الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيش جرار من «جنود الإنترنت» في الصين يراقب المدونين

13 مايو 2011 23:39
تشتهر الصين بأن لديها جيشاً يعرف باسم “شرطة الإنترنت” لفرض الرقابة على الشبكة العنكبوتية، لكن الجديد الآن هو “جنود الإنترنت” التي تتنقل بمهارة على خيوط الشبكة الافتراضية. ومهمة هؤلاء الجنود، الخارجين عن الحصر، هي المشاركة في النقاشات على أي موقع يسمح بالحوار أو التعليق. يوجد في الصين نحو نصف مليار مستخدم للإنترنت، من بينهم أكثر من 300 مليون مدون، وهو أمر استرعى انتباه الحزب الحاكم. وباستخدام أسماء مستعارة، تسللت أعداد ضخمة من المعلقين إلى المدونات والمنتديات الصغيرة عبر بوابات “سينا” و”سوهو” و”تنسنت” و”نيتياز” وصولاً لمواقع التواصل الاجتماعي والصحف، للتناوب على الدعاية لأفكار الحزب الحاكم. وقال جيريمي جولدكورن، مؤسس موقع إعلامي صيني، إن “هذا لغز كبير! هؤلاء الأشخاص لا يدلون بأي تصريح للصحافة ولا يمكن إحصاء عددهم”. وتوقع لي مينج المدون المستقل أنه “يمكن تقدير عددهم بما لا يقل بأي حال من الأحوال عن عشرات الآلاف .. وربما يكونون من الطلاب الطامحين في الانضمام للحزب الحاكم”. لكن خبير الإنترنت الصيني رونو دو سبينز أوضح أن من بينهم موظفون صغار وعاملون في شركات عامة ومتقاعدون وحتى ربات منزل، ما يشير إلى أن هذا الجهد مدفوع الأجر. وحول طريقة عملهم قال دو سبينز إنهم لا يعملون بشكل مركزي. وفي عام 2010 حاولت مقاطعة جانسو استخدام 650 “معلقاً عبر الإنترنت” بدوام كامل، وأعرب الأمين العام لمنظمة العفو الدولية عن قلقه من رؤية دولة مثل الصين “تستثمر موارد كبيرة لإقامة شبكات من المدونيين المؤيدين للحكومة”. وفي منتصف العقد الأول من الألفية عندما بدأت المدونات تنتشر في الصين كان هؤلاء الأشخاص يتقاضون 5 سنتات مقابل نشر الخطاب الرسمي للدولة، فلقبوا بـ”وو ماو” أي (5 سنتات). في مرحلة لاحقة برز بعدها معلقون اشتهروا بـ”جنود الإنترنت” وكانوا أكثر براعة في تمرير الرسالة. فبدلاً من إرسال تعليقات من نوع “فليحيا قادتنا” أو “فليحيا الحزب” كانوا يناقشون أي موضوع بحجج عقلانية. وينقسم الخبراء حول فاعلية هذه الطريقة، وقال دو سبينز “في الموضوعات الرئيسية، بعد 3 أيام على المعركة، لا يبقى عملياً إلا الدعاية” ما يعطي “رأياً عاماً غير صحيح”. إلا أن جيريمي جولدكورن يعتبر أن رواد الإنترنت الصينيين “يعرفون كيف يحكمون على الأمور. ولا يصدقون الجميع”. لكنهم في النهاية يتفقون على أن هذه العملية سيف ذو حدين، فمستخدم الإنترنت المؤيد للحكومة الصادق يمكن أن يتهم بأنه “وو ماو” وهي شتيمة كبيرة تعني أنه “خائن ومرتش”، حتى وإن كان رأيه صائباً.
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©