الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طرق تعليمية

26 يوليو 2010 21:26
فك رموز الخط، وطلاسم الكلمة وحل شفرتها المعرفية عند الصغار، لم يكن في السابق إلا بعد سنوات غير قصيرة من اللعب واللهو وملامسة الحياة في صيغتها الطفولية، أما اليوم تواكب العالم سرعة مفرطة في كل المجالات، فعوالم الديجيتال والإلكترونيك قفزت لتشمل تعليم الطفل وطرق تعليمه، فأصبح الأهل يرغبون في إدارة وقت الطفل بكثير من الحزم والسرعة في آن واحد، وعلى السن الثالثة بدأ التمدرس، وغالبا ما يعارك الطفل القلم، ويعارك طراوة أصابعه ليخط بعض الأسطر، ويتبع بعض النقاط، وبعيدا عن التروي والحكمة يبدأ الأهل في الضغط عليه ليكون أحسن من أقرانه، ناهيك عن المقارنات بينه وبين أمثاله في نفس السن، واستعجال تعليم الأطفال ينتج عنه ضغوطات كبيرة عليه، لا يأخذ حقه من اللعب ولا من التأملات البسيطة ولا للتخييل، وبالتالي معرفة أبجدية الحياة بطريقته الخاصة، بينما يستبق الأهل تعليمه في سياق مجريات ما هو مطروح، فلا أب يرضى بابنه متخلفا عن مستوى الصف، بينما تختلف القدرات الاستيعابية من طفل لآخر، هذه الصعوبات قد تجعل بعض الآباء والأمهات يضغطون على صغارهم أكثر من اللازم في اتجاه التعلم، مما قد يخلف عند الطفل جروحا نفسية، تنتج عنها تعقيدات مستقبلية، من خلال المقارنات، والحط من قيمته، وهذه الندوب النفسية ربما تكون عائقا مستقبلا في إدارة النفس ومجريات الأمور. فتعلم الطفل القراءة حسب بعض الخبراء يحتاج إلى سابق معرفة وخبرة، وأن يكون لدى الطفل ثروة لغوية من الكلمات البصرية المنظورة، حتى يستطيع الأطفال تمييز عدد من الكلمات التي يرونها مكتوبة بمطابقتها مع الصورة التي تمثلها، ففي إحدى الدراسات لوحظ أن الأطفال الذين يتعلمون القراءة في سن مبكرة ينسى غالبيتهم معظم ما تعلموه في خلال العطلة الصيفية، كما دلت الأبحاث على أن أكثر المتاعب التي يعانيها الطفل في تعلمه القراءة والكتابة ترجع إلى إجباره عليها في سن مبكرة وقبل أن تنضج قدراته. وفي هذا السياق أكد واطسون زعيم المدرسة السلوكية في علم النفس على خطورة هذه المرحلة إذ قال من خلال دراسات عديدة أكد من خلالها أن بإمكاننا أن نقوي شخصية الطفل أو نحطمها قبل أن يتجاوز السن الخامسة. ويتم تعليم الطفل في السنوات الأولى من حياته عن طريق نشاط ذاتي يقوم به خلال ألعابه وحركاته واكتشافاته ومشاهدته واستفساراته وتحسساته، إذ يجب إيجاد بيئة مثيرة تشجعه على النشاط والملاحظة والتجريب ومناقشته ومحاورته. كما بينت دراسة علمية صادرة عن كلية دراسات التعليم والطفولة المبكرة فى جامعة ويسترن بسيدنى، أن القراءة بصوت عال تعد من الأنشطة الذهنية المهمة التي تغذي عقل الطفل، وتمتلك تأثيرا قويا على تنمية المهارات الإدراكية والتفكير الإيجابى لديه، كما تعتبر محفزا فعالا نحو الدراسة وحب التعلم، في حين أكد آخرون على ضرورة القراءة للطفل ثلاث قصص في اليوم، ومناقشته في أطوارها ليردد ويلخص ما تعلمه، حتى يحفر المعنى في ذهنه لأن التكرار كفيل بمقاربة كل الكلمات التي سيمر عليها يوميا. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©