الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأحكام الشرعية في الذكر الحكيم

الأحكام الشرعية في الذكر الحكيم
7 نوفمبر 2008 02:40
القرآن الكريم مصدر الشريعة الأول، باعتباره موحى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باللفظ والمعنى، وهو الذي أوضح منهج الله تعالى للإنسان، فنظم علاقته بخالقه عز وجل، وعلاقة الإنسان مع نفسه· ومع أقرب الناس إليه، والديه واخوته وابنائه وزوجته، ثم جيرانه ثم سائر المسلمين، ثم علاقته مع غير المسلمين، من خلال الأحكام التي تضمنتها الآياته القرآنية· ويؤكد الدكتور محمد الراوي رئيس لجنة القرآن بمجمع البحوث الإسلامية أنه إذا تتبعنا آيات القرآن وما اشتملت عليه من أحكام نجدها قد نظمت حياة الإنسان تنظيماً دقيقاً، ووضعت له الأسس والمبادئ التي يعيش بها سعيداً في حياته الدنيا والآخرة· ويضيف: ''أمر القرآن الكريم بالفرائض كلها، مثل الصلاة والزكاة والحج والصوم وبالصدقات المرسلة بكافة انواعها، ويلاحظ ان بيان القرآن الكريم لها كان اجمالياً، فقد امر بالصلاة ولم يبين اوقاتها تفصيلاً، ولا اركانها، وترك بيانها للنبي -صلى الله عليه وسلم-، اذ قال -صلى الله عليه وسلم-: ''صلوا كما رأيتموني أصلي· وكذلك الحج ذكره مجملاً في الجملة وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- مناسكه بياناً كاملاً وقال: فخذوا عني مناسككم''، والزكاة ايضاً بينها عملياً بجمعها· ويشير الى أن العبادات هي لب هذا الدين وعموده الذي تقوم عليه أخلاق الناس وتعاون المجتمع، ولذلك تعاضدت السنة والقرآن لبيانها ليقل القياس والتفسير المنفرد فيها· فقد ثبت اصلها بالقرآن وتفصيلها بالسنة العملية المتواترة التي انعقد عليها اجماع المسلمين· ويوضح الدكتور الراوي أن اصول المعاملات المالية نابعة من الحكام التي جاء بها القرآن الكريم، فقد بين سبحانه وتعالى اصول المعاملات المالية العادلة المباحة، موكدا أن الأساس في الإباحة بالنسبة للمعاملات المالية امران، حض عليهما القرآن في آية واحدة واولهما منع الأكل بالباطل، والثاني التراضي، قال تعالى: ''يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم'' النساء الآية ،29 اشارة إلى ان المباح من التعامل في البيوع هو ما يكون تجارة تتعرض للكسب والخسارة، اما الكسب من غير اي خسارة، فإنه ليس بتجارة· ولذلك حرم الربا، وشدد في انذار المتعاملين به فقد قال تعالى: ''الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وامره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون'' البقرة الآية ،275 مشيراً الى ان النصوص المنظمة للتعامل المالي في القرآن كلية عامة· وفيما يتعلق بأحكام الأسرة، فقد فصل القرآن أحكام الزواج وبين المحرمات، وفصل أحكام الطلاق وأنواع العدة ومواضعها والفرائض تفصيلا· كما تعرض القرآن لأحكام العقوبات الزاجرة على الجرائم، كأصل عام للعقاب عن الجرائم الواقعة على الفرد، وهو القصاص الذي أساسه المماثلة بين الجريمة والعقاب والقصاص صورة ومعنى والصورة ان تكون العقوبة من جنس الجريمة، وقصاص معنى فقط وهو بالدية· اما الجرائم الواقعة على الجماعة أو التي يكون الاعتداء فيها على حق الله فقد نص القرآن على أقصى العقوبات، وهي الحدود وبين حد الزنا والسرقة وقطع الطريق والقذف· كما أوضح القرآن العلاقة بين الحاكم والمحكوم وتقدير ما للافراد والجماعات من حقوق، وأوضح الاسس التي ينبني عليها الحكم من العدل والشورى والاصلاح والتعاون ورعاية مصالح المسلمين وحمايتهم· وتناول علاقة المسلمين بغيرهم، حيث اعتبر القرآن بني الانسان جميعاً يستحقون الكرامة مهما اختلفت اجناسهم، واعتبر المساواة بين بني ادم في أصل الحقوق والواجبات حقا طبيعيا بمقتضى الفطرة، ونظم القرآن العلاقة بين الدولة الاسلامية وغيرها من الدول في السلم والحرب وحدد علاقة المسلمين بغيرهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©