الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أعيدوا بناتنا».. و«أوقفوا كوني»

24 مايو 2014 00:31
جوشوا كيتنج محلل سياسي أميركي أضفى الانتشار العالمي لوسم «هاشتاج» معنون «أعيدوا بناتنا» مقارنات واسعة مع حملة «أوقفوا كوني» المستمرة منذ عامين والتي أثارت جدلاً واسعاً بشأن فعالية هذه الأنشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد نجحت حملة «أوقفوا كوني» في التشهير عالميا بـ«كوني» قائد جيش الرب للمقاومة في أوغندا، وتتمحور حول مقطع فيديو بعنوان: «كوني 2012» الذي حقق الانتشار الأوسع في التاريخ و«هاشتاج» باسم الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن فيديو «كوني 2012»، الذي أنتجته منظمة «أطفال مهمشون» غير الحكومية، تعرض لانتقادات مباشرة بسبب تجاهله حقائق أساسية جغرافية وتاريخية، وإخفاقه في تقديم أي سياق اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي لأعمال العنف التي يقوم بها «كوني». وربما يُترك لدى مشاهد فيديو «كوني 2012» انطباع مبالغ فيه بشأن قوة وتأثير كوني في الوقت الراهن، ويبقى المشاهد مقتنعاً بأن السبب الوحيد في أنه لم يتم القبض على هذا الرجل هو عدم اكتراث ما يكفي من الناس بخطره، متناسياً حقيقة أن الجهود الدولية للإيقاع به -التي تولتها الولايات المتحدة مؤخراً- قد تفضي إلى تصعيد الصراع العسكري في منطقة غير مستقرة بالفعل، وربما إلى دعم حكومات متهمة بانتهاكات حقوق الإنسان. وتشير دراسة جديدة لظاهرة «كوني 2012» أجراها ثلاثة باحثين في علم النفس أن المبالغة في تبسيط الرسالة في الفيديو الأصلي كانت هي السبب في نجاحه. ومثلما أوضح الباحثون - وهم دانيال سوليفان من جامعة أريزونا، ومارك لانداو من جامعة كانساس، وآرون كاي من جامعة ديوك- فإن تحديد عدو واضح يستحث مشاعر الغضب الأخلاقي، ويحفز الرغبة في اتخاذ إجراء حاسم ضد هذا العدو. وقد نقلت الدراسة عن مخرج الفيديو جاسون راسل من منظمة «أطفال مهمشون» قوله لشبكة «سي. إن. إن الإخبارية» إننا نحتاج إلى عدو ونحتاج إلى معرفة الأسوأ»، مشيراً إلى أن الفيديو يرسخ لفكرة أن «كوني» رمز للشر ويبرز المشكلات المعقدة -من حرب أهلية وانتشار الظلم وانعدام التوازن الهيكلي في وسط أفريقيا، وبين أفريقيا وبقية دول العالم- بأسلوب بسيط كنتاج لآثام شخص واحد. وبعد شهر واحد من نشر الفيديو الأصلي، أصدرت منظمة «أطفال مهمشون» كذلك «كوني 2012: الجزء الثاني»، وفي رد على الانتقادات الموجهة للفيديو الأصلي، جاء الجزء الثاني متضمناً معلومات وتنوعاً أكثر، وأقر بمزيد من التعقيد بخصوص الوضع في أفريقيا. وعلى رغم ذلك لم يحظ الفيديو الثاني بشعبية مماثلة للفيديو الأصلي، وأدى ذلك إلى فشل حدث كان مخطط له بعد نشر الفيديو بأسابيع يقوم فيه متطوعون بنشر وجه «كوني» في أنحاء المدن حول العالم. ويشتبه الباحثون في أنه بقدر بساطة تصوير «كوني» على أنه عدو مسبب للغضب الأخلاقي الذي عزز نجاح انتشار الفيديو الأصلي، بدأ المشاهدون يفقدون اهتمامهم في الحملة بمجرد ما علموا مزيداً بشأن تعقيدات الموقف. وربما أن الاضطرابات الشخصية المعروفة عن «راسل» لم تساعد حقيقة في تعزيز مصداقية الحملة. وقد خضعت هذه الفرضية للاختبار، وظهرت جوانب هذا الاختبار في قياس انتشار جزئي الفيديو وردود الأفعال تجاههما. وتوصل الباحثون إلى أنه على رغم أن مشاعر الغضب الأخلاقي والتصميم على اتخاذ إجراء زادت بشكل نسبي إلى المستوى الأساسي عندما شاهد المشاركون كلاً من «كوني 2012» وجزئه الثاني، إلا أن حجم هذا التأثير كان أكبر بكثير بين المشاركين الذين شاهدوا الفيديو الأول. وكان لمشاهدي الفيديو الثاني أيضاً رد فعل أكثر استحساناً عندما اطلعوا على المقالات التي تنتقد دوافع الحملة. وغالباً ما يقول المدافعون عن حملات كهذه إن بمقدورهم أن يكونوا سبيلاً لتحسين فهم القضايا العالمية المعقدة. وفي البداية، طغى الغضب الأخلاقي على المشاهدين، ثم عرفوا المزيد عن الظروف المحيطة التي أفضت إلى الأزمة، ومن ثم أصبحوا أكثر اطلاعاً على الأوضاع العالمية. وتشير هذه الدراسة إلى أن المشاهدين يكونون أكثر اهتماماً عندما يسمعون عن وحوش شريرة مثل «جيش الرب للمقاومة» أو «بوكو حرام» الذين يجب وقفهم، ولكن عندما يعرفون المزيد عن القضية ويجدون أن العالم مكان أكثر تعقيداً وأن قتل الوحش لن يكون سهلاً وأن هناك قضايا أكبر على الساحة تتجاوز الوحش نفسه، يفقدون اهتمامهم. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©