الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جاسم العوضي: عرض «من منهم هو» دعوة إلى ترسيخ قيم المحبة

جاسم العوضي: عرض «من منهم هو» دعوة إلى ترسيخ قيم المحبة
24 مايو 2014 00:31
عصام أبو القاسم (الشارقة) في مسرحية « من منهم هو؟»، يستعيد الكاتب الكويتي جاسم العوضي ثلاث لحظات مهمة في تاريخ ثلاث شخصيات لها حضورها في ذاكرتنا، وهي «ميديا» في النص الأسطوري الإغريقي، و«الزير سالم» من النص الشعبي العربي، و«ليدي مكبث» لوليم شكسبير، وتلك اللحظات هي التي يتخذون فيها قرارات حاسمة تبدل في مصائرهم ومصائر من هم حولهم؛ فـ «ميديا» تستعاد في تلك اللحظة التي تسبق قتلها «أولادها»، الزير سالم «يؤتى به في العرض في تلك اللحظة التي يقرر فيها قتل بني مرة، لتنشب من بعد المعركة طويلة المدى التي استمرت لأربعين سنة «حرب البسوس»، تستحضر الشخصيات الثلاث وهي تنازع الـ «هو» التي اقترحها المؤلف الكويتي الشاب لسبر أعماق تلك الشخصيات. العرض الذي أخرجه خالد أمين سبق له أن فاز بجوائز الإخراج والإضاءة والتمثيل ـ نساء ـ والأزياء في مهرجان الكويت للمسرح المحترف، وتولى دور «الزير سالم» علي الحسيني، فيما تولت دور «زوجة ماكبث» الممثلة فاطمة الصفي، وقامت أحلام حسن بدور «ميديا». وتقوم اللعبة الإخراجية في العرض على الربط بين الأزمنة النفسية والحضارية للشخصيات الثلاث، وقد استعيدت إلى اللحظة الراهنة: كيف تنفلت من حالتها السوية وطريقتها في مغالبة إرادة الشر داخلها ودرجة حنقها وانتقاميتها. «ميديا» هي ساحرة برعت في السحر وقد قوربت قصتها في العديد من الأعمال المسرحية، وقد عرفت بـ «قاتلة أولادها»، حيث إنها وانتقاماً من زوجها الذي كان متعلقاً بأولاده قضت عليهم ثلاثتهم. أما زوجة ماكبث، فهي المرأة التي أدى بها طموحها إلى تحريض زوجها على قتل الملك، وتعتبر زوجة ماكبث المرأة الأكثر شراً في الأدب الانجليزي؛ فيما يظهر «الزير سالم» في العديد من النصوص مصاباً بلعنة الانتقام والثأر. وفي حديث إلى «الاتحاد»، قال الكاتب جاسم العوضي إنه لاحظ أن الشخصيات الثلاث لم تواجه أضدادها أو أندادها بل واجهت شخصيات أقلّ منها، فـ «ميديا» قتلت أولادها، فيما قتلت زوجة ماكبث الحارس، وانتقم سالم من قبيلة وعدوه واحداً منها! ويبين الكاتب الكويتي الشاب أنه استلهم فكرة الجمع بين الشخصيات القصصية الثلاث من الفكرة السايكولوجية الشائعة حول «الأنا والأنا العليا والهو»، فهذه «الأنوات» هي التي تحرّك المرء وتدفعه لأخذ القرار في نهاية الأمر. وقال العوضي إن العرض يسعى لأن يكون دعوة إلى ترسيخ قيم المحبة والإخاء بين الناس، كما يطمح إلى أن يكون «روشتة» لمقاومة نزعات النفس الأمارة بالسوء. يشار إلى أن الشخصيات الثلاث تتمايز على خشبة المسرح ليس فقط في الأسلوبية الأدائية التي يحملّها المخرج فكرة الإحالة إلى زمن الشخصية، ولكن أيضاً في الأزياء وفي الموسيقى التي تقدم بصفة حية، ويتكلم العرض باللغة العربية الفصحى وتظهر التباينات أيضاً في القاموس الحواري بين الشخصيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©