أعلنت الحكومة العراقية أمس عن قبول الولايات المتحدة بعض التعديلات والتغييرات المقترحة بشأن الاتفاقية الأمنية المشتركة المنتظر أن تنظم وجود القوات الأميركية بعد انتهاء العام الحالي، لكنها أشارت إلى أنه لا يزال هناك حاجة لإجراء مزيد من المحادثات لتسوية الخلافات المتبقية حول الاتفاقية· فيما قالت الإدارة الأميركية إنها قدمت إلى العراق نصاً نهائياً للاتفاقية وانه يعود إلى العراقيين إقرارها الآن عبر العملية السياسية·
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ''إن واشنطن سلمت ردها وقبلت بعض المقترحات العراقية، لكنها أثارت تحفظات بشأن بعض المقترحات الأخرى''· وأضاف ''أميركا أرسلت ردها وتسلم الجانب العراقي الرد·· لديهم -الأميركيون- بعض الملاحظات، ونحتاج الآن إلى إجراء نقاشات معهم للوصول إلى تفاهم مشترك''· لكنه أضاف ''ان الجو العام إيجابي، ويتعين على الزعماء السياسيين العراقيين أن يجتمعوا لمناقشة موقفهم بعد الرد الأميركي''·
وأشار الدباغ إلى أن الجانب العراقي يحتاج إلى وقت كافٍ لتعطي الكتل البرلمانية الرئيسية رأيها في التعديلات والاقتراحات والملاحظات التي قدمها الجانب الأميركي· بينما اكتفى ياسين مجيد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي بالقول ''تسلمنا رداً من الجانب الأميركي بخصوص التعديلات على الاتفاقية الأمنية''، لكن لم يعط أي تفاصيل بخصوص مضمون الرد·
وتشمل تعديلات بغداد المقترحة تشديد الصياغة التي تلزم القوات الأميركية بالانسحاب بحلول نهاية عام 2011 وتوضيح الأحوال التي يمكن فيها محاكمة جنود أميركيين أمام محاكم عراقية وحظر شن هجمات على دول مجاورة من العراق· لكن لم يعقب الدباغ على أي التعديلات التي حازت قبولاً من الجانب الأميركي والتعديلات التي قوبلت بالرفض· وقال ''لدينا وقت كافٍ حتى تعطي الكتل الرئيسية رأيها في التعديلات والاقتراحات والملاحظات التي قدمها الجانب الأميركي''·وتنص المسودة الأساسية على انسحاب القوات الأميركية في تاريخ لا يتعدى 31 ديسمبر ،2011 والانسحاب من ''المدن والقرى والقصبات في تاريخ لا يتعدى 30 يونيو ·2009 إلا أنها تلحظ السماح لكل من الطرفين أن يطلب من الطرف الآخر إما تقليص الفترة المحددة أو تمديدها، ويخضع قبول مثل هذا التقليص أو التمديد وتوقيت كليهما لموافقة الطرفين''·
وقالت وزارة الدفاع الأميركية من جانبها إنه تمت الموافقة على عدد من التعديلات التي اقترحتها بغداد على الاتفاقية الأمنية التي يفترض أن تؤدي إلى انسحاب القوات الأميركية بنهاية ،2011 وتعتبر أنها ''أنهت العملية''· وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع براين ويتمان ''لقد قدمنا رداً إيجابياً جداً على نقاط عدة تثير قلقهم'' (في إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة لم توافق على كل طلبات التصحيح العراقية)·
وأضاف ويتمان ''تم إجراء بعض التعديلات ويعود إليهم إقرار (الاتفاقية) عبر العملية السياسية العراقية''· ورفض تحديد التعديلات التي أُجريت وما إذا كانت تتصل خصوصاً بحصانة الجنود الأميركيين المنتشرين في العراق والتي يتمسك بها الأميركيون· وأكد أن الجانب الأميركي أنهى عملية التفاوض وأن مشروع الاتفاقية يحترم السيادة العراقية ويؤمن الحماية الضرورية للجنود الأميركيين·
وأكدت السفارة الأميركية في بغداد قالت ''إن الولايات المتحدة قدمت للعراق نصاً نهائياً للاتفاقية التي تسمح للقوات الأميركية بالبقاء في العراق بعد نهاية تفويض مجلس الأمن الدولي نهاية العام''· وأوضحت المتحدثة باسم السفارة سوزان زيادة ''عدنا إليهم بنص نهائي ومن خلال هذه الخطوة أكملنا العملية من الجانب الأميركي وينبغي على العراق الآن أن يدفعها قدماً من خلال العملية الخاصة بهم''·
من جهة ثانية، قال الجيش الأميركي أمس إن واشنطن ستعجل بخفض عدد الجنود المقاتلين في العراق بإعادة لواء من الجيش يضم حوالي 3500 جندي إلى الوطن في الشهر الحالي قبل ستة أسابيع من الموعد المتوقع· وكان من المقرر أن يغادر اللواء الثاني من الفرقة 101 المحمولة جواً المتمركز في شمال غرب بغداد، حيث انخفض عدد الهجمات بشدة العراق بعد الأول من يناير·
وقال المتحدث باسم الجيش الكولونيل بيل باكنر ''نظراً للتحسن المستمر في الأجواء الأمنية أصبح من الممكن للوحدة أن تعيد انتشارها قبل ستة أسابيع من موعدها المقرر''· وأعلنت حكومة الرئيس جورج بوش في سبتمبر أنها ستخفض عدد القوات في العراق إلى 14 لواء قتالياً من 15 في أوائل العام المقبل· وأضاف باكنر أن الرحيل المبكر لهذا اللواء يعني أن الخفض سيتم قبل موعده·
عدد اليوم
