الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

غموض مصير اتفاق التبادل الحر الأوروبي الأميركي وسط تزايد المعارضة الشعبية

غموض مصير اتفاق التبادل الحر الأوروبي الأميركي وسط تزايد المعارضة الشعبية
23 سبتمبر 2016 20:58
براتيسلافا (أ ف ب) ناقش وزراء التجارة من دول الاتحاد الأوروبي أمس، في براتيسلافا مستقبل اتفاق التبادل الحر الجاري التفاوض بشأنه مع الولايات المتحدة، والذي يثير تنديدا في أوروبا وتريد فرنسا والنمسا طي صفحته. وقال وزير الاقتصاد النمساوي راينهولد ميترلينر، صباح أمس، لدى وصوله إلى عاصمة سلوفاكيا إن «اتفاق الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار معلق فعليا، لأن المفاوضات لا تتواصل حقا». وأضاف «سيكون من المنطقي طرحه جانبا بصورة تامة، وإعادة إحيائه بتسمية جديدة وشفافية أكبر وأهداف أوضح». وهو موقف قريب من موقف فرنسا التي أكدت في الأسابيع الأخيرة أنها تعتزم طلب «إنهاء المفاوضات» في براتيسلافا. ويهدف اتفاق الشراكة الأطلسية (تافتا)، المشروع الهائل الذي بدأ التفاوض بشأنه عام 2013، إلى إزالة الحواجز التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ومنها الرسوم الجمركية والقيود القانونية التي تعيق الوصول إلى الأسواق. غير أن معارضيه من منظمات غير حكومية ومسؤولين منتخبين ونقابات وناشطين، يعتبرون أنه يشكل «خطرا» على الديموقراطية والأمن الغذائي، وكذلك المعايير الاجتماعية والبيئية. وتجري بانتظام تظاهرات احتجاج عليها، جمع آخرها عشرات الآلاف في 17 سبتمبر الجاري في ألمانيا. وفي براتيسلافا نزل عشرات المعارضين إلى الشارع أمس. وبدل إعلان التخلي عن المشروع أو تعليق المفاوضات الشديدة البطء أساسا، فإن الدول الـ28 قد تأخذ بواقع أنه لن يتم التوصل إلى أي اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما في يناير 2017، الاستحقاق المحدد أساسا للتوصل إلى تحقيق الهدف. وقال وزير الاقتصاد الألماني الاشتراكي الديموقراطي سيجمار جابرييل «من المؤكد أنه لن تكون هناك معاهدة هذه السنة»، بعدما كان انتقد بشدة الاتفاق في الأشهر الأخيرة، خلافا لموقف المستشارة أنغيلا ميركل. وأقرت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم، التي تتولى التفاوض مع الولايات المتحدة باسم الدول ال28، بأن «هناك صعوبات وأمورا كثيرة ما زال يتحتم القيام بها، وبالتالي فإن فرضية التوصل إلى تسوية سريعة تتراجع أكثر وأكثر». لكنها دعت دول الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة المفاوضات «لإحراز أكبر قدر من التقدم». وخلافاً لفرنسا والنمسا، أعلنت 12 دولة أوروبية بينها إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا مؤخرا تأييدها للاتفاق في كتاب مفتوح. وفي الولايات المتحدة حيث حملة الانتخابات الرئاسية على أشدها، لا يلقى هذا الموضوع أي أصداء، فيما قد تسهم الانتخابات المرتقبة في 2017 في فرنسا وألمانيا وهولندا إلى إرجاء الدفع المرتقب في مسار الاتفاق إلى نهاية العام المقبل. لكن قبل التطرق إلى «تافتا»، أعرب الوزراء عن دعمهم بالإجماع لاتفاق التبادل الحر الموقع مع كندا (سيتا). وكان مقررا أن يصادق الوزراء على «سيتا» في اجتماع في 18 أكتوبر المقبل مع إصدار «بيان مشترك» للاتحاد الأوروبي وكندا لطمأنة الدول التي ما زالت قلقة إزائه وبينها ألمانيا والنمسا وبلجيكا. وقال جبرييل إن المفوضية الأوروبية «وعدت بتوضيح عدد من المواضيع المهمة، كالخدمات العامة والمبدأ الاحترازي وحماية العمال والمستهلكين وعدم انحياز محاكم التحكيم لدى المستثمرين». كذلك سيرفق البيان «الملزم قضائيا» بوثيقة الاتفاق نفسه التي تشمل 1600 صفحة. ومن المقرر أن يوقع الاتحاد الأوروبي وكندا الاتفاق الذي يرى معارضوه أنه «حصان طروادة» للاتفاق مع الولايات المتحدة، في 27 أكتوبر المقبل خلال قمة في بروكسل بحضور رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. وقال مصدر أوروبي بإصرار «لن يحضر جاستن ترودو ليعود خالي الوفاض». ولاحقا سيتم تطبيق الاتفاق بصورة مؤقتة في انتظار المصادقة عليه في برلمانات جميع بلدان الاتحاد الأوروبي، وفق آلية قد تستغرق سنوات. وأضاف المصدر «أنه امتحان لمصداقية الاتحاد الأوروبي كشريك تجاري، لذلك علينا إبرام هذا الاتفاق». وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز «إذا لم نبرم الاتفاق مع كندا، القريبة بشكل خاص من الاتحاد الأوروبي، فمع من يمكننا أن نأمل بإبرام اتفاقات؟».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©