الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عراقيل تواجه استغلال الغاز الصخري في أوروبا

عراقيل تواجه استغلال الغاز الصخري في أوروبا
10 مايو 2013 21:34
لا يزال الساسة في بولندا يأملون الانضمام إلى طفرة طاقة الغاز الصخري غير أنهم اضطروا إلى كبح طموحاتهم كان من المتوقع أن تفي احتياطيات الغاز الكبرى المكتشفة منذ سنتين باحتياجات بولندا من الطاقة لثلاثمائة عام، غير أن التقديرات منذئذ تقلصت بنسبة تزيد على 80%، خفضت كبريات شركات الطاقة الدولية مثل اكسون موبيل وتاليسمان اينرجي الكندية من استثماراتها عقب محاولات استخراج أولية مخيبة للآمال، كما أن المنافسة التي تمثلها أنواع الوقود الأحفوري كإمدادات الفحم الوفيرة جعلت من غير المرجح استغلال العديد من مجالات الطاقة الجديدة في بولندا. وقال كاش بورشت محلل الطاقة الأوروبية في مؤسسة آي إتش إس الاستشارية في لندن: «بالتأكيد بولندا ليست تكساس ومن غير المرجح أن يكون للغاز الصخري الأوروبي ذات التأثير الهائل الذي أحدثه في الولايات المتحدة». لا يزال صناع السياسات والناس على السواء في أنحاء القارة قلقين من الآثار البيئية المحتملة لتقنيات كالتفتيت الهيدروليكي المستخدمة في استخراج الغاز. كذلك كون أوروبا أكثف سكانياً من الولايات المتحدة يجعل من الصعب الحصول على موافقات حكومية على استغلال حقول الطاقة الجديدة التي كثيراً ما تقع قريباً من مدن كبرى. وهناك عوامل أخرى تزيد الأمر تعقيداً منها الافتقار إلى الخبرة الفنية والحفارات اللازمة والقوانين التي تتفاوت تفاوتاً كبيراً بين دولة وأخرى. وقال ستيفن أورورك محلل موارد الغاز في مؤسسة وود ماكنزي لاستشارات الطاقة في ادينبرج الذي يقدر أن غاز أوروبا الصخري قد يفي بخمسة في المئة فقط من الطلب في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030: «الفرصة موجودة ولكن جهود الاستكشاف الابتدائية مخيبة للآمال، وهناك كثير من عدم اليقين». ويرى محللون أن تباطؤ جهود أوروبا في استغلال احتياطياتها من الغاز الصخري التي تشكل تقريباً 10% من الاحتياطيات العالمية لا يمكن أن يأتي في وقت من الوقت الحالي أسوأ بالنسبة للشركات الأوروبية، التي تعاني أصلاً من أزمة ديون القارة والنمو الواهن ومن عدم قدرتها على المنافسة مقارنة مع منافسيها في الولايات المتحدة. استفادت الصناعات كثيفة الطاقة بالولايات المتحدة كالتصنيع وإنتاج الكيماويات من انخفاض هائل في أسعار الطاقة بسبب طفرة الطاقة المحلية في النفط والغاز الصخري. إذ انخفضت أسعار الغاز الطبيعي مثلاً بنسبة 67% تقريباً في خمس سنوات وتعتبر الولايات المتحدة في سبيلها إلى أن تصبح أكبر منتج نفط في العالم بحلول عام 2017 حسب وكالة الطاقة الدولية. أما أسعار الوقود للشركات الأوروبية، فإنها على العكس لا تزال تساوي تقريباً ضعف نظائرها لمنافسيها الأميركيين، في الوقت الذي تعتمد العديد من الدول، خصوصاً في أوروبا الشرقية على واردات الغاز الطبيعي من روسيا. كذلك انخفض إنتاج أوروبا من الوقود الأحفوري انخفاضاً مطرداً في السنوات العشر الماضية على الرغم من زيادة الطلب العالمي. ورغم أن لدى فرنسا بعض أكبر حقول غاز غير تقليدية في أوروبا، إلا أنها حظرت عمليات التفتيت الهيدروليكي عام 2011، وتبعتها كل من بلغاريا وهولندا في اتخاذ إجراءات مشابهة. ولا يزال الزعماء السياسيون قلقين من الأضرار البيئية المحتملة من تلك التقنية، بينما شكك أصحاب الحملات في جهود تشجيع أنواع الوقود الأحفوري وتفضيلها على التقنيات الخضراء مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وقال انطوان سايمون أحد الناشطين في حملات الجماعة البيئية المسماة أصدقاء الأرض - أوروبا في بروكسل: «إن الغاز الصخري ليس حلاً طويل الأجل لمسائل أمن الطاقة في أوروبا، وينبغي علينا السعي إلى تطوير قطاعنا المعني بالمصادر المتجددة للطاقة». حتى للدول التي تؤيد الغاز الطبيعي غير التقليدي، لم تكن عمليات التنقيب سهلة. فبعد أن تسببت عمليات الحفر الأولية عام 2011 في زلازل صغيرة قريباً من منتج بلاكبول الشاطئي في شمالي إنجلترا، أوقفت الحكومة البريطانية عمليات التفتيت الهيدروليكي. ورفع الحظر في أواخر العام الماضي وإن كان محللون يشككون فيما إن كان للغاز الصخري البريطاني القدرة على منافسة واردات الغاز الطبيعي بما يشمل ما يحتمل استيراده من الولايات المتحدة. تبلغ تكلفة استخراج الغاز الصخري الأوروبي نحو ضعف استخراج احتياطيات الغاز الأميركي حسب تقديرات وود ماكنزي، كما أن بدائل أخرى مثل الغاز الطبيعي المسال الممكن استيراده في سفن من قطر ودول أخرى تعتبر خياراً أقل تكلفة للعديد من الشركات الأوروبية المتعطشة للطاقة. ومن المنتظر أن تزيد حدة التنافس فيما تتوجه شركات أميركية نحو تصدير الغاز الطبيعي المحلي. تعتبر أوروبا بأسعار طاقتها الأعلى سوقاً جاذبة، ففي شهر مارس الماضي أبرمت شركة شنيير اينرجي المتمركزة في هيوستن عقد طاقة طويل الأجل - الأول من نوعه - مع شركة الطاقة البريطانية سنتريكا لشحن الغاز الصخري من لويزيانا اعتباراً من عام 2018. ومن المنتظر أن تعقب هذا العقد اتفاقيات أخرى مماثلة. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: «ستساعد واردات الغاز المنتظرة مستقبلاً من الولايات المتحدة على تنويع خلطة طاقتنا». ورغم التحدي الصعب، لا تزال بعض الشركات تتطلع إلى الاستفادة مما لدى أوروبا من احتياطيات غاز طبيعي غير تقليدية. ففي ألمانيا، لا تزال اكسون موبل التي أصبحت لاعب غاز صخري كبيراً في الولايات المتحدة بعد استحواذها على المنتج المحلي إكس تي أو اينرجي مقابل 31 مليار دولار في عام 2009، تحفر آبار اختبار رغم وجود حظر على عمليات التفتيت الهيدروليكي في بعض أنحاء ألمانيا. وقال تريستان اسبراي مدير عمليات الاستكشاف الأوروبية في اكسون موبيل: «لم يحن الوقت بعد لتحديد ما يمكن إنتاجه من الغاز الصخري ولكن معدل زيادة الإنتاج مستقبلاً سيكون بالتأكيد أقل مما هو في الولايات المتحدة». كما أن رويال داتش شل أكبر شركة نفط في أوروبا، أبرمت عقداً مع الحكومة الأوكرانية هذا العام يقدر بنحو 10 مليارات دولار. حيث تخطط الشركة لاستكشاف احتياطيات الغاز الصخري في أوكرانيا التي تسعى إلى خفض اعتمادها على الواردات من روسيا. ومن المتوقع أن تكون هذه الاتفاقية الموقوتة بخمسين عاماً، في حال اكتشافها حقول غاز أخرى، متبوعة باتفاقية مماثلة مع شيفرون، إلا أن عقد الطاقة الجديد لقي معارضة من جماعات المحافظة على البيئة في أوكرانيا ومن ساسة أوكرانيين. وقال بورنشت من آي اتش إس: «العقبة الأولى في طريق الغاز الصخري في أوروبا هي السياسة، إذ أن لم يكن هناك تصريح بالحفر، فمن غير الممكن التقدم إلى الأمام». عن: انترناشيونال هيرالد تريبيون ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©