أبوظبي (وام) - تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات تنطلق اليوم الملحمة البحرية التراثية لسباق كأس صاحب السمو رئيس الدولة للمحامل الشراعية 60 قدماً الذي ينظمه النادي بمشاركة 1692 بحاراً ونوخذة على متن 94 محملاً من جميع إمارات الدولة الذين يتسابقون للظفر بناموس السباق.
وأعلنت اللجنة الفنية للسباق بأن جميع المحامل المشاركة قد اجتازت إجراءات الفحص الفني كاملة دون تسجيل أي مخالفات لشروط ومواصفات السباق، وهو ما يعكس درجة التجاوب من النواخذة مع اللجنة المنظمة للسباق واللوائح التي حرصت على تأمين سلامة جميع المشاركين وإظهار السباق بالصورة اللائقة مع الحفاظ على هوية المحامل التراثية وصبغتها وأشكالها، وذلك بتحقيق رسالة وأهداف النادي بالحفاظ على مهنة الآباء والأجداد والفعاليات التراثية المصاحبة لمثل هذا النوع من السباقات.
وعبرت لجنة التفتيش عن رضاها لحرص جميع المشاركين من عموم الدولة على إحياء ملحمة بحرية تليق بالسباق الذي يحمل اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وجهود واهتمام سموه في دعم التراث وبما يعكس الاهتمام لترسيخ قيم وأصالة الهوية الوطنية. ويستمد السباق أهميته من طول المسافة المقرر اجتيازها التي تتجاوز 25 ميلاً بحرياً وهذا ما يتيح للمشاركين فرصة ثمينة لدخول مجال الملاحة البحرية والتعرف على مغاصاتها إلى جانب ممارسة طريقة الخايور للتمرس في عملية تغيير اتجاهات المحامل بحسب اتجاه الرياح التي يتوقع أن تكون مثالية، حيث يسعى الجميع إلى المحافظة على التراث البحري ونيل الناموس بعد عناء رحلة بحرية وتدريبات وتحضيرات وتجهيز أشرعة للفوز باللقب الغالي الذي سيكون بمثابة شرف ووسام على صدور الفائزين في سباق عمالقة الشراع التقليدي. ومن المقرر أن يتوج الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى في السباق عصراً حيث أعدت إدارة النادي للفائزين جوائز مالية كبيرة تشجيعاً لهم وتقديراً لمجهوداتهم في إحياء التراث البحري الأصيل وتواصل هذه الرياضة التي تحظى بكل اهتمام ودعم رسمي وشعبي وإعلامي.
وسيزخر السباق بقوة وتنافس شديد متوقع بين المحامل المشاركة التي سيكون هدفها اجتياز خط النهاية لنيل بطل السباق خاصة من البحارة من ذوي الخبرات والمهارات العالية في عالم البحر والشراع بمواجهة نخبة ممتازة من البحارة الشباب حيث يتنافس فرسان البحر جمعيهم على الناموس وإنجاز الفوز الثمين.
وبانتظار الفائزين وقواربهم قبالة منصة التتويج بكاسر الأمواج جوائز قيمة تزدان بمظاهر الفرح والتتويج والنجاح وبهجة الفوز وعشق التراث البحري لتظل هذه التظاهرة السنوية محط اهتمام النادي في استكمال الصورة البحرية البديعة ليستمتع الجميع بإثارة الشراع في أبهى صورة. وينظم النادي المهرجان التراثي المصاحب للسباق الرئيس بمشاركة 16 قارباً تراثياً على هامش السباق لتقديم عروض لتلك المحامل التراثية أمام منصة تتويج الفائزين خلف القرية التراثية بمنطقة كاسر الأمواج بأبوظبي تتضمن عرض كل ما يتعلق بالحياة البحرية والمهن والصناعات التقليدية التي كان النواخذة والبحارة يستخدمونها سابقاً في رحلات الغوص والصيد وسط عرض البحر. ويتوازى مع برنامج السباق إقامة مهرجان القرية التراثية بمنطقة كاسر الأمواج في أبوظبي يتضمن عروضاً للفرق الشعبية بما يشكل يوما لفرح البحر والأشرعة البيض ولتؤكد إدارة النادي من خلال موسمها البحري الناجح التمسك بتراث الآباء والأجداد في محاولة لتطوير هذه الرياضة وتواصلها واستقطاب أعداد ومحامل جديدة لترسيخ هذه الرياضة ضمن منظومة من المفردات التقليدية ومعطيات تسعى إلى الحفاظ على الجوانب الأصيلة في المجتمع.
كما سيتم تفعيل كامل مرافق القرية واستقبال الوفود السياحية والضيوف وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي العاملين في الدولة والجمهور لإحياء احتفالية تراثية كبيرة.
تجدر الإشارة إلى أنه وبمناسبة إقامة هذا السباق البحري الكبير الذي يضم أعداداً كبيرة من البحارة الشباب فإن قضية توطين السباقات البحرية التي وجه بها سمو رئيس نادي تراث الإمارات قبل سنوات قد نجحت في نشر السباقات الشراعية بين شباب الوطن فمن ينظر إلى سباقات النادي يجد أن أكثر من نصف المشاركين هم من قطاع الشباب والطلبة مما سيعزز طموح تواصل هذه الرياضة وتوارثها إذ أن هذه الديمومة هي التي ستحفظ لرياضة الشراع التقليدي مقوماتها ومفرداتها لمواجهة التطور الحضاري الهائل.
وما يميز هذه التظاهرة البحرية تسابق النواخذة من ملاك القوارب لتقديم خبراتهم ومهاراتهم وعراقتهم في فنون الرياضات البحرية على صعيد إرشاد البحارة الجدد والشباب إلى أصول وفنون قيادة الشراع وأسرار مواجهة الرياح كذلك حرصهم على مراقبة حركة الرياح وارتفاع الموج وتحديد مسار السباق.
وللمحافظة على البيئة البحرية من أخطار التلوث سواء في منطقة التجمع في خط البداية أو خلال السباق أوفي منطقة ما بعد النهاية، فقد أوصت اللجنة المنظمة للسباق المشاركين فيه عدم إلقاء النفايات أو المخلفات أو الأكياس البلاستيكية الضارة بالبيئة والكائنات البحرية النادرة وخاصة السلاحف البحرية.
وضمن أهداف نادي تراث الإمارات لنشر التراث البحري وأهمية اطلاع كافة فئات المجتمع على هذا التراث.. دعت اللجنة المنظمة للسباق الجمهور والعائلات من المواطنين والمقيمين للحضور إلى منطقة كاسر الأمواج بأبوظبي لمتابعة عروض المحامل التراثية اليوم، وكذلك لمتابعة السباق وفعاليات مهرجان القرية التراثية حيث ثمة احتفالية تراثية بحرية شعبية كبيرة بانتظار الجميع.
عدد اليوم
