الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باكستان: عنف انتخابي غير مسبوق

10 مايو 2013 22:33
ريتشارد ليبي إسلام آباد اختطف مسلحون ابن رئيس الوزراء الباكستاني السابق أول أمس الخميس في تجمع انتخابي بإقليم البنجاب الواقع جنوب البلاد، في وقت تواصلت فيه أعمال العنف قبيل الانتخابات الوطنية التي تجرى اليوم السبت، والتي يصفها البعض بأنها الأكثر دموية في تاريخ البلاد. وبعد ساعات على اختطاف أصغر أبنائه علي حيدر جيلاني، ومقتل شخصين آخرين في الهجوم، دعا رئيس الوزراء السابق يوسف رضا جيلاني أنصار حزبه، حزب الشعب الباكستاني، إلى مواصلة الحملة الانتخابية. وكان جيلاني الشاب مرشحاً لعضوية برلمان الإقليم في دائرة مولتان، التي وقع فيها الهجوم، وحيث يتنافس اثنان من إخوانه على مقعدين في البرلمان. أما الأب، الذي شغل منصب رئيس الوزراء لأكثر من أربع سنوات إلى أن أرغم على التنحي من قبل المحكمة العليا في قضية ازدراء العام الماضي، فقد اتهم حكومة تصريف الأعمال المؤقتة بعدم توفير إجراءات أمنية كافية للمرشحين. وكان مسلحون متطرفون شنوا هجمات مسلحة خلال الشهر الماضي ضد حزب الشعب الليبرالي وشريكين علمانيين ضمن الائتلاف في الحكومة المنتهية ولايتها. وقال يوسف رضا جيلاني للصحفيين في منزله في مدينة مولتان وسط البلاد إن القوى المعتدلة في البلاد لم توفر لها «البيئة المناسبة لخوض الحملة الانتخابية والمشاركة في الانتخابات»، مضيفاً أن سكرتير ابنه وحارسه ماتا في الهجوم. كما قال إنه لا يعرف من قام بالاختطاف. وفي هذا السياق، أفادت وكالة رويترز بأن «طالبان باكستان»، التي أكدت مسؤوليتها عن هجمات سابقة وهددت بقتل الناخبين في مكاتب التصويت، قالت إنها لا تقف وراء الهجوم. وقد أفادت قنوات تلفزيونية محلية بأن المسلحين قبضوا على علي حيدر جيلاني، بعد أن غادر أحد المباني للالتقاء مع بضع مئات من الأنصار. وبسبب الهجمات الأخيرة، التي قتل فيها أكثر من 10 أشخاص منذ أبريل الماضي، خاض كل من حزب الشعب، وحزب عوامي الوطني الموالي للولايات المتحدة، والحركة القومية المتحدة الموجود مقرها في كراتشي، الحملة الانتخابية تحت بعض القيود والإكراهات. فبدلاً من تنظيم تجمعات انتخابية كبيرة، اعتمدت هذه الأحزاب بالخصوص على الإعلانات، والاتصال المباشر بالناخبين في منازلهم، والاجتماعات الصغيرة. وقد طالبت هذه الأحزاب بمزيد من الإجراءات الأمنية، ولكن لم يصدر عن حكومة تصريف الأعمال أي رد. وفي يوم الخميس أيضاً، انفجرت قنبلة في مكتب انتخابي تابع لحزب ديني محافظ قوي، «جامعة علماء الإسلام»، في منطقة «مير علي» التي تعتبر معقلاً للمقاتلين، وتقع بمنطقة شمال وزيرستان القبلية، وهو ما تسبب في مقتل شخص واحد وجرح ستة آخرين، حسب وكالة أسوشييتد برس. وفي يوم الثلاثاء، هز انفجاران أيضاً تجمعين انتخابيين بشمال غرب باكستان، ما أسفر عن مقتل 18 شخصاً، حسب السلطات. وحسب أرقام وسائل الإعلام، فإن نحو 100 شخص قُتلوا منذ أبريل الماضي في أعمال عنف ضد المرشحين وأنصار الأحزاب. ويقول بعض الخبراء إن هذه الانتخابات قد تكون الأكثر دموية في تاريخ البلاد. ولكن تفجيرات هذا الأسبوع بعثت أيضاً برسالة مؤداها أن المقاتلين المتطرفين لن يسلم من عنفهم أي أحد يشارك في العملية الديمقراطية، التي يدينونها باعتبارها انتهاكاً لمبادئ الإسلام. ومن بين ضحايا هذه التفجيرات هناك أنصار البرلماني ورجل الدين اليميني البارز فضل الرحمن، الذي سعى حزبه إلى كسب رضا المتطرفين على مدى سنين، ولكنه انضم أيضاً إلى ائتلافات مع أحزاب علمانية. فقد استهدفت تفجيرات تجمعات انتخابية لمرشحين منضوين تحت لواء حزب فضل الرحمن، حزب «جامعة علماء الإسلام»، يوم الاثنين والثلاثاء، وبلغت الحصيلة الإجمالية أكثر من 30 قتيلاً وأعداداً من الجرحى. وقد نفت «طالبان باكستان»، التي تقاتل من أجل إسقاط الدولة، المسؤولية عن انفجار الثلاثاء في إقليم خيبر باكتونكوا وقالت إن هجوم الاثنين في منطقة كرام لم يكن يستهدف حزب فضل الرحمن في حد ذاته، وإنما خصماً قديماً انضم إليه مؤخراً. وقد صعَّدت «طالبان باكستان» كثيراً من هجماتها على السياسيين على مدى الأسابيع الأخيرة، وحذرت الجمهور من مغبة المشاركة في الانتخابات حتى لا يواجه خطر الموت. وفي هذا الإطار، يقول بيتر مانيكاس، مدير برامج آسيا في المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية، الذي أُرسل رفقة 44 مراقباً للانتخابات إلى هنا: «من الواضح أنه تكتيك جديد»، مضيفاً «إنه نوع مختلف من العنف في محاولة لعرقلة الانتخابات بشكل عام. إنه يجعل كل شيء غير آمن!». وقال الجيش الباكستاني إنه سيوظف 70 ألف جندي لحماية مكاتب الاقتراع، حيث أضاف أكثر من 500 ألف من أفراد قوات الأمن والشرطة. وفي العديد من الهجمات الأخيرة، كانت «طالبان باكستان» تؤكد مسؤوليتها على الفور، ولكن المرتكبين والدوافع قد لا يعرفون أبداً فـي حـالات أخرى، ولا سيمـا أن حركـة التمـرد لا تشكل وحدة واحدة، وإنما هي حركة منقسمة تضم العديد من المجموعات المتنافسة، ومن ذلك مجموعات لديها ولاءات غير ثابتة، كما يقول إيجاز خطاك، الأستاذ بجامعة بيشاور، الذي يتوقع أن يتواصل العنف بدون هوادة حتى يوم السبت. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©