الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوتين: الغرب تسبب بحرب أهلية «حقيقية» في أوكرانيا

بوتين: الغرب تسبب بحرب أهلية «حقيقية» في أوكرانيا
24 مايو 2014 00:45
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أنه سيحترم «خيار الشعب الأوكراني» وسيتعامل مع الرئيس المنتخب في بادرة تهدئة قبل اقتراع غد الأحد الذي يرفضه انفصاليو شرق أوكرانيا المؤيدين لموسكو. وفي الأثناء تواصلت أمس المعارك في شرق أوكرانيا غداة يوم أسود للجيش الأوكراني تكبد فيه أكبر خسارة في صفوفه منذ 13 أبريل تاريخ بداية العملية العسكرية الهادفة إلى استعادة السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوجانسك. فقد قتل أمس الأول 18 جنديا أوكرانيا. وقتل صباح أمس أربعة متمردين مؤيدين لروسيا وثلاثة متطوعين في «كتائب» دعم الجيش الأوكراني في مواجهات على الطريق المؤدي إلى شمال غرب دونيتسك. كما شهدت مدينة دونيتسك المعقل الرمز للحركة الانفصالية في شرق أوكرانيا، معارك مع اقتراب اقتراع مهم لمستقبل أوكرانيا بعد ستة أشهر من أزمة سياسية دفعت البلاد ألى حافة الحرب الأهلية والتقسيم وأثارت أزمة دبلوماسية حادة جدا بين روسيا ودول غربية هي الأسوأ منذ نهاية الحرب الباردة. وفي سان بطرسبورج شمال غرب روسيا اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر اقتصادي، بعناية كلماته ليؤكد انه سيحترم «اختيار الشعب الأوكراني» دون أن يعلن انه سيعترف بالرئيس الجديد أو أن الرئيس الخامس لأوكرانيا سيكون شرعيا. وقال بوتين «في المبدأ ووفق الدستور، لا يمكن إجراء انتخابات كون الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.. هو الرئيس الحالي». لكنه أضاف «نريد نحن أيضا أن يعود الهدوء في نهاية المطاف إلى أوكرانيا، سنحترم خيار الشعب الأوكراني». وندد بوتين مجددا ب «انقلاب» مدعوم من «أصدقائنا الأميركيين» في إشارة إلى حركة الاحتجاج التي أطاحت في كييف بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي فر إلى روسيا. وأضاف بوتين «في النهاية النتيجة هي الفوضى وحرب أهلية حقيقية» في أشارة إلى المعارك بين جيش كييف والانفصاليين المؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا.وخلفت هذه المعارك أكثر من 150 قتيلا بين جنود ومسلحين ومدنيين، بحسب حصيلة تعتمد الحد الأدنى أعدتها وكالة فرانس برس انطلاقا من معطيات الأمم المتحدة ومسؤولين رسميين أوكرانيين. وفي كييف لطخت أعمال العنف نهاية الحملة الانتخابية التي تنتهي منتصف ليل الجمعة. وألغى المرشح الأوفر حظا الملياردير المؤيد للغرب بيترو بوروشينكو اجتماعه الأخير في العاصمة كييف «بسبب مأساة» مقتل 18 جنديا أمس الأول، حسبما أعلن فريق حملته. وفي كلمة مقتضبة متلفزة، دعا الرئيس بالوكالة اولكسندر تورتشينوف «كل» أوكراني للتوجه غدا الأحد إلى مكاتب الاقتراع لإعطاء البلاد «سلطة شرعية». وقال «لن نسمح لأحد بحرماننا من حريتنا واستقلالنا، ولن نسمح بأن تصبح أوكرانيا قطعة من امبراطورية ما بعد الامبراطورية السوفياتية»، مؤكدا أن السلطات قامت «بكل ما في وسعها» لإجراء الانتخابات. ويفيد آخر استطلاع للرأي أن الملياردير الموالي للغرب والأوفر حظا بترو بوروشنكو، يعزز تقدمه بأكثر من 44% من نوايا التصويت، متقدما على رئيسة الوزراء السابقة ورمز ثورة 2004 يوليا تيموشنكو (8%). وبوروشنكو رجل الأعمال الذي يعد بإدارة أوكرانيا كما يتولى إدارة شركته «روشن» الكبيرة لصنع الشوكولا، غير واثق من الفوز من الدورة الأولى وقد يتعين عليه التحلي بالصبر إلى الدورة الثانية في 15 يونيو ليصبح الرئيس الخامس لأوكرانيا المستقلة. ولم تثر الحملة الانتخابية الكثير من الاهتمام.وتمحورت حول الخوف من إقدام القوات الروسية على اجتياح أوكرانيا. ويقدر الحلف الأطلسي عدد هذه القوات المحتشدة على طول الحدود بـ 40 ألفا. وأعلن الحلف الأطلسي أنه يراقب تحركات «توحي على الأرجح» بانسحاب جزئي للقوات. وتؤكد موسكو من جهتها أنها أعادت إلى الثكنات والحاميات في إطار انسحابها اربع قوافل من المدرعات والأسلحة المنقولة بالقطارات و15 طائرة تنقل جنودا في إطار عملية انسحاب. ومن أجل تأمين حسن سير الانتخابات الرئاسية، نشرت كييف 55 ألف شرطي و20 ألف متطوع. وتوعد الانفصاليون من جهتهم بمنع إجراء الانتخابات في الشرق حيث قد يواجه حوالى مليوني ناخب صعوبات في الإدلاء بأصواتهم. وتفيد آخر معلومات اللجنة الانتخابية أن أكثر من نصف (18 من أصل 34) من اللجان الانتخابية لمنطقتي دونيتسك ولوجانسك لا تستطيع أداء مهمتها. وأقر رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع اندريي باروبيي مسبقا ب«إمكانية حصول مشاكل» في تنظيم الانتخابات في دونيتسك ولوغانسك وسلافيانسك. وعلى الصعيد الدولي، طلبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تعتبر الانتخابات مرحلة أساسية لتثبيت الاستقرار في البلاد، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بتقييم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول الانتخابات وبمراقبيها الدوليين الألف. وقالت ميركل لصحيفة ساربروكر تسايتونج أمس «انتظر من روسيا أن تحترم التقييم الموضوعي بالتأكيد لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا». وأضافت أن «روسيا تنتمي إلى هذه المنظمة».وفي مقابلة نشرت أمس في برلين، قالت المستشارة الألمانية إن على روسيا، العضو في تلك المنظمة الأوروبية، أن تحترم «تقييمها من دون أي شك». من جانبها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون أن تنظيم «انتخابات ناجحة» سيمثل «مرحلة مهمة» في تهدئة التوتر في أوكرانيا.(كييف - موسكو - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©