الأفكار التي نجهد نحن في الأسرة الدولية لتجسيدها''·
عدد اليوم
