الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النشاط يعود مجدداً إلى إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال

النشاط يعود مجدداً إلى إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال
10 مايو 2013 21:35
توشك شركة توتال على إتمام المرحلة النهائية من مشروع لاجان تورمور البالغة تكلفته 3?3 مليار جنيه استرليني لاستخراج الغاز الطبيعي من الحافة الغربية من بحر الشمال ذات الأحوال الجوية القاسية يقع هذا الحقل الذي اكتشف منذ 25 عاماً أسفل قاع من الصخور الصلبة في مياه عميقة وعاصفة، غير أن شركة النفط الفرنسية تقول إنه، بحلول صيف العام المقبل، سيستخرج الغاز من هذا الحقل أخيراً ليفي بخمسة في المئة من احتياجات المملكة المتحدة. سبق أن تكررت هذه القصة في مناطق أخرى التي تقلب توقعات تضاؤل إنتاج بحر الشمال، إذ إن الأماكن التي كان يعتقد من عشر سنوات أنها قد استنفدت تماماً أو بالغة الصعوبة فنياً، تفرز الآن الجديد من الموارد الكبرى. وقال مانوتشر تاكين الخبير في المركز العالمي لدراسات الطاقة في لندن: “أثبت العلم والتكنولوجيا أنه يوجد نفط في أماكن كان يعتقد أنها نضبت منه”. انخفض إنتاج نفط وغاز بحر الشمال بنسبة تتجاوز 50% منذ ذروته البالغة نحو 4?6 مليون برميل يومياً عام 1999 مع نضوب الحقول المتقادمة، كما وقعت ذروة النرويج متشابهة الحجم بعد ذلك بخمس سنوات، ولكن الإنتاج انخفض بنسبة 15% تقريباً منذ ذاك. غير أنه الآن مع التقنيات الجديدة مدعومة بأسعار النفط المرتفعة وحوافز الضرائب المعقولة، فإنه من المتوقع أن يزيد إنتاج مثل هذه المناطق، الأمر الذي سيعود بفوائد اقتصادية كبرى على كلتا الدولتين. تشغل صناعة النفط البريطانية حوالي 440 ألف شخص وأسهمت العام الماضي بنحو 11?5 مليار جنيه استرليني في ميزانية الحكومة، يعني أكثر من أي قطاع آخر، كما يشكّل النفط نصف صادرات النرويج و20% من ناتجها الإجمالي المحلي. يقع حقل لاجان - تورمور غرب جزر شتلند البريطانية، حيث يلتقي بحر الشمال مع المحيط الأطلسي، وقال جان بيير مينستر رئيس البحث والتطوير في توتال: “هناك عواصف عاتية والمياه شديدة البرودة”. وهذه البيئة بالغة الصعوبة تعني أن الطريقة المعتادة لاستخراج النفط منذ ستينيات القرن الماضي المتمثلة في منصة فولاذية على السطح ستكون بالغة المخاطرة والتكلفة حسب باتريس دي فيفييه نائب رئيس توتال لشمالي أوروبا. وبعد سنوات من البحوث، أضحت التقنية التي لم تكن قائمة حين اكتشف الحقل عام 1986 هي الطريقة التي يمكن بها استغلال إمكانات الحقل. وقامت توتال بتقوية أدوات الحفر لكي تخترق الصخور الرسوبية الصلبة الكائنة فوق المكمن، حسب مينستر، وتفادت سطح المياه العاصف من خلال وضع معدات الاستخراج على قاع البحر، بحيث تُشغلها عن بعد من الساحل، وتفادياً لبرودة المياه البالغة اكتشفت الشركة مواد عازلة جديدة تغلف الأنابيب التي تنقل الغاز من الآبار إلى الساحل، كما عملت هذه التقنية الجديدة على تمكين مشاريع أخرى قريبة. ذلك أن المجسات الزلزالية المتقدمة الموضوعة على قاع البحر التي تعطي صورة أوضح مما كان متاحاً من قبل عن التكوينات الجيولوجية ستمكن شركة شيفرون وشركاءها من حفر الآبار المستهدفة لتطوير مشروع روزنبك المتراوحة تكلفته بين 6 و8 مليارات دولار، حسب الشركة المتمركزة بالولايات المتحدة، ومن المنتظر أن ينتج المشروع مستقبلاً 240 مليون برميل نفط مكافئ ما يجعله واحداً من أكبر المشاريع الجديدة المحتملة بالمملكة المتحدة. كذلك قالت بي بي، إن الطرائق الجديدة لتجميع ومعالجة البيانات الزلزالية تساعدها وشركاءها المضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثالثة من تطوير حقل كلير بتكلفة 9 مليارات دولار الذي كان قد اكتشف عام 1977. وقال فيفييه من توتال: “إنه في غضون خمس سنوات من المتوقع أن تنتج الحقول الواقعة غربي شتلند 17% من نفط وغاز المملكة المتحدة». وسيساعد هذا على استعادة إنتاج المملكة المتحدة لزخمه بما يفوق مليوني برميل من النفط المكافئ يومياً بحلول عام 2017 مقارنة مع 1?55 مليون برميل يومياً العام الماضي، حسب نقابة النفط والغاز البريطانية. تقع المنطقة الثانية التي تعيد لبحر الشمال أهميته على بعد نحو 200 ميل جنوب شرق لاجان - تورمور في المياه النرويجية، حيث تعكف شركة لوندين بتروليم السويدية على الحفر في أماكن سبق لشركات نفط كبرى إن هجرتها. وقال هانز كريستن رونفيك مدير التنقيب في لوندين: “كان هناك شبه إجماع في أواخر تسعينيات القرن الماضي على تضاؤل الاكتشافات في الجرف النرويجي بسبب الافتقار إلى الإمكانيات اللازمة”. وأضاف: “ولكن كان لنا رأي آخر آنذاك، إذ أننا بصفتنا جيولوجيين وجيوفيزيائيين، نتمعن في البيانات ونفسرها بطرق جديدة”، فمن خلال دراسة المسوحات الزلزالية القديمة بنظرة عصرية، توقع لوندين أن هناك حقلاً كبيراً غير مكتشف في تكوينات اوتسيرا هاي الجيولوجية التي تعد من المناطق الواعدة في النرويج. وقامت الشركة بتجميع بيانات زلزالية ثلاثية الأبعاد باستخدام تقنية تكفل صوراً أكثر وضوحاً ما كانت تعطيه التقنيات القديمة. وفي سبتمبر 2010 حفرت لوندين ما تبين أنه أكبر اكتشاف نفطي في النرويج في قرابة ثلاثة عقود يسمى حالياً جوهان سفير دروب وتشاركها فيه شركة النفط الوطنية النرويجية ستاتويل. يقدر ما يحتويه الحقل بما يتراوح بين 1?7 مليار و3?3 مليار برميل نفط قابلة للاستخراج، وهو ما يساوي ستة أمثال إنتاج النفط السنوي الراهن في النرويج. هذا الاكتشاف شجع آخرين، إذ قالت ستاتويل مؤخراً إنها اكتشفت ما بين 40 و150 مليون برميل نفط وغاز أخرى قريباً من منطق هولفاكس شمالي بحر الشمال، وهو حقل كان قد بدأ إنتاجه عام 1986. وقال تريفور جارليك الرئيس الإقليمي لشركة بي بي بحر الشمال: “نعتزم أيضاً التنقيب عند أطراف وأسفل وبين المكامن التي سبق اكتشافها”. وقال جارند ريستاد رئيس تنفيذي لشركة ريستاد اينرجي للاستشارات المتمركزة في أوسلو: “إن اكتشافات من هذا القبيل قد تعني أن النرويج ستظل تكتشف حوالي مليار برميل سنوياً في العشرين عاماً المقبلة”. وقالت دائرة البترول النرويجية، إنها تتوقع أن يبلغ إجمالي إنتاج النفط والغاز حوالي 3?7 مليون برميل نفط مكافئ يومياً هذا العام، ثم يبدأ في الزيادة إلى 3?8 مليون برميل يومياً بحلول 2017. غير أنه يخشى من أن يقع بحر الشمال ضحية لنجاحه، إذ قال روس كاسيدي كبير محللي النرويج في مؤسسة ماكنزي الاستشارية المتمركزة في المملكة المتحدة، إنه مع تزايد النشاط تتنوع سلسلة الإمداد، غير أن توفير الحفارات أصبح أمراً صعباً خصوصاً في النرويج التي تم فيها تأجيل حفر نحو خمس آبار من الخمسين بئراً المتوقع حفرها بسبب نقص الحفارات. وقال كاسيدي، إن هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه إعادة تنشيط هذه المنطقة. عن: «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©