الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيشة الصباح الباكر·· بداية ضبابية ليوم العمل

شيشة الصباح الباكر·· بداية ضبابية ليوم العمل
8 نوفمبر 2008 01:32
الشيشة فوق الشفاه لم تعد مشهداً غريباً، وبعد أن استطاعت ترسيخ أقدامها في المقاهي، أصبحت جزءا من حياة الكثيرين· فما أن يدلف أي أحد إلى داخل أحد مقاهي الشيشة، التي انتشرت كالفطر، حتى تحاصره رائحة الدخان من كل حدب وصوب، بنكهات مختلفة تتوزع ما بين التفاح والفراولة والنعناع· لكن ما يلفت الانتباه هذه الأيام هو إدمان البعض تدخين الشيشة قبل الذهاب إلى العمل، بهدف تعديل المزاج والاسترخاء، وقد يشعر هؤلاء بالضيق إن لم يجدوا أماكن فارغة تمنحهم فرصة التمتع بشيشة الصباح · ترفيه بريء أحمد سلمان الذي جاء برفقة زميله في العمل خالد يدخنان الشيشة بشراهة غير آبهين بما يجري حولهما، قطعنا عليهما جلستهما، لنسألهما عن سبب قدومهما إلى هذا المقهى في الصباح الباكر، يجيب أحمد:''قبل الذهاب إلى العمل نقصد هذا المقهى للاسترخاء قليلا وتدخين الشيشة التي أجد فيها نوعا من الترفيه البريء''، يصمت محدثّنا ليأخذ نفسا عميقا يحتفظ به قليلا ثم يخرج قرنين من الدخان من فتحتي الأنف، يعقبهما بسحابة أخرى من فمه، ثم يتابع قائلا: ''بداية تدخيني الشيشة كانت من باب التجربة وحب الاستطلاع، ثم مرة بعد أخرى أدمنت تدخينها، حتى أنها أصبحت عادة يومية لا أستطيع الإقلاع عنها الآن''· أما زميله خالد فيقول بدوره: ''لقد خلصتني الشيشة الصباحية من هوسي الكبير بالتدخين، حيث كنت أدخن يوميا علبتين من السجائر، لكن بعد أن وجدت ضالتي في الشيشة أمكنني الاستغناء عن السجائر، خاصة حين أدخن الشيشة مع بداية اليوم''· الشيشة سلطان في الضفة الأخرى وجد سامي عبد الغفور نفسه بعد 3 سنوات من تدخين الشيشة، غير قادر على الفكاك من سلطانها، يقول: ''أشعر أنها تخلصني من الشعور بالاكتئاب وتبعدني عن التفكير في مشاكلي''· ويزيد سامي الذي اتخذ مكانا قصيا داخل المقهى قائلا: ''علاقتي بالشيشة بدأت حين نصحني زميلي بتعاطيها كوصفة مجربة لنسيان مشاكلي الزوجية التي لا تنتهي إلا مع انتهاء اليوم والتي كانت تثقل صدري، فأخذت بنصيحته رغم أنه لم يسبق لي حتى تدخين السجائر، ومنذ ذلك اليوم صرت أجد في الشيشة تسليتي الوحيدة بدلا عن زوجتي صاحبة المشاكل''· في المقابل يشير مصطفى إلى ''أن الإقبال على الشيشة في الصباح الباكر تقريبا (الساعة السابعة والنصف) واسع الانتشار، وغير مقتصر على فئة عمرية بعينها، حيث نرى الكثير من طلبة المدارس يتوافدون بشكل جماعي أو فردي من أجل شفطة واحدة أو اثنتين على قارورة الشيشة التي لا يتوقف دخانها عن التصاعد، حيث يتناوب كل يوم واحد منهم على دفع الحساب· وبسؤال شاب في مقتبل العمر سألته عن علاقته بالشيشة، قال: ''لا بد لي من تدخين الشيشة قبل الدخول إلى حصة الرياضيات، فهي تعينني على التركيز''· أما حمزة فارس فيرى أن الشيشة تضمن لمدخنها وضعاً متميزا بين الأصدقاء وتضفي عليه جاذبية· كذلك هو لا يلقي بالا لمخاطرها على صحته وعلى جسده الصغير، بيد أن ما يؤرق باله هو كيفية تحصيل مصروف الشيشة الذي يتراوح ما بين (20 -50 درهما)· أما زميله في الدراسة منصور سعيد، فيشير إلى أن أول عهده مع الشيشة كان قبل سنتين بدافع الاكتشاف وحب الاستطلاع، ويتابع: ''أدخن الشيشة لأتخلص من الشعور بالكآبة والرتابة في حياتي، وأعتبر نفسي محظوظا لأني لم أصل إلى مرحلة التعود والإدمان كما هو حال بعض أقراني''· البدايات الأولى بدأت الشيشة رحلتها الأصلية انطلاقاً من الهند، كما يرى معظم المهتمين بتاريخها، أو من بلاد فارس كما يقول بعضهم· لكن انطلاقتها العالمية كانت من وصولها إلى تركيا في النصف الثاني من القرن الرابع عشر· وسواء كان أول من اخترعها الهنود أو الفرس، إلا أن أحداً لا يعرف على وجه الدقة متى كان ذلك· أما في تركيا فقد ازدهرت بصورة كبيرة وغدت رمزاً اجتماعياً مهماً، ثم انتقلت منها إلى بقية أرجاء العالم· مفاهيم خاطئة يستغرق تدخين الشيشة ساعة واحدة تقريباً إذا كانت معطرة وحتى ساعتين للتنباك العادي· ودخانها أبرد بكثير من دخان السيجارة، ورائحته غير منفرة أبداً· ويقول المدخنون إن الماء الذي يتحول لونه إلى البني يقوم بتخليص الدخان من كثير من الشوائب الضارة وهو ماينفيه الأطباء ولاتؤيده تجارب أو ابحاث
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©