أكدت طالبان أمس أنها أسرت جنديا أميركيا بعدما قتلت جنديا آخر في كمين بجنوب كابول، فيما تواصل القوات الأطلسية البحث عن الجنديين اللذين فقدا منذ يوم الجمعة. وفي هذه الأثناء، قال مسؤولون إن مقاتلي طالبان استولوا على منطقة استراتيجية من الحكومة الأفغانية بعد اشتباكات استمرت أياما بإقليم نورستان بشرق أفغانستان.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن “الجنديين الأميركيين قدما أمس الأول (السبت) إلى منطقة شرخ في ولاية لوجار. وهاجمهما مقاتلونا فقتل أحدهما في تبادل لإطلاق النار وأسر الآخر”. وأضاف مجاهد الذي كان يتحدث عبر الهاتف من مكان مجهول “نقلنا جثة (الجندي القتيل) والجندي الأسير الى مكان آمن”.
وتابع “سننشر لاحقا تفاصيل عن العملية وهوية الجنديين. لم نتخذ قرارا بعد بشأن مصيرهما وبشأن مطالبنا لقاء الإفراج عن الأسير”.
وقد واصلت القوات الدولية أمس عملياتها بحثا عن الجنديين اللذين فقدا منذ الجمعة بعدما غادرا كابول وفق قوة الحلف الأطلسي.
وصرح مسؤول عسكري في الحلف الأطلسي في كابول طالبا عدم كشف اسمه “لا يزالان مفقودين ولم نجر اتصالات مع أي طرف وبالتالي لا يمكننا التكهن بما حل بهما”. وأضاف المسؤول “ليس هناك تأكيد بأنهما قتلا أو أسرا”، مشيرا الى “شائعات” تحدثت عن مقتل أحد الجنديين. وبحسب المتحدث باسم حاكم لوجار دين محمد درويش، فقد كان الجنديان “غادرا قاعدتهما مساء الجمعة للتوجه الى مناطق يسيطر عليها العدو”.
وبحسب درويش “قتل أحدهما ووقع الثاني” في الأسر لدى طالبان. وكان الجنديان يرتديان بزتهما العسكرية ويستقلان سيارة رباعية الدفع. وتبث محطتان محليتان لصالح الحلف الأطلسي رسائل تحدد فيها أوصاف المفقودين وتقدم مكافأة بقيمة 10 آلاف دولار لأي معلومات تسمح بالعثور على الجنديين.
وبحسب مسؤول أطلسي، قد يكون عثر على آلية الجنديين في موقع في ولاية لوجار لم يكن من المفترض أن يتوجها اليه. ومنذ أكثر من عام ، تأسر طالبان الجندي الأميركي بوي بيرجدال (24 عاما)، وهو أول جندي يتم أسره منذ بدء الأعمال العسكرية للقوات الدولية في أفغانستان مع نهاية 2001 .
وأعلن الجيش الأميركي في الثاني من يوليو 2009 أن الجندي فقد قبل ثلاثة أيام من قاعدة في ولاية باكتيكا (جنوب شرق)، مؤكدا أن متمردين خطفوه.
ثم أكدت طالبان احتجازه. وفي 19 يوليو، بثت طالبان شريط فيديو ظهر فيه الجندي في صحة جيدة، وطالبت بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
ويأتي فقدان الجنديين الأميركيين فيما يقوم قائد أركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن بزيارة لأفغانستان.
ووصل مولن قبل ظهر أمس الى جلال آباد في شمال شرق البلاد، والتقى جنودا ينتشرون في قاعدة جويس قبل أن يتوجه إلى كابول لإجراء محادثات مع الجنرال ديفيد بترايوس، القائد الجديد للقوات الدولية والأميركية في أفغانستان.
وقال مولن “لا يمر يوم لا أفكر فيه بالتضحيات” التي يقدمها الجنود الأميركيون.
من جهة أخرى، قال مسؤولون أمس إن مقاتلي طالبان استولوا على منطقة استراتيجية من الحكومة الأفغانية بعد اشتباكات استمرت أياما بإقليم نورستان بشرق أفغانستان. على صعيد منفصل قالت الحكومة الأفغانية إنها تدرس تقارير أوردها سكان محليون أفادت بأن نحو 40 مدنيا قتلوا في غارة شنتها القوات الأجنبية بمنطقة سانجين في إقليم هلمند بجنوب البلاد يوم الجمعة.
وفي منطقة بارجي ماتال بنورستان قتل عشرات من مقاتلي طالبان وما يصل إلى ستة من الشرطة الأفغانية خلال اشتباكات استمرت أياما قبل أن تسقط المنطقة في أيدي طالبان أثناء الليل.
وتحتل بارجي ماتال أهمية للحكومة والمتشددين لموقعها ويتكرر سقوطها في أيدي طالبان واستعادة القوات الحكومية لها. وتقع المنطقة قرب الحدود مع باكستان وكانت طالبان تستخدمها طريقا للإمدادات بالأسلحة والمقاتلين في ثلاثة أقاليم أهمها باداخستان حيث شنت طالبان سلسلة من الهجمات الفتاكة في الآونة الأخيرة.
عدد اليوم
