احتشد آلاف المصريين أمس في ميدان التحرير وأمام مبنى التليفزيون المصري بماسبيرو في مليونية «جمعة الوحدة الوطنية وأمن المواطن»، للتأكيد على وحدة الشعب المصري ونسيجه الواحد بمسلميه وأقباطه الذين يمثلون جناحي الوطن داعين جموع الشعب المصري، إلى نبذ الفتنة الطائفية ومحاربة مشعليها الذين يحاولون إجهاض ثورة 25 يناير مرددين «مسلم.. مسيحي.. إيد واحدة» و«شمس مصر مش هتغيب الهلال ويا الصليب» و«جايين من المدارس نحرس الكنايس».
وطالب المحتشدون بنتحية المستشار عادل جمعة رئيس محكمة جنايات القاهرة التي تنظر قضية وزير الداخلية السابق حبيب العادلي ومساعديه الستة بتهمة قتل المتظاهرين واصفينه «بعدم الحياد» وكذلك المطالبة بسرعة محاكمة رموز النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس السابق حسني مبارك. ودعا الشيخ مظهر شاهين في خطبة الجمعة بميدان التحرير المصريين إلى الوحدة الوطنية وإخماد الفتن الطائفية، محذرا من محاولات بعض الجهات بث الفرقة بين المسلمين والأقباط وتفكيك الوحدة الوطنية. وقال إن تعاليم الإسلام والمسيحية بريئة من كل من يثير الفتن الطائفية، وإن تلك الفتن مفتعلة وفاعليها غير مسيحيين أو مسلمين أو مصريين أصلا وإن دماء المسلمين والمسيحيين اجتمعت منذ بداية الثورة وفي أحداث إمبابة وحرب أكتوبر. وتساءل: «كيف يا شعب مصر أن تتفرقوا بسبب كاميليا شحاته، في حين يجمعنا الآن ميدان التحرير بالآلاف» مؤكدا أن هذه ليست طبيعة المصريين أو المسلمين وأن كل تصريح صرح به مسلم أو مسيحي لإثارة الفتنة نحن بريئون منه.
وانتقد شاهين في خطبته التباطؤ في محاكمة أركان النظام السابق، معتبرا أن هذا يصب في مصلحة الثورة المضادة التي لا تريد محاكمات، كما انتقد طريقة اختيار المحافظين الجدد واستمرار المجالس المحلية على الرغم أن القائمين عليها ساعدوا في تزوير الانتخابات وسرقة الأراضي وإفساد الحياة السياسية والاجتماعية. وأكد الداعية الدكتور صفوت حجازي أن الثورة المصرية ما زالت مستمرة حتى وضع دستور جديد للبلاد وانتخاب رئيس لها، متهما أميركا وإسرائيل وفلول النظام السابق بالسعي لإفشال الثورة وإثارة الفتن بين المصريين.
وقال حجازي - في كلمته على منصة ميدان التحرير في «مليونية الوحدة الوطنية وأمن المواطن» -إنه لا يمكن التفرقة بين طوائف الشعب المصري، موضحا أن مصر ليس لديها شعب مسلم وآخر مسيحي ولكن شعب واحد يسعى لاختيار رئيس واحد، وسنظل إيد واحدة ورسالتنا لشعب مصر أننا مازلنا يدا واحدة ولن نخضع للبلطجية.
ووجه حجازي رسالة إلى رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف والمجلس الأعلى للقوات المسلحة قائلا «من هذا الميدان أخذتم شرعيتكم فلماذا تسكتون عن حركة المحافظين الجديدة فهناك 10 محافظين لا نريدهم كمحافظين لأنهم كانوا رجال داخلية أو من رجال الحزب الوطني».
وطالب حجازي بإقالة 7 وزراء فى الحكومة الحالية على رأسهم نائب رئيس الوزراء الدكتور يحيى الجمل ووزير الدولة للإنتاج الحربي سيد مشعل، معتبرا أنهم يشكلون ثورة مضادة من داخل الوزارة.
وشدد على أن الإعلام في مصر لا يزال يشوه وجه الثورة ولابد من اقتلاعه ولو وصل الأمر لإغلاق مبنى الإذاعة والتليفزيون. ورد المتظاهرون «مشوا مشوا المحافظين علشان فسدوا حياتنا سنين» وقالوا «مجالس محلية دول عصابة حرامية»، و«يسقط يسقط يحيى الجمل» و«شدي حيلك يا بلد.. عزة مصر بتتولد». وقال المستشار محمد فؤاد نائب رئيس مجلس الدولة - في كلمته أمام حشود التحرير باسم اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة - إن اللجنة تشدد على ضرورة التمسك بتفعيل حقوق المواطنة والمساواة وتطبيق القانون بحزم على كافة المواطنين دون أي تمييز.
وأكد أن جماهير الثورة على استعداد لبذل كل نفيس من أجل الدفاع عن هذه المبادئ ضد كل محاولات المساس بالوحدة الوطنية أو بأمن المواطن .
وقال إن جماهير الثورة المصرية تطالب بمحاكمة كل المتسببين في الفتنة الطائفية دون إبطاء وتطبيق القانون على الجميع دون أى تمييز، كما تطالب بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته وكافة رموز فساد عصره محاكمة عادلة وجادة وناجزة ، وحل المجالس المحلية.
وشدد على أن جماهير الثورة تطالب وزير الداخلية وكبار مساعديه بالاضطلاع بكامل مسؤولياتهم لتحقيق الأمن الكامل على أرض الواقع ومحاسبة كل من يقصر في ذلك، وبالإفراج الفوري عن أي معتقل سياسي، كما تناشد المجلس الأعلى للقوات المسلحة العمل على وضع هذه المطالب موضع التنفيذ.
وطالب أحد مؤسسي حركة كفاية جورج اسحاق بسرعة إصدار قانونين أحدهما ضد التمييز الديني والآخر لوضع معايير موحدة لبناء دور العبادة.
وقال إسحاق -في كلمته على منصة ميدان التحرير -إنه متمسك بما أقره المجلس العسكري بتطبيق القانون بصرامه على المتسببين بالفتنة للحفاظ على مكتسبات الثورة التي ضحى فيها المصريون بدمائهم.
وشدد على أن ما حرق فى إمبابة ليست كنيسة العذراء لكنه أحد أملاك الشعب المصري، وأن شهداء إمبابة مسلمين ومسيحيين.
وأكد الناشط السياسي الدكتور جمال زهران أن القوى السياسية ستمهل حكومة الدكتور عصام شرف أسبوعا واحدا لحل المجالس المحلية التي اعتبرها زهران مركزا مناوئا للثورة المصرية. وطالب بتطهير الحكومة من فلول النظام السابق .
وتجمع العشرات من مؤيدي الرئيس المصري السابق حسني مبارك امام مسجد مصطفى محمود بالمهندسين للمطالبة بوقف محاكمته ووصفوا التحقيقات مع الرئيس السابق بالمسيسة وغير الدقيقة وانه يجب على شعب مصر احترام رموزه الوطنية ومن بينهم الرئيس السابق صاحب الضربة الجوية عام 1973 الذي حفظ امن البلاد ومنع دخولها في أي حروب طوال فترة حكمه على مدى 30 عاما.
وحدثت بعض الاحتكاكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق بسبب قيام المعارضين بمحاولة إزالة صوره واللافتات التي تنادي بوقف محاكمته إلا ان قوات الشرطة تدخلت سريعا وتمكنت من السيطرة على الموقف والفصل بين الجانبين.
ونظم اتحاد شباب ماسبيرو مظاهرة أمس شارك فيها عدة آلاف من المسلمين والأقباط امام مبنى التليفزيون للتنديد بأحداث الفتنة الطائفية التي وقعت بمنطقة امبابة يوم السبت الماضي وراح ضحيتها نحو 15 قتيلا واكثر من 240 مصابا من الأقباط والمسلمين.
وأكدت ايفون مسعد المنسق الاعلامي لاتحاد شباب ماسبيرو استمرار اعتصام الأقباط امام المبنى والذي دخل يومه السادس أمس لحين تنفيذ جميع مطالب المعتصمين ومن بينها حق الأقباط في المواطنة الكاملة دون انتقاص ومحاكمة المحرضين على أحداث صول وامبابة وكل الأحداث التي تعرض لها الأقباط قبل وبعد ثورة 25 يناير وإلغاء المجالس العرفية وبناء مطرانيتي مغاغة والعدوة بالصعيد.
وهاجم المتظاهرون بشدة من خلال منصة أمام الباب الرئيسي لمبنى التليفزيون تصريحات بعض أعضاء التيار السلفي التي تطالب بعزل البابا شنودة مرددين «الباب شنودة رب يخليك يأخذ من عمري ويديك». كما انتقدوا التباطؤ الشديد في تحقيقات أحداث امبابة وعدم القصاص السريع من مثيري الفتنة الطائفية مرددين «على الكنيسة رايح اصلي مهما جرالي مهما حصلي» و«ألف سلامة والف تحية على شهدائنا بالمنشية» و«مدنية مدنية لا دينية ولا سلفية» و«ارفع رأسك فوق انت قبطي».
وشددت الشرطة العسكرية والشرطة المدنية من إجراءاتها الأمنية حول مبنى التليفزيون تحسبا لتطور الأحداث فيما اصطفت سيارات اسعاف بالمنطقة استعدادا لمواجهة أية مواقف طارئة بالإضافة الى وجود العديد من اللجان الشعبية التي حرصت على الانتشار لحماية المتظاهرين.
عدد اليوم
