الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
7 نوفمبر 2008 02:41
زعموا أنه كان بأرض تاجرٌ، فأراد الخروج إلى بعض الوجوه لابتغاء الرزق؛ وكان عنده مائة من حديد؛ فأودعها رجلاً من إخوانه، وذهب في وجهه· ثم قدم بعد ذلك بمدةٍ؛ فجاء والتمس الحديد، فقال له: إنه قد أكلته الجرذان· فقال: قد سمعت أنه لاشيء أقطع من أنيابها للحديد· ففرح الرجل بتصديقه على ما قال وادعى· ثم إن التاجر خرج، فلقي ابناً للرجل؛ فأخذه وذهب به إلى منزله؛ ثم رجع إليه الرجل من الغد فقال له: هل عندك علم بابني: فقال له التاجر: إني لما خرجت من عندك بالأمس، رأيت بازياً قد اختطف صبياً، ولعله ابنك· فلطم الرجل على رأسه وقال: يا قوم هل سمعتم أو رأيتم أن البزاة تخطف الصبيان؟ فقال: نعم· وإن أرضاً تأكل جرذانها مائة منً من حديد ليس بعجب أن تختطف بزاتها الفيلة· قال له الرجل: أنا أكلت حديدك وهذا ثمنه· فاردد على ابني· وإنما ضرب هذا المثل لتعلم أنك إذا غدرت بصاحبك فلا شك أنك بمن سواه أغدر؛ وأنه إذا صاحب أحد صاحباً وغدر بمن سواه فقد علم صاحبه أنه ليس عنده للمودة موضعٌ: فلا شيء أضيع من مودةٍ تمنح من لا وفاء له، وحباءٍ يصطنع عند من لا شكر له، وأدبٍ يحمل إلى من لا يتأدب به ولا يسمعه، وسر يستودع من لا يحفظه؛ فإن صحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الشر: كالريح إذا مرت بالطيب حملت طيباً، وإذا مرت بالنتن حملت نتناً· الذنب للجبل والقمر صعد ابن زهير الخزاعي جبلاً، فأعيا وسقط كالمغشي عليه· فقال: يا جبل؛ ما أصنع بك ؟ أأضربك ؟ لا يوجعك، أأشتمك ؟ لا تبالي، يكفيك يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش· وهذا ضد قول أعرابي آخر سرى في قمر، فلما غاب ضل الطريق· فقال يخاطب بعيره: اسق ما أسأرته الأكمـا أن عسينا أن نرى علما كيف لا تغوى هداية من عاد طفلاً بعدما هرما ويريد بقوله: عاد طفلاً بعدما هرما يريد القمر: لأنه في أول الشهر يكون كالطفل ينشأ حتى يتكامل، ثم يدخله النقص حتى يمحق، ثم يعود كأول نشأته؛ يذمه بذلك· من نوادر الولاة قال الشافعي: رأيت بالعراق أربعة أشياء لم أر مثلها؛ رأيت جدة بنت إحدى وعشرين سنة، ورأيت قلنسوة قاض وسعت ثمانية نوى، ورأيت شيخاً ابن نيف وتسعين سنة يمشي على القيان يعلمهن الغناء وضرب العود، وإذا صلى صلى قاعداً، ورأيت والياً سأل بعض من يلم به: لم لا يجتمع الناس على بابي ؟ فقال: لأنك عدل لا تضرب أحداً؛ فوجه إلى إمام مسجد الجامع، فأمر بضربه بالسياط؛ فاجتمع الناس على بابه وأقبلوا يتزاحمون، والرجل يقول: ما ذنبي، أيها الأمير؟ والأمير يقول له: جملني بنفسك قليلاً يا شيخ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©