السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام يرسي قواعد معاملة الآباء للأبناء

الإسلام يرسي قواعد معاملة الآباء للأبناء
7 نوفمبر 2008 02:38
الأبناء زينة الحياة الدنيا والعضو المكمل للأسرة، بهم تقر العين وينشرح الصدر، وبهم تخلد ذكرى الإنسان التي تعد عمراً ثانياً· وقد أرسى الإسلام أسس وقواعد معاملة الآباء للأبناء، حيث حفلت السيرة النبوية بالعديد من الأحاديث النبوية التي تدعو إلى الاهتمام بتربية الأبناء بشكل قويم وتأديبهم وحسن تهذيبهم، ووضعت آداباً إسلامية للتعامل معهم· ويوضح الدكتور السيد محمد نوح الباحث في الشؤون الإسلامية أن العلاقة بين الآباء والأبناء تبدأ من وضع اللبنة الأولى للأسرة وهو اختيار الأب للأم الصالحة التي تربي أبناءه وتؤثر فيهم، ولذا حثنا رسول الله فقال: ''تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن'' رواه ابن عدي في الكامل· وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''تنكح المرأة لأربع لحسبها ولمالها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك''، وقد وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قائلاً: ''تزوجوا فى الحجر ''المنبت'' الصالح فإن العرق دساس'' أي أن للوراثة أصلاً· وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المرأة السوء، لأن أبناءها يشبهونها فقال: ''إياكم وخضراء الدمن''، فقيل ما خضراء الدمن؟ قال ''المرأة الحسناء فى المنبت السوء''، رواه الدارقطني· وقد جاء في كتاب الله تعالى أن الله سبحانه وتعالى قال: ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون (البقرة:221)· ويذكر الدكتور زكريا أحمد محمد نور في دراسته ''آداب الإسلام في معاملة الإنسان'' أن الإسلام جعل للابن حقوقاً في عنق والديه بعد ولادته مباشرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ''حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، وأن يزوجه، ويعلمه الكتاب''· ويقول المعصوم صلى الله عليه وسلم: ''ما نحل -بفتح النون والحاء: أعطى- والد ولداً من نحل أفضل من أدب حسن''· وقال صلى الله عليه وسلم: ''لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع''، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتاب والسباحة والرماية وألا يرزقه إلا طيباً''· ومن الآداب الإسلامية في معاملة الآباء للأبناء أن يختاروا لأبنائهم أحب الأسماء إلى نفوسهم، وأن يحسنوا تأديبهم وتربيتهم وتعليمهم وتدريبهم على ما يقوى أجسامهم والقيام بالإنفاق عليهم· وخير الأسماء ما عُبد وحُمد· ومن حق الأبناء على الآباء أن يطعموهم الطعام الحلال الطيب، لأن كل مسؤول سوف يُسأل عما استرعاه الله، وقد جاء فى السنة المباركة عن أبى قلابة عن أبى أسماء عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ''أفضل دينار دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه على دابته فى سبيل الله''· ويحذر الرسول الكريم من إهمال الأبناء، فقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ''كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت'' رواه أبو داوود· وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رجلاً جاء إليه بابنه وقال: إن ابني هذا يعقني، فقال عمر للابن: أما تخاف الله في عقوق والدك، فإن من حق الوالد كذا وكذا· فقال الابن يا أمير المؤمنين أما للابن على والده حق؟ قال: نعم، حقه عليه أن يستنجب أمه (يعني لا يتزوج امرأة دنيئة لكي لا يكون للابن تعيير بها) قال: ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب· فقال: فوالله ما استنجب أمي هذه الأسدية اشتراها بأربعمائة ولا أحسن اسمي؟ سماني جعلاً (الحشرة الدنيئة) ولا علمني من كتاب الله آية واحدة، فالتفت عمر إلى الأب وقال تقول ابني يعقني وقد عققته قبل أن يعقك، قم عني· وأوضح الشيخ محمد جمال الدين القاسمي أن من حقوق الأبناء أن يحرص الآباء على توفير المثل الطيب وتهيئة البيئة الصالحة لهم داخل البيت وخارجه، ففي ذلك وقاية لهم في الدنيا والآخرة، كما قال رب العزة سبحانه يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة··· · وأضاف في دراسته ''موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين'' أنه من الآداب الإسلامية في تربية الآباء للأبناء أن يختار الأب لهم الصديق الصالح، وأن يحذرهم من قرناء السوء، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ''إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحزيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة''· متفق عليه· وعلى الآباء أن يعلموا الأبناء ما فرض الله عليهم من حقوق وواجبات، وأن يوجهوهم التوجيه الحسن حين البلوغ مثلما قال لقمان لابنه (وإذا قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم···)· فالذرية المؤمنة التي تسير على نهج الآباء تسلك طريق إيمانهم وتتبع نهجهم، لذلك ترعاهم العناية الإلهية، ولهذا قال الله تعالى والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء·· · وقال ابن عباس: المؤمنون فى الجنة بدرجات آبائهم وإن لم يبلغوا بأعمالهم درجات الآباء لتقر بذلك أعينهم تكرمة لهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©