قتل جنديان أجنبيان أمس الأول، عندما أطلق شرطي أفغاني النار على جنود من قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف) في ولاية هلمند. فيما أعلن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج أمام البرلمان الأفغاني دعم بلاده لعملية المصالحة مع طالبان.
وقال مسؤول أمني أفغاني، طالباً عدم ذكر اسمه، “قتل جنديان من (إيساف) وجرح ثالث عندما فتح شرطي النار عليهم” مساء الخميس داخل المقر الرئيسي للشرطة في لشكر كاه عاصمة ولاية هلمند. وأضاف “الشرطي الأفغاني قتل على الفور برصاص جنود آخرين من (إيساف)”، من دون تحديد سبب إطلاق هذا الشرطي النار.
وأوضح هذا المسؤول أن الشرطي كان المرشد الديني في قاعدة الشرطة. ورفض متحدث باسم الحلف الأطلسي تأكيد الحادث أو نفيه.
وأشارت (إيساف) في بيانها إلى مقتل اثنين من عسكرييها الخميس في “إطلاق نار” جنوب أفغانستان، من دون تحديد مكان “الحادث” أو جنسية العسكريين القتيلين. وقتل عدد من جنود الحلف الأطلسي في أفغانستان برصاص جنود أو شرطيين أفغان من دون تحديد الدوافع الحقيقية لهذه العمليات.
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج أمس، أن الهند تدعم عملية المصالحة التي بدأتها الحكومة الأفغانية مع طالبان، مؤكدا أن القرارات حول مستقبل أفغانستان، ينبغي ألا تخضع “للتدخلات الخارجية”. وقال سينج في كلمة ألقاها في البرلمان في كابول في اليوم الثاني من زيارة إلى هذا البلد “لقد بدأت أفغانستان عملية مصالحة وطنية.. نتمنى لكم النجاح في هذه المهمة”.
وأضاف متوجها إلى النواب “يعود لكم أنتم ممثلو الشعب أن تتخذوا القرارات المتعلقة بمستقبل بلدكم دون تدخلات أو إملاءات خارجية. إنه حقكم السيادي. الهند ستحترم خياراتكم وقراراتكم”. وكانت نيودلهي حتى الآن حذرة حيال محاولات الحوار التي يطلقها الرئيس الأفغاني حميد كرزاي مع المتمردين في حركة طالبان الذين يعتبر أنهم يحظون بدعم باكستان، الخصم الكبير للهند.
ويرى العديد من المحللين أن الهند وباكستان اللتين خاضتا ثلاث حروب منذ استقلالهما في 1947، تخوضان صراع نفوذ حاليا في أفغانستان. وإضافة إلى طالبان الأفغان، تتهم نيودلهي إسلام آباد بدعم وإيواء مجموعات متطرفة مناهضة للهند. وأوضح سينج “أن مصلحتنا الوحيدة هي رؤية أفغانستان مستقرة ومستقلة يسودها السلام وتعيش بسلام مع جيرانها”.
ومنذ سقوط نظام طالبان في أفغانستان في نهاية العام 2001، إثر تدخل القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة ، قدمت الهند 1,5 مليار دولار في برامج مساعدة وإعادة إعمار مختلفة لتصبح أولى الدول المانحة في المنطقة.
عدد اليوم
