الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات واستهلاك المياه

26 يوليو 2010 21:31
لا غرو أن موارد المياه هي أغلى مورد على سطح البسيطة، وبلا أدنى شك هي أهم من النفط، حيث منها تنشأ كل صور الحياة، وهي أساس التنمية بكافة أشكالها، ومن نِعم الله سبحانه وتعالى على البشرية، أن جعلها مورداً متجدداً وليس ناضباً كالنفط، ولذلك ربما نتساءل أين تكمن المشكلة؟، والمشكلة في أن هناك زيادة مطَّردة في الطلب على موارد المياه نتيجة النمو السكاني المتزايد. إلى جانب التوسع العمراني والسياحي، والإسراف التقليدي في الاستهلاك للأغراض المنزلية والزراعية والصناعية، وفي دولة مثل الإمارات العربية المتحدة يتراوح معدل استهلاك الفرد من المياه ما بين 300 إلى 750 لتراً في اليوم “في المتوسط 550 لتراً في اليوم”، ويعَد هذا من أعلى معدلات الاستهلاك على مستوى العالم. هناك أيضاً شح في الموارد المائية في الدولة نتيجة للعوامل المناخية وطبيعة الأرض الصحراوية، حيث إن المعدل السنوي لسقوط الأمطار حوالي 120 ملم، وهو معدل غير منتظم مكانياً ولا زمنياً، كما ساهم الموقع كذلك في زيادة درجة الحرارة، وبالتالي زيادة نسبة التبخر التي تجعل الاستفادة من مياه الأمطار المغذية للآبار قليلة جداً، إلى جانب مشكلات أخرى تتعلق بزيادة نسبة الملوحة والتلوث وتسرب مياه البحر للمياه الجوفية والتغيرات المناخية ومشكلات أخرى. تقوم دولة الإمارات في مجال الحفاظ على المياه بجهود كبيرة، منها على سبيل المثال إنشاء السدود وتعديل الأنماط الزراعية ووسائل الري، الى جانب تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، وأيضا التخزين الاستراتيجي للمياه وجهود التوعية لترشيد الاستهلاك، ومن الملاحظ أن هناك العديد من الجهات الحكومية مثل وزارة البيئة والمياه وهيئات الكهرباء والمياه، والأهلية وهي الجمعيات غير الحكومية التطوعية، تقوم وتنظم حملات كبرى لترشيد استهلاك المياه في الأنشطة السكانية. بالرغم من معرفتنا جميعاً بحملات التوعية إلا أن قضية الوعي ليست بهذه السهولة، فهي قضية لها علاقة وثيقة بقناعات الفرد وقيمه ومعلوماته ثم سلوكه والظروف الاقتصادية والاجتماعية، ولذلك نجد أن هناك اختلافاً كبيراً بين الأفراد في استجابتهم لحملات التوعية المائية، وربما كانت البصمة المائية مؤشراً على الاستخدامات المباشرة وغير المباشرة للحملة التوعوية نفسها، فبداية الهدف من هذه الحملات غير واضح بدقة، ولذا مطلوب معرفة كم نرغب في خفض الاستهلاك من المياه بين قطاع أو شريحة أو مدينة معينة في الدولة؟، ثم لأي مدى نعرف على وجه الدقة مدى النجاح في تحقيق الهدف؟، فلا توجد معلومات أو إحصاءات دقيقة عما حققته الحملة، والأمر الثالث من هم المستهدفون من الحملة؟ هل هم المجتمع بصفة عامة أم موجّه لفئة معينة كالعمال أو الأطفال وغيرهم؟. خلاصة القول لا بد من أن يكون هناك هدف استراتيجي موحد لحملات التوعية في الدولة، وهو خفض الاستهلاك الفردي من المياه للمعدل العالمي، إلى جانب أهداف فرعية لكل حملة على حدة حسب توقيتها وجمهورها المستهدف، ومما لا شك أن مستوى الوعي المجتمعي بقضايا المياه، يلعب دوراً رئيسياً في حل مشكلات المياه. د. محمد عبدالرؤوف مدير برنامج أبحاث البيئة في مركز الخليج للأبحاث في دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©