الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقاتلات سورية تضرب مجدداً بـ «الكلور» مدينتين في ريف حماة

مقاتلات سورية تضرب مجدداً بـ «الكلور» مدينتين في ريف حماة
24 مايو 2014 12:13
أكدت التنسيقيات المحلية وناشطون آخرون شن الطيران الحربي التابع للجيش السوري النظامي مجدداً غارات على أحياء مدينتي كفر زيتا واللطامنة بريف حماة أمس، مستخدماً براميل متفجرة محملة بغاز الكلور السام، ونشروا تسجيل فيديو يظهر انتشار الغاز السام في شوارع كفر زيتا، إضافة إلى مرضى في مستشفى يعانون حالات اختناق ويتلقون إسعافات، مما يعد أول لقطات من نوعها لما يصفونه بأنه هجوم بغازات كيماوية تشنه القوات الحكومية. وفي تطور متصل بأعمال العنف المتفاقمة لقي 21 شخصاً على الأقل حتفهم، بينهم 11 مدنياً وطفل، إثر هجوم بالهاون شنه مقاتلون معارضون الليلة قبل الماضية، مستهدفاً خيمة انتخابية لموالين للرئيس بشار الأسد في حي المطار بمدينة درعا، ضمن الحملة الدعائية استعداداً للاقتراع الرئاسي المقرر في 3 يونيو المقبل. واستمرت الاشتباكات العنيفة والقصف الجوي بالبراميل المتفجرة والرشاشات الثقيلة على أحياء وبلدات حلب، ودمشق وريفها بتركيز على المليحة التي تتعرض لحملة عسكرية شرسة منذ أكثر من 50 يوماً، والزبداني، وريف حماة ودرعا وإدلب وضواحي حمص حيث سقط 5 قتلى بقصف شنته دبابات على قرية كيسين. في الأثناء، أفادت تقارير مقربة من النظام الحاكم بتوقيع اتفاق «مصالحة» بين الجيش الحكومي ومجموعات تابعة الجيش الحر العارض يقضي بوقف إطلاق النار في مناطق القدم والعسالي وجورة الشريباتي جنوب دمشق، والبدء بإعادة تأهيل هذه المناطق بعد عام ونصف من الاشتباكات العنيفة التي شهدتها. ونشر نشطاء المعارضة السورية تسجيل فيديو قالوا إنه يظهر انتشار غاز الكلور في شوارع كفر زيتا في ريف محافظة حماة على بعد 200 كيلومتر شمال دمشق، والتي يقول نشطاء ومسعفون إنها تتعرض لحملة قصف مستمرة منذ شهرين بأسطوانات غاز الكلور من طائرات هليكوبتر. وتنفي دمشق استخدام قوات الأسد الكلور أو غازات أخرى أكثر سمية وتلقي باللوم في كل الهجمات الكيماوية على مسلحي المعارضة. كما ذكر الناشطون أن قصفاً استهدف أمس مدينة اللطامنة بريف حماة، أسفر عن حالات اختناق عديدة. وقالت «شبكة سوريا مباشر» المعارضة إن القصف على اللطامنة تم بواسطة براميل متفجرة تحمل غازات سامة، وبثوا صوراً على يوتيوب تظهر ما قالوا إنها بعض حالات الاختناق. وأظهرت صور مصابين يعانون حالات اختناق وهم يتلقون إسعافات في مستشفى بإحدى مناطق ريف حماة. وجاء في نص مرافق لتسجيل فيديو نشره مستخدم يدعى مصطفى جمعة بشأن الهجوم بغاز الكلور، إنه التقط في كفر زيتا بواسطة الهيئة العامة للثورة. وأظهر تسجيل غازا لونه أخضر يضرب إلى الصفرة في شارع بكفر زيتا. ويركض رجل بعيداً عن سحابة الغاز مع امرأة تضع قطعة قماش على فمها. ويظهر رجل آخر يرتدي سروالًا مموها ويضع قناعاً واقياً من الغاز ينادي على سيارة لمساعدة المرأة. ويقول خارج الصورة «قصف بغاز الكلور. دخان أصفر». ولم يظهر الفيديو موقع سقوط أسطوانات الغاز أو يشر إلى المكان الذي سجل فيه. وذكر مصور يعمل لحساب رويترز بالقطعة أنه وصل إلى مكان الهجوم بعد ساعة من قيام طائرة هليكوبتر بإسقاط القنبلة. وقال «رائحة الكلور كانت واضحة جداً. كانت تشبه رائحة الخل أو المادة المبيضة للغسيل. بدأت أسعل وأعاني من ضيق في التنفس. شعرت بحرقة في عيني». وأظهرت إحدى صوره المرأة التي كانت تركض بعيداً عن الغاز في الفيديو، كانت تتلقى العلاج بالأكسجين في مستشفى ميداني. وأضاف «كان هناك 70 مصاباً. الذين كانوا في مكان سقوط القنبلة أغشي عليهم». وذكر الناشطون أن كفر زيتا تعرضت لهجومين أمس الأول هي وقرية التمانعة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا. وفتحت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تحقيقاً في هجمات الكلور المزعومة والتي تم الإبلاغ عن أكثر من 12 منها في سوريا منذ 11 أبريل المنصرم. وأكدت المنظمة وصول مفتشي بعثة تقصي الحقائق إلى سوريا الأسبوع الماضي يحاولون الوصول إلى بعض المواقع. وكان نظام الأسد اتفق مع الولايات المتحدة وروسيا على التخلص من الأسلحة الكيماوية بعد مقتل مئات الأشخاص بهجمات بغاز السارين في منطقة الغوطة الشرقية على مشارف العاصمة في أغسطس الماضي. وغاز الكلور أقل فتكاً آلاف المرات من غاز السارين لكن استخدامه كسلاح غير مشروع بموجب معاهدة عالمية لحظر الأسلحة الكيماوية وقعت سوريا عليها. كما أن استخدامه ينتهك أيضاً شروط اتفاق مع واشنطن وموسكو. ولم تعلن دمشق غاز الكلور باعتباره جزءاً من مخزونها مما يزيد عملية تجريد الأسد من الأسلحة الكيماوية تعقيداً. من جهة أخرى، أكد المرصد الحقوقي في بريد إلكتروني أمس، مقتل 11 مدنياً بينهم طفل على الأقل، و10 آخرين بينهم 6 من عناصر «اللجان الشعبية» المسلحة الموالية للنظام، إضافة إلى 4 آخرين لا يعرف ما إذا كانوا من المدنيين أو المسلحين، إثر استهداف كتيبة معارضة ليل الخميس الجمعة بقذيفة هاون، خيمة انتخابية في حي المطار بمدينة درعا، ضمن الحملة الانتخابية المؤيدة للرئيس الأسد. وأدى الهجوم الذي وقع في الحي الذي تسيطر عليه القوات النظامية، إلى سقوط 30 جريحاً على الأقل، بعضهم بحالات خطرة، بحسب المرصد. من ناحيتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن «المجموعات (الإرهابية) المسلحة استهدفت مواطنين مدنيين فى خيمة وطنية بمدينة درعا، مما أدى إلى مصرع عدد من المواطنين وإصابة آخرين». وأتى الهجوم في وقت يستعد النظام لإجراء الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو المقبل، في المناطق التي يسيطر عليها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الهجوم «رسالة واضحة من المقاتلين للنظام، أنه لا يوجد منطقة آمنة تستطيع أن تنظم فيها انتخابات»، مشيراً إلى أن «المقاتلين هددوا باستهداف التجمعات المؤيدة في مناطق عدة». وأضاف عبدالرحمن «هذه رسالة واضحة أن تنظيم انتخابات في ظل ما يجري في سوريا هو نوع من أنواع الجنون وتزوير الحقائق»، في إشارة إلى النزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011. وأتى الهجوم كذلك بعد ساعات من تمكن القوات النظامية مدعومة بعناصر من «الدفاع الوطني» و«حزب الله» اللبناني، من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة منذ أبريل 2013 على سجن حلب المركزي، عند المدخل الشمالي لكبرى مدن شمال سوريا. وأمس، واصل النظام التقدم في محيط السجن. وقالت سانا إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على معمل السيف ومبنى مديرية الزراعة ومطعم سومر وجامع الجبيلة ومحطة ام تي ان ومزرعة الرعوان». كما أفاد مصدر أمني نظامي أن هذه المناطق «مجاورة للسجن في الريف الشمالي الشرقي، وتأتي ضمن خطة الجيش لتوسيع عملياته لتأمين المنطقة بشكل كامل، وقطع الإمدادات عن مقاتلي المعارضة». وأضاف «خلال فترة قريبة، سيكون الوضع أكثر راحة لمدينة حلب». وتشهد حلب معارك يومية منذ صيف العام 2012. ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها. (عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©