الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مصنعو الهواتف المحمولة يعانون من تداعيات الأزمة المالية

مصنعو الهواتف المحمولة يعانون من تداعيات الأزمة المالية
8 نوفمبر 2008 01:15
عندما انفجرت فقاعة صناعة الاتصالات في عام ،2001 شعرت أسواق الهاتف المحمول بمعاناة أقل نسبياً من تلك التي واجهها مصنعو معدات الشبكات· إلا أن هذه الحظوظ النسبية بدأت تتراجع في هذه المرة، إذ إن الكساد العالمي المتوقع بات من المرجح له أن يلحق أضراراً بالشركات المصنعة للأطقم اليدوية أكبر بكثير مما تكبده الشركات المصنعة للشبكات· وذلك لأن مصنعي الهاتف المحمول أصبحوا أكثر عرضة للتباطؤ في إنفاق المستهلك والذي أضحى يحفز الأشخاص على تأجيل شراء الأطقم اليدوية الجديدة أو استبدال موديلاتهم القديمة· وعلى النقيض من ذلك، فإن الشركات المصنعة لمعدات الشبكات بقيادة شركات الكاتل الفرنسية وإريكسون السويدية كانت قد اقتربت من الانهيار بعيد انفجار الفقاعة في عام 2001 بسبب التباطؤ الذي لازم أعمال المؤسسات· وكانت الشركات المصنعة لمعدات الشبكات قد أعلنت عن تراجع في إيراداتها برقم من خانتين لفترة ثلاث سنوات متصلة بسبب ان الشركات المشغلة للمحمول والخطوط الثابتة قد سارعت الى خفض إنفاقها بعد أن أدركت أن سعة الشبكات قد تجاوزت بكثير احتياجات المستهلكين أو المؤسسات، لذا فإن النمو في أعداد الهواتف المحمولة التي تباع في كل عام استمر في الانخفاض منذ عام ،2004 لأن نصف التعداد السكاني في العالم أصبح الآن يمتلك طقماً يدوياً على الأقل· والآن، فمنذ أن بدأت أزمة الائتمان تمسك بخناق العالم في العام الماضي، فقد أخذ الأوروبيون الغربيون يقودون مسيرة تأجيل شراء أجهزة المحمول الجديدة، بل أن الزيادة في طول الفترة التي يستغرقها الأشخاص من أجل استبدال هواتفهم بالموديلات الجديدة - من متوسط ثلاث سنوات في عام 2007 الى فترة تقدر بأربع سنوات في عام 2009 - قد فاقمت أيضاً من وضعية بعض الشركات المصنعة للأجهزة اليدوية· وذلك لأن استبدال الهواتف من قبل المستهلكين ظل ومنذ العام 2005 يشكل غالبية مبيعات الأجهزة اليدوية، وفي هذه الأثناء استمرت مبيعات الهواتف المحمولة للمستخدمين للمرة الأولى في حياتهم يعتبر نشاطاً مهماً في الأسواق الناشئة مثل الصين والهند، إلا أن ارتفاع معدلات التضخم في الاقتصاديات الناشئة بات أيضاً يشجع المستهلكين على تأجيل شراء الأجهزة الجديدة· وكنتيجة لذلك، فقد أعلنت شركة نوكيا المصنع الأكبر في العالم للأجهزة المحمولة عن تراجع أرباحها في خلال فترة الأشهر الثلاث المنتهية في 30 سبتمبر الماضي بنسبة 31 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بسبب تراجع مبيعات الهاتف المحمول في أوروبا والولايات المتحدة· وعلى كل، فقد بات المحللون يتوقعون انخفاض مبيعات الهاتف المحمول في جميع انحاء العالم بنسبة تصل الى 27 في المئة في عام ،2009 على أن يعتمد هذا الأمر على الفترة التي سوف يستغرقها الركود العالمي· ولكن الحصة الكبيرة التي تتمتع بها شركة نوكيا ربما تساعدها على تجاوز تداعيات الركود، إذ يقول أولي بيكا كالاسافو المدير التنفيذي لشركة نوكيا ''إن أقوى المنافسين عادة ما يصبح بإمكانهم تجاوز أصعب المناخات في السوق· ولدي شعور حقيقي بأن نوكيا سوف تتمتع بالأفضلية في هذه الأجواء''· ومن ناحية أخرى، فإن شركة سوني - إركسون خامس أكبر شركة مصنعة للهواتف والمملوكة مناصفة بين شركتي سوني اليابانية وإركسون السويدية لن يصبح بإمكانها تفادي تداعيات الركود، حيث سارعت الى تسريح أكثر من ألفي مستخدم بعد أن شهدت تراجعاً كبيراً في أرباحها بسبب نأي المستهلكين الأوروبيين بأنفسهم عن شراء الأجهزة الجديدة· أما شركة شارب المصنع الأكبر للهواتف في اليابان، فقد ألقت باللائمة على تراجع مبيعات الهواتف المحمولة في الأسواق أيضاً وبشكل أدى إلى انكماش هوامش أرباحها· ويذكر أن المبيعات أخذت في الانهيار منذ أن توقفت كبريات الشركات اليابانية المشغلة للمحمول في العام الماضي عن دعم تكلفة أنواع معينة من الهواتف ضمن سعيها لتقديم رسوم رخيصة للمكالمات· وفي هذه الأثناء، فقد أصبح من المرجح أن تتمتع الشركات المصنعة لمعدات الشبكات بدرجة من المعاناة أقل من تلك التي ستواجهها الشركات المصنعة للأجهزة اليدوية في عام ،2009 ويعود هذا الأمر بشكل جزئي الى ان التوقعات بشأن أداء هذه الشركات لا تزال متدنية· فقد شهد هذا القطاع العديد من عمليات الاستحواذ والاندماج في عام 2006 أهمها اندماج شركتي الكاتل الفرنسية ولوسنت الأميركية· وفي ظل شراسة واحتدام المنافسة مع كبريات الشركات الأخرى المصنعة لمعدات الشبكات مثل شركة إركسون وشركة إيه تي آند تي الأميركية، فقد أصبحت هذه الشركات تأمل في ازدياد استخدام شبكاتها من قبل الزبائن وبخاصة لوظائف البيانات مثل مشاهدة البرامج التليفزيونية على أجهزة ''اللاب توب''· ومثل هذه الأنشطة من شأنها أن تساعد على ضخ المزيد من الاستثمارات من قبل الشركات المشغلة وبشكل سوف يساعد القطاع على تجنب تكرار ما واجهته من كارثة في عام 2001· عن الفاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©