الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سالم الحتاوي: فنانات الجيل الجديد لم يضفن شيئاً للفن الإماراتي

سالم الحتاوي: فنانات الجيل الجديد لم يضفن شيئاً للفن الإماراتي
8 نوفمبر 2008 01:35
الشارقة - سالم الحتاوي من أبرز كتاب المسرح والدراما في الإمارات، تطورت تجربته الإبداعية التي بدأها هاوياً مع الأيام، حيث درس هندسة الطيران، وهو مجال مختلف تماماً، يكتب بالتزام وعفوية وإحساس صادق، وتتوزع كتاباته على أكثر من مسرح، إضافة إلى التلفزيون، يستقي كتاباته من البيئة المحلية التي يمزجها بالبعد الإنساني العالمي في بعض الأعمال، متمكن من أدواته الفنية والثقافية، ويقدم نصاً درامياً و مسرحياً على مستوى رفيع وزاخر بالقيم الفنية والجمالية، ولا شك أن النهضة الفنية والثقافية بشكل عام والمنافسة الشريفة مع زملائه الفنانين تعطي حافزاً قوياً له من أجل أن يكون مستنفراً على امتداد العام، ويجعل من تجربته حية متطورة، وعلامة بارزة متألقة في سماء الفن والكتابة في الإمارات· سالم الحتاوي كاتب متوحد مع هموم المجتمع وقضاياه، منفتح على التجارب العربية والعالمية، يحصد العديد من الجوائز تقديراً لإبداعاته، ومعه كان هذا الحوار: ؟ ما الأعمال المسرحية التي تحضرها؟ ؟؟ أقوم بكتابة عملين للطفل، بما أننا مقبلون على مهرجان مسرح الطفل في يناير بإمارة الشارقة، عمل لمسرح دبي الشعبي اسمه ''ياسمين والمارد الشرير'' إخراج محمد سعيد السلطي وتمثيل أعضاء الفرقة، وآخر لمسرح كلباء هو ''زهرة والمنظرة المسحورة'' إخراج عيسى كايد وتمثيل أعضاء فرقة كلباء· ؟ يلاحظ وجود الأسطورة من خلال العناوين· ؟؟ بالنسبة للنص الأول فقد عملت فيه توليفة من الأسطورة الخليجية والأسطورة العربية والأسطورة العالمية ومزجتهما من خلال الحكاية· وبالطبع فإن القيم والمبادىء والإرشادات الموجودة في عالم الطفل تتضمن هذه الأعمال، بمعنى تعليم الطفل، وحثه على التمسك بقيم الخير والتسامح وحب الناس· ؟ وماذا تعد على نطاق الدراما؟ ؟؟ لي عملان جديدان، أحدهما مع الفنان أحمد الجسمي بعنوان ''فريج الضغاية'' وهو عمل شعبي خفيف، تمتزج فيه الكوميديا والتراجيديا، بمعنى أنه يطلق الابتسامة ويحبس الدمعة في الجفون، والعمل الثاني تم الاتفاق عليه مع الجهة المنتجة، وربما نسميه''قلوب لا تعرف المستحيل'' وقد تتغير التسمية· ؟ كم نصاً مسرحياً قدم لك على الخشبة؟ ؟؟ من 15 إلى 16 نصاً مسرحياً· ؟ وكم نصاً درامياً في التلفزيون؟ ؟؟ 6 أعمال· ؟ هل أنت راض عما قدمته حتى الآن؟ ؟؟ نعم ولكن في النهاية فإن الفنان يطمح نحو الأفضل· ؟ لماذا لم تحاول التمثيل؟ ؟؟ رحم الله امرءا عرف قدر نفسه· ؟ ماذا تعني لك المنافسة؟ ؟؟ المنافسة تمثل لي ورشة عمل، لأن المنافسة تدفع الفنان إلى تجويد أدواته الفنية، البحث عن الجديد كي يفاجىء الجميع، وأعتقد أن حلاوة الفن في المنافسة وبدون المنافسة يصبح الفن باهتاً· ؟ أيهما تفضل في الكتابة·· المسرح أم التلفزيون؟ ؟؟ أفضل الكتابة للمسرح، إنني كاتب مسرحي في الأساس، وليست كاتباً تلفزيونياً، لذا فإنني استمتع بكتابة النص المسرحي أكثر من التلفزيوني· ؟ ماذا عن البعد الجماهيري المفقود في المسرح؟ ؟؟ لا توجد فجوة بيننا وبين الجمهور في المسرح الجاد، وهو مسرح النخبة، وفي أيام الشارقة المسرحية مثلا، لا تجد مكاناً فارغاً في الصالة، لكن المشكلة لدينا في المسرح الكوميدي الشعبي، أو ما يعرف بالمسرح الجماهيري، هناك فجوة حاصلة بينه وبين الجمهور، ربما بسبب عدم وجود النجم· ؟ النجوم موجودون في الدراما· ؟؟ هناك نجوم إماراتيون في الدراما، لكن لا يوجد نجم في المسرح، وأقصد أنه لا يوجد النجم الذي يبحث عنه الجمهور، أو وجوده يستقطب الجمهور، صحيح ظهر في الفترة الأخيرة جابر نغموش لكن هذا لا يكفي بطبيعة الحال· ؟ كيف تقيم تجربة الفنانات من الجيل الجديد؟ ؟؟ الفنانات من الجيل الجديد لم يضفن إلى الفن الإماراتي أي شيء، ولا زال الجيل السابق هو الأفضل وعطاؤه وبصمته الأوضح في الساحة الفنية، بدليل أننا حين نشتغل أي مسلسل إماراتي نستعين بفنانات من خارج الإمارات، رغم وجود عناصر إماراتية شابة· ؟ هناك إشادة بالتجربة المسرحية الإماراتية والتزام حقيقي من قبل الفنانين· ؟؟ في الواقع نحن راضون تماماً عن المسرح الإماراتي ونفخر بتجربتنا المسرحية، ولعلك تلمس الفرق بين المستوى الذي وصل إليه مسرحنا اليوم ، وبين وضعه قبل خمس أو سبع سنوات، فلقد بدأ يرسم مكانه على خريطة المسرح العربي· ؟ لو أردنا أن نلقي نظرة نقدية على كتاباتك كنموذج للكتابة المسرحية أو التلفزيونية في الإمارات، ما التطور الذي طرأ على صعيد الشكل والمضمون؟ ؟؟ يوجد تطور فني من حيث الشكل والجوهر، الخط الدرامي، والتصاعد الدرامي بدأ واضحاً، وصارت الكتابة مهتمة بمعالجة قضايا أساسية في المجتمع بصورة إبداعية على ضوء المستوى الثقافي والفني الذي وصل إليه الكاتب· ؟ ما نظرتك لزملائك من الكتاب الآخرين؟ ؟؟ أحترم كتابات زملائي من أمثال جمال سالم ومحمد سعيد وعبدالله صالح وغيرهم، وهم يثرون الساحة المحلية بنصوص حظيت بنجاح كبير، وكتابات رائعة أحدثت ردة فعل ممتازة في أوساط الجمهور، وعلى الساحة المحلية· ؟ متى تكون على موعد مع الكتابة ؟ ؟؟ لا يوجد وقت يأتيني معه الوحي والإلهام، بل أكتب حسب مزاجي، في كل وقت أكتب، وعندما أحس بالكتابة أفرغ نفسي تماماً، وأكرس كل شيء في خدمة الهدف الأساسي وهو الكتابة التي تعبر عن قضايا مجتمعية وإنسانية· ؟ ما الذي تميل إليه أكثر الكوميديا أم التراجيديا؟ ؟؟ أكتب الكوميديا والتراجيديا معاً ، وأميل إلى التراجيديا أكثر، وأحس أنني أعطي أكثر في هذا اللون، وأعتقد أن الأعمال الجادة في العالم على مستوى الكتابة هي الأعمال التراجيدية· ؟ العديد يشكو من أزمة النص ·· كيف تنظر إلى هذه المسألة؟ ؟؟لا يوجد أزمة نصوص كما يقال، ولو كان هناك أزمة نصوص في العالم العربي لما سمعت عن هذه المهرجانات والعروض التي تقدم، الكاتب المحلي عطاؤه اختلف عن السابق، قديماً كانت النصوص نادرة، أما حالياً فإن إنتاج النصوص أكثر وأكثر وعطاء الفنان بدأ يظهر على الساحة بشكل ملحوظ· ؟ سالم الحتاوي من أكثر الكتاب الذين يحصدون الجوائز في المهرجانات المحلية ·· ما الذي تضيفه لك هذه الجوائز؟ ؟؟ الجائزة حافز لتقديم الأفضل، وحين تقدم في أي محفل فإنها علامة على تثمين لجهد الفنان وعمله، خذ مثلاً ( الأوسكار ) فهي مجرد جائزة معنوية لكنها تدفع الفنان للأمام، لكن في بعض الحالات تكون الجائزة حجر عثرة للفنان، فعندما يحصل على جائزة، فإنه يتوقف كثيراً قبل تقديم أي عمل جديد خوفاً من ألا يكون بمستوى عمله السابق، إنه يبحث عن الأجود والأحسن باستمرار· ؟ الفنان المسرحي الإماراتي نال جوائز مهمة عربياً؟ ؟؟ نعم سميرة أحمد نالت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان عمان وهذا شيء يثلج صدورنا ويفرحنا· الدراما الخليجية سطحية غالبا يرى سالم الحتاوي أن الدراما الخليجية ما زالت في البداية، لكنها بداية مشجعة·يضيف ''نحن في مجتمع قبلي، وهذا المجتمع يحاول أن يطمس العيوب، ويبرز الجميل، مبتعداً عن الوصف الحقيقي لذاته، ولو قيمنا المسلسلات الخليجية سنجد أن معالجاتها سطحية، وفي أفضل الحالات تتعرض لقضايا مكررة مثل الأيدز والعوانس والمطلقات، وهذه قشور، لم تتناول الدراما لب القضية، ولدينا العديد من القضايا الكبيرة التي بقيت في منأى عنها، لقد أبرزت الصورة الجميلة المزخرفة· مسرح الطفل مغيب في الدولة عندما سألنا الفنان سالم الحتاوي عن مسرح الطفل قال: مسرح الطفل في الإمارات مغيب ولا وجود له، والسبب غياب المسرح المدرسي، الذي هو الرافد الحقيقي للمسرح بشكل عام، لأن عمل الطفل ينسج إشكالية المتفرج على هذا العمل، ولأي الأعمار يوجه العمل، في الوقت الذي يكون الطفل في المدرسة ليس له علاقة بالمسرح، عكس التلفزيون الذي فرضت أعماله على الطفل في بيته، وأصبح يتابع قناة سبيس تون، ويتأقلم مع برامج الأطفال، التي أصبحت جزءاً من ثقافته، أما المسرح فهناك فجوة كبيرة بينه وبين الطفل· خوف من المواجهة يؤكد سالم الحتاوي أنه يشعر بخوف حقيقي بعد كل نص درامي ينتهي من كتابته، وعن ذلك يقول: نعم أخاف، والخوف نابع من مواجهة المنتج والمخرج والممثل والجمهور، حيث يجب أن يحوز النص على رضا الجميع، وتنتابني حالة من القلق المستمر، وهذا القلق أعيشه لأنني في النهاية أقدم تجربة جديدة، ومثل هذه التجربة تفتح الاحتمالات على مصراعيها للتأويل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©