الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الإنترنت تغير خريطة تكنولوجيا المعلومات العالمية

شركات الإنترنت تغير خريطة تكنولوجيا المعلومات العالمية
10 مايو 2013 21:29
من المعتاد أن توزع ثروات مجال التكنولوجيا ومكاسبه بشكل غير متساو، غير أنه لم يشهد انقساماً بهذه الدرجة من الحدة الحالية بين شركات التكنولوجيا الرابحة وشركات التكنولوجيا الخاسرة. أعلنت رائدة الكمبيوتر انترناشيونال بيزنس ماشينز (آي بي إم) مؤخراً تراجع عائداتها بنسبة 5% عقب إخفاقها في إبرام اتفاقيات برمجيات ومعدات كبرى. وتجري آي بي إم محادثات لبيع جزء من نشاطها في نظم الخوادم إلى شركة لينوفو جروب، حسب مصادر مطلعة، وهي ذات الشركة التي سبق أن اشترت نشاط آي بي إم في مجال الكمبيوتر الشخصي عام 2005. يذكر أيضاً أن مايكروسوفت عملاقة البرمجيات والتي سبق أن اشتهرت بضخامة مبيعاتها من برمجيات الكمبيوتر الشخصي، أعلنت أن النشاط الذي يشمل نظامها التشغيلي ويندوز لم يحقق أي نمو. وعلى العكس أفادت جوجل عملاقة الابتكار عبر الإنترنت مؤخراً بأن عائداتها زادت بنسبة 31% في الفترة الربعية الأولى وأن أرباحها زادت أيضاً بنسبة 16%. وتعتبر تفاوتات النمو هذه أحدث الآثار المترتبة على التحولات التي طرأت على التكنولوجيا بما يشمل تعاظم استخدام الأجهزة المحمولة وتباطؤ نمو أجهزة الكمبيوتر الشخصية، واستبدال البرمجيات التقليدية بنسخ متاحة على الإنترنت وتعهيد عمليات الحوسبة الداخلية بالشركات إلى شركات أخرى. هناك تشابه بين ما يشاهد حالياً من فروقات حادة في مجال التكنولوجيا الراهنة وبين ما سبق أن حدث في الولايات المتحدة، حين خسرت شركات صناعية أميركية لصالح منافساتها في آسيا ومناطق أخرى. غير أن الشركات الكاسبة هذه المرة هي شركات أميركية محلية في الغالب، ونشأت منذ طفرة الإنترنت في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكثيراً ما تقدم بدائل مجانية أو منخفضة السعر لمنتجات مستخدمة على نطاق واسع. فعلى سبيل المثال دأبت “جوجل” بكل جد على تعظيم تواجدها سواء في مجال البحث في الشبكة أو في تطبيقات مايكروسوفت. حتى آبل التي هزّت سوق الأجهزة حين أطلقت آي فون وآي باد وماتزال في نمو متسارع شهدت منافسة صعبة من أجهزة محمولة تعمل على نظام تشغيل جوجل المجاني المسمى أندرويد. أما الشركات التي لم تستطع أن تتواجد في سوق الهواتف الذكية والتابليت، فإنها تعاني كثيراً، وراحت شركة ديل بعد توقع تباطؤ نموها، تتخذ إجراءات جريئة حين عرضت صفقة تتحول فيها إلى شركة خاصة. وتبين أن العديد من الشركات التي تربك أسواق التكنولوجيا هي شركات بادئة ولكنها قادرة على الحركة سريعاً. وقال ديفيد واه مدير صيرفة استثمار التكنولوجيا ووسائط الإعلام والاتصالات في مجموعة كريدي سويس: “هناك مجموعة شديدة الجرأة من الشركات الناشئة التي تؤمن فعلاً بأن في إمكانها خلال السنوات الخمس المقبلة أن تحل محل الشركات الكبرى المتقادمة”. يذكر أن شركة ووركداي المتخصصة في برمجيات الأعمال على الإنترنت والتي تأسست عام 2005 وأدرجت في البورصة كشركة مساهمة عامة في أكتوبر الماضي، أعلنت أن عائداتها لفترتها الربعية الرابعة المنتهية في فبراير، زادت 89%. وعلى العكس سجلت أوراكل الشركة العريقة في مجال البرمجيات انخفاضاً قدره واحد في المئة لعائداتها في آخر فتراتها الربعية. بيانات الإنترنت هناك مثال آخر هو بوكس انك، وهي شركة بادئة في وادي السيليكون تأسست أيضاً عام 2005 تساعد عملاءها على تخزين بياناتهم على الإنترنت واستحضارها على هواتفهم المحمولة وأجهزة كمبيوتر شخصية، وقال ايرون ليفي رئيسها التنفيذي إن عائدات الشركة زادت بنسبة تفوق 150% عام 2012 ويتوقع أن تتضاعف أيضاً هذا العام. وقال ليفي إن تكنولوجيا اليوم المرتكزة على الشبكة تسهل على العملاء وموظفي الشركات تجربة أشياء جديدة، وتزعم شركة بوكس أن 150 ألف شركة و15 مليون فرد يستخدمون خدمتها. هذه الظاهرة التي ساعدت شركات مثل فيسبوك على اختراق شركات كبرى تجعل من الصعب على شركات التكنولوجيا القديمة أن تظل محصورة في نشاطها المعتاد. وقال ليفي: “ما يحدث الآن هو أن ما لدى شركة ما من سيطرة وسلطة على بيئة التكنولوجيا يتغير بالفعل”. غير أن هناك من شركات التكنولوجيا القديمة من لا يسلم بأن أيام النمو المتسارع قد ولّت إلى الأبد. فشركة مايكروسوفت، رغم آثار تباطؤ مبيعات نظام تشغيلها ويندوز 8 الجديد، أعلنت مؤخراً أن صافي إيراداتها عن الفترة الربعية الثالثة زاد حوالي 18.5% إلى 6.06 مليار دولار، وتحتفظ الشركة ببعض مبيعات نسخ ويندوز وأوفيس التي يمكن تعديلها لتتلاءم مع النسخ الجديدة بتكلفة قليلة أو من دون تكلفة، فزادت عائداتها بنسبة 18 في المئة إذا ضمت تلك الأرقام أو 8.2% إن لم تضم. ورغم أن مايكروسوفت لا تنمو بذات التسارع الذي تنمو به نجوم التكنولوجيا الشباب، إلا أن أحوالها المالية أثبتت صموداً يدعو للدهشة، إذ إن قسمها الذي يبيع خدمات إسناد الشركات حقق نمو عائدات بنسبة 11.2% في الفترة الربعية الماضية، كما أن وحدة مايكروسوفت التي تشمل أعمال ألعاب فيديو إكس بوكس سجلت أيضاً نمو عائدات أعلى من المتوقع بلغ 33%. تقدم مايكروسوفت، رداً على منافسيها مثل جوجل، نسخاً على الإنترنت أو “مرتكزة على السحاب” لمنتجات مثل أوفيس حزمة معالجة الكلمات وبرمجيات الجداول التي طالما باعتها الشركة. وقال بيتر كلاين الذي قال مؤخراً إنه ينوي الاستقالة من وظيفته، كمدير ماليات مايكروسوفت: “أعتقد أن لدينا مجموعة مهمة من الخدمات السحابية تنفع الشركات والأفراد على السواء”. كما أن هناك مثالاً آخر هو انتل التي لاقت صعوبة في إدخال رقائقها في الأجهزة المحمولة، وأعلنت مؤخراً أن أرباح فترتها الربعية الأولى انخفضت بنسبة 25% على إيرادات انخفضت 2.5%. ومع ذلك تضخ الشركة نحو 12 مليار دولار سنوياً في تحديث مصانعها لتستخدم عملية إنتاج أكثر تقدماً، معولة على أن المنتجات التي تبتكرها ستجد لها مكاناً في أجيال قادمة من الهواتف الذكية والتابليت. وقال بول أوتليني الذي ينوي الاستقالة كرئيس تنفيذي لإنتل قريباً: “ذلك الإبداع الذي جذبني إلى إنتل منذ نحو أربعة عقود يجعلني متفائلاً الآن أكثر من أي وقت مضى”. أما آي بي إم فقد حظيت بالاستحسان خلال العقد الماضي لانتقالها بنجاح إلى الخدمات والبرمجيات وتقليص اعتمادها على مبيعات أجهزة الكمبيوتر الضخمة والخوادم الأقل ربحية. وبقيادة رئيسها التنفيذي صمويل جي بالميسانو الذي استقال في أواخر 2011، عجلت آي بي إم من تلك الاستراتيجية من خلال شرائها أكثر من 140 شركة منذ عام 2000 وزادت ربح سهمها عن طريق إعادة شراء الأسهم. والآن، تنقل فيرجينيا رومتي الرئيسة التنفيذية لـ “آي بي إم” إلى مجالات جديدة مثل المحمول والحوسبة السحابية، وكذلك برمجيات الأمن ووسائل التواصل الاجتماعي، غير أن الشركة أعلنت مؤخراً أن إجمالي عائداتها في الفترة المنتهية في شهر مارس انخفضت بأكثر مما توقعت الدوائر المالية، ما يعود إلى وهن نشاط خدماتها وبرمجياتها وأجهزتها، إذ انخفض صافي إيرادها واحداً في المئة إلى 3.03 مليار دولار، كما سجلت الشركة عائدات بلغت 23.41 مليار دولار، تنقص 3% بعد تعديلها لأسباب تقلبات العملة. هذا بينما أثبتت جوجل قدرتها على تحمل عاصفة انخفاض أسعار إعلانات الإنترنت على الهواتف الذكية والتابليت، ورغم أن تلك الإعلانات تتكلف أقل من إعلانات على مواقع يدخل عليها مستخدمو الكمبيوتر الشخصي على الشبكة، إلا أن التسويقيين يقولون إن أسعار الإعلانات التي تبيعها جوجل لنسخة أجهزة المحمول من محرك بحثها تتزايد. ومع استبعاد وحدة أجهزة موتورولا موبيلتي التابعة لجوجل، التي لم تنضم إلى جوجل إلا في منتصف العام الماضي، قالت الشركة إن عائداتها زادت 22% إلى 12.95 مليار دولار مقارنة بسنة مضت، وإن أرباحها بلغت 3.35 مليار دولار. انخفض متوسط السعر الذي يدفعه المعلنون حين ينقر الناس على إعلانات في مواقع جوجل بنسبة 4% مقارنة بانخفاض 6% في الفترة الربعية الرابعة، ويعتبر انخفاض سعر الإعلان المتزامن مع زيادة 20% في عدد المرات التي ينقر الناس فيها على إعلانات جوجل، هو الأصغر منذ أن بدأت الشركة رصد ذلك الانخفاض في الربع الرابع من عام 2011. وتعهد لاري بيج رئيس تنفيذي بالشركة باستمرار إنفاق الشركة على الأنشطة منخفضة الهامش، مثل أجهزة موتورولا المحمولة وخدمتها فائقة السرعة على الإنترنت وخدمة الفيديو. وأكد بيج أنه غير قلق مما ينفق على تلك الخدمات، وفي ذات الوقت تسعى جوجل إلى ترسيخ مكانها في حوسبة المستقبل من خلال تجربة الجديد من الأجهزة بالتعاون مع مطوري برمجيات. عن «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©