«آي باد» الدليل الأمين للطرق والمعالم السياحية في المدن الكبرى

لعل التعريف الدقيق الذي ينطبق على جهاز الكمبيوتر اللوحي “آي باد” هو أنه “الجهاز الذي لا يمكن تعريفه”، فلو أنك أدرجته ضمن أجهزة الكمبيوتر، تكون قد أسقطت بذلك الكثير من وظائفه، ولو صنّفته ضمن أجهزة الهاتف المحمول لوقعت في الخطأ ذاته. والصحيح هو أن “آي باد” يجمع كافة الأجهزة الإلكترونية الذكية في جهاز واحد؛ فهو لاب توب، وهاتف محمول، وكاميرا، وقارىء للكتب الإلكترونية، ومعالج للنصوص، ومتصفح للإنترنت. و”آي باد” فوق كل ذلك، هو جهاز ملاحة وإرشاد من الطراز الأول. وأصبح الكثيرون ممن فازوا به بعد طول انتظار، يستخدمونه الآن كنظام ملاحي محمول للتعرّف على الطرق والمعالم السياحية والأثرية في كافة دول العالم. وإذا كنت تقود سيارة لأول مرة في مدينة شهيرة كباريس أو لندن، فسوف يكون “آي باد” مرشدك الأمين الذي لا يخيب أبداً، فهو سيدلّك على أقرب الطرق لبلوغ المقاصد التي تريدها، وسوف ينصحك بعدم ارتياد طرق معينة بعد أن يتأكد من أنها مزدحمة بالسيارات، وسيقترح عليك طرقاً بديلة لبلوغ المقصد ذاته. وقد يبدو للبعض أن هذه الوظائف شائعة في الكثير من أنواع الهواتف الذكية، إلا أن “آي باد” يتميز عنها جميعاً بتطوّر نظام الملاحة الذي تم تجهيزه به، وباتساع شاشته الذي يجعل الخرائط الرقمية أكثر وضوحاً وخاصة عند استخدامه لهذا الغرض أثناء قيادة السيارة. ويقول تقرير بقلم المحللة إليزابيث فويك نشرته مجلة فوربس في عددها الأخير، إن هذه الوظيفة المهمة التي يتفوق فيها “آي باد”، كانت واحدة من أسباب الزيادة في مبيعاته والتي وصلت إلى 3.25 مليون جهاز منذ إطلاقه التجاري في شهر أبريل الماضي. ويتضح الفرق بين استخدام الكمبيوتر اللوحي “آي باد” والهاتف المحمول “آي فون” لأغراض الملاحة، فيما يقوله متسلق جبال أميركي شهير يدعى كريستيان أندرسون من أنه وفّر على نفسه الكثير من المشاكل عندما بدأ باستخدام “آي باد” كوسيلة ملاحية وإرشادية للجبال الجديدة التي يبحث عن تسلقها في نيوهامبشير، بعد أن كان يستخدم لهذا الغرض الهاتف اليدوي “آي فون” ذا الشاشة الصغيرة. ويقول أندرسون: “إن الشاشة الواسعة تحقق لي فائدة أكبر؛ وأصبح “آي باد” أداة مناسبة لتخطيط برامجي في التسلّق”. ويقول متسلق جبال آخر يدعى بيت أوستروفسكي إن استخدام “آي باد” كجهاز لاستقبال إشارات نظام الملاحة “جي بي إس” أفضل بكثير من استخدام الهاتف اليدوي “آي فون” وخاصة في المناطق الغابيّة. كما أن بطارية “آي باد” أطول عمراً من بطارية “آي فون”. ومن أهم ميزات “آي باد” كجهاز للملاحة، الوضوح العالي لصور الخرائط وسهولة استخدام تقنية توجيه الأوامر بطريقة لمس الشاشة برؤوس الأصابع. ويخلص أوستروفسكي من كل ذلك إلى القول “إن آي باد يمثّل خريطة تفاعلية عملاقة”. ويضاف إلى كل ذلك أن وظيفة الملاحة التي يتميز بها “آي باد” توفر على سائقي السيارات وأصحاب اليخوت والزوارق شراء جهاز ملاحة متخصص يبلغ ثمنه 300 دولار. عن موقع FORBES.COM