الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بيننا وبينهم عقلية

18 يونيو 2018 01:07
الحق، الحق أننا أمة لا تضاهيها أية أمة في الكلام، ومنذ العصور الأولى كنا ملوك الكلام، والطريف أننا ما زلنا على هذه الحالة إلى يوم الناس هذا.. بما جعل هذه الفكرة تعشش فينا وتفرخ بداخلنا جيلاً بعد جيل، وفي كل المجالات، ومنها الرياضة بصفة خاصة، حتى أنك تشاهد بأم عينك كيف يتصرف نجوم العالم مع الكوارث والأحداث المأساوية، وكيف يشمرون على سواعد العطاء اللامحدود، من دون النظر إلى الدين والعرق واللون، في وقت ما زال بعضنا يسأل أئمة المساجد عن الحلال والحرام في مساعدة غير المسلمين، ومازال بعضنا لا يعنيه أصلاً أن تهتز أرض بشعبها في أطراف الدنيا، ولا تتحرك فيه شعرة معاوية، على عكس نجوم في قيمة رونالدو وميسي ونيمار وبوفون الذين منهم من يسارع إلى دفتر الشيكات ليرسم فيه رقماً مالياً يحيي به الضمائر، ومنهم من يسارع إلى كتابة كلمات تشبه اللكمات في وجه الجبروت والظلم والقهر ليهز أفئدة محبيه فيتعاطفون معه ومع المتضررين بشدة. أين نحن من ضمائرهم ومواقفهم، رغم أننا خير أمة أخرجت للناس.. وأين لاعبونا من لمسات رونالدو وميسي وهيجواين وإنييستا وجريزمان، ليس فقط فوق الميدان، بل خاصة في تعاملهم مع أخيهم الإنسان، ولا غرابة أن ينعم اللّه عليهم بكل هذا المجد وهذه الشهرة وهذا المال، طالما هم يضعونه في المكان المناسب، ويفكون به عقدة بقية خلق اللّه في مآسيهم، في زمن مازال بعض نجومنا العرب يرفضون مجرد الكلام عن مداخيلهم المالية من الكرة، خوفاً من «العين» وأشياء أخرى ما أنزل اللّه بها من سلطان لتبقى الحكاية.. كل الحكاية.. حكاية عقلية لم نعرف كيف نغرسها في عقول أبنائنا قبل أن يأخذهم طريق النجومية والشهرة، وفي ذلك حرمان من «صدقة جارية» لنا جميعاً، في ظل المتغيرات الدولية على كل المستويات، بما فيها العقليات التي تنبت منها وفيها كل حركة خيرية من الإنسان تجاه أخيه الإنسان، لأن الغرب بجميع محاسنه ليس أفضل منا، حتى وإن سبقنا إلى مثل هذه الحالات.. ففي النهاية التحرك من الآن أفضل ألف مرة من مواصلة الفرجة على ما كان.. القاعدة الأولى المعروفة عندنا تقول «علم الأطفال وهم يلعبون»، لكننا لم نعلمهم وهم يلعبون ولا حتى وهم نائمون.. فقط علمناهم مبدأ الفرجة على الأحداث العالمية بمختلف أصنافها، من دون أن يكونوا فاعلين فيها. على جناح الأمل أن يسجل لاعب اسمه كريستيانو رونالدو ثلاثة أهداف في مرمى إسبانيا، وتعجز ثلاثة منتخبات عربية «السعودية ومصر والمغرب» على تسجيل نصف هدف، معناه أن النجومية عندهم فعل، والنجومية عندنا قول.. وبين هذا وذاك يكمن سر اللعبة، وتصبح المعادلة صعبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©