الأبيض الشاب يواجه السعودية بأمل التأهل للمونديال

اليوم، نكون أو نكون أيضاً، فلا أحد بإمكانه أن يقول إن مباراة منتخبنا للشباب اليوم في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس آسيا أمام السعودية، تساوي كل ما قدمه الأبيض الشاب، وإذا كنا نريد الفوز ولا شيء غيره، أملاً في التأهل إلى مونديال الشباب الذي تستضيفه مصر العام المقبل، فذلك لا يعني أن نبخس الشباب حقهم، وألا نلتفت إلى أنه أصبح لدينا فريق قوي، يمثل بحق مستقبل الكرة في هذا البلد، استحق عن جدارة ونتائج وعروض أن يكون ضمن أفضل ثمانية منتخبات بالقارة الآسيوية، ومواجهته اليوم أمام الأخضر السعودي، بمثابة خطوة إلى المزيد، وإلى الارتقاء أكثر على سلم الكرة الآسيوية· نطلب الفوز اليوم ونتمناه، لكن اللاعبين قبلنا يريدون ذلك، وهم تواقون أكثر منا إلى تحقيقه، هم أصحاب القضية، الذين ظلوا طوال أكثر من عامين يحلمون بذلك، هم الذين حطموا أسطورة ''شمشون''، وهزموا العراق وسوريا، واستحقوا عن جدارة صدارة المجموعة الثانية بتسع نقاط كاملة، ليقابلوا الأخضر الشاب في الثامنة والنصف مساء اليوم بتوقيت الإمارات، بملعب ستاد الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز بالدمام، وهي مواجهة تساوي الكثير، ويكفي أن الفائز منها سوف يتأهل إلى كأس العالم، ناهيك عن اقترابه من النهائي الآسيوي· هذا ليس تبريراً مقدماً لنتيجة يمكن ألا ترضينا أمام السعودية صاحبة التنظيم والأرض والجمهور، لكنها دعوة إلى أن نكون منطقيين، وأن نستعد دوماً لكل الاحتمالات، وبحسابات الأول والثاني والنقاط، المفروض أننا الأفضل، وأننا الأعلى كعباً، ونحن من يجب أن يخشاه الأخضر السعودي، وهذا واقع بالفعل، ولكن في دور الثمانية وفي بطولة كتلك كن مستعداً لأي احتمال، الفوز ليس من المحال، لكن السعودي مثلنا، أيضاً له آمال وطموحات ستصطدم بطموحنا في مواجهة الليلة· والمنتخبات الثمانية التي تأهلت للدور ربع النهائي كلها قوية وصاحبة تاريخ، وهو ما يجعل من خروج أي فريق أمراً منطقياً، فمن سيصف مثلاً خسارة اليابان لو حدثت من كوريا، أو العكس بأنه مفاجأة، ومن بإمكانه أن يتوقع نتيجة مباراة كوريا الشمالية بطل النسخة الماضية مع المنتخب الاسترالي، إنه دور التحديات والكثير من الحظ، إنها جولة العمر والتحدي الصعب في النهائيات الآسيوية· وكان منتخبنا قد واصل استعداداته على مدار الأيام الثلاثة الماضية، التي أعقبت مباراته مع سوريا في ختام الدور الأول، والتي حقق الفوز فيها بهدفين نظيفين، حيث أدى الأربعاء الماضي تدريباً خفيفاً، لعدم إجهاد اللاعبين، ويوم الخميس انتقل الفريق إلى مقر إقامته الجديد بفندق شيراتون الدمام، استعداداً لمواجهة السعودية، حيث تدرب على ملعب القادسية، وجاء المران حماسياً بمشاركة جميع اللاعبين، وقاده مهدي علي مدرب الفريق ومعاونوه، بحضور مترف الشامسي مدير الفريق وياسر سالم الإداري· وأمس تدرب الأبيض الشاب على ملعب الاتفاق، وخلال المران الأخير، وضحت إلى حد كبير ملامح الخطة التي أعدها مهدي علي لمواجهة الأخضر، وهي شبيهة بالخطة التي واجه بها المنتخب الكوري الجنوبي في المباراة الثانية بالدور الأول، والتي فاز بها منتخبنا بهدفين مقابل هدف، مع المزيد من الحرص الدفاعي لعدم منح المنتخب السعودي فرصة المبادرة بالتهديف الذي من شأنه أن يرفع من معنوياته، خاصة أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره، وأكد المدرب للاعبين، على ضرورة امتصاص حماس الفريق السعودي، ومنعه من مباغتة فريقنا أو تسلم زمام المبادرة· كما أن التشكيلة التي سيلعب بها منتخبنا الليلة، هي تقريباً التشكيلة نفسها التي لعبت أمام كوريا الجنوبية، خاصة بعد عودة اللاعبين الأساسيين الذين استبعدهم مهدي علي في مباراة سوريا بهدف إراحتهم، وتحاشياً للمزيد من الإنذارات، حيث من المنتظر عودة راشد عيسى، وذياب عوانة، وأحمد علي، وسعد سرور، وبدر عبد الوحمدان الكمالي، وأحمد علي، وأحمد خليل، ومحمد فوزي، وأحمد حسين، وراشد عيسى· وكان مهدي علي قد أعرب عن رضاه عن مستوى الفريق وخاصة اللاعبين البدلاء عقب تحقيق الفوز على سوريا الثلاثاء الماضي وقال: احتجنا لإراحة ثلاثة لاعبين نتيجة معاناتهم من إصابات خفيفة، في حين كنا هنالك خمسة لاعبين حصلوا على إنذارات في المباريات السابقة ولهذا أردنا إبقاءهم خارج التشكيلة خوفاً من حصولهم على إنذارات جديدة·وأضاف: المشكلة التي عانينا منها أن اللاعبين كانوا متعبين، لأن خوض ثلاث مباريات في خمسة أيام يعتبر صعباً بالنسبة للاعبين في هذا السن· كما أكد مهدي علي أن مباراة اليوم أمام السعودية، تساوي بطولة، وأن ثقته كاملة في اللاعبين الذين أظهروا روحاً بطولية في المباريات الثلاث التي لعبوها حتى الآن، وسيطروا على مجرياتها من البداية وحتى النهاية، حتى توجوا أداءهم الراقي بانتصارات مثيرة كانت حديث المتابعين كافة في البطولة·أضاف أن العروض التي قدمها الفريق فتحت أعين المنافسين على منتخبنا وأظهرته في مكانته الحقيقية كفريق كبير جاء من أجل المنافسة، وليس مجرد التمثيل المشرف، إضافة إلى أن الفرق كافة اعتباراً من اليوم هي بمثابة كتب مفتوحة، ولا يوجد ما يخفيه أي طرف على الآخر· وكان مهدي علي قد شاهد تسجيلات لعدد من مباريات الفريق السعودي في البطولة، وأكد أن مواجهة الأخضر الشاب محفوفة بالمخاطر، ليس فقط لأنه يلعب على أرضه وبين جماهيره، ولكن لأنه منتخب قوي بالفعل، يضم مجموعة من اللاعبين الجيدين، إضافة إلى أن مستواه في تصاعد، وتطور من مباراة إلى أخرى، وهو ما يعني أنه ما زال لديه المزيد، ونحن من جانبنا سنبذل غاية جهدنا للفوز بالمباراة، والتوفيق من عند الله· وكانت الملاعب اعتباراً من الدور ربع النهائي قد شهدت حركة تغييرات حيث سيذهب منتخبنا وكوريا الجنوبية من مجموعتنا (الثانية) إلى الدمام للعب مع أول وثاني المجموعة الأولى، اليابان والسعودية، على ملعب ستاد الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، فيما سيشهد ستاد الأمير سعود بن جلوي بالخُبر لقاء كوريا الشمالية والصين أول وثاني المجموعة الثالثة، مع استراليا وأوزبكستان أول وثاني المجموعة الرابعة، وستقام المباريات الأربع في الدمام والخبر بطريقة المقص، لتتأهل 4 فرق إلى الدور نصف النهائي الذي يقام الثلاثاء المقبل، ومن المباراتين يتأهل الأول في كل منهما إلى الدور النهائي يوم 14 من الشهر الجاري بالدمام، مع العلم أن المنتخبات الأربعة التي ستتأهل إلى الدور نصف النهائي سوف تحصل على بطاقات التأهل إلى كأس العالم· وكان الجهاز الإداري لمنتخبنا بقيادة مترف الشامسي مدير الفريق وياسر سالم الإداري، وأعضاء الجهاز الفني بقيادة مهدي علي قد طلبوا من اللاعبين التركيز التام في مباراة الليلة وأن يدركوا أنها تساوي المشوار بأكمله، وتساوي حلم التأهل للمونديال، وأكد لهم أن الإمارات كلها تنتظر هذه اللحظة· على الجانب الآخر يبحث المنتخب السعودي عن الفوز ولا شيء غيره، وترى جماهيره أن الفريق بحاجة إلى أن يقنعها، لأن ذلك لم يحدث حتى الآن، على الرغم من الفوز على إيران بهدفين مقابل هدف، وعلى اليمن بأربعة أهداف لهدف، والتعادل مع اليابان، ولن تقبل الجماهير من منتخبها لإقناعها سوى الفوز، وتحقيق التأهل إلى كأس العالم أولاً ثم الالتفات إلى لقب البطولة· وكان المنتخب السعودي قد استأنف تدريباته بتدريب خفيف يوم الأربعاء الماضي للاعبين الذين لم يشاركوا في اللقاء الأخير أمام اليابان وبدأ الخميس الاستعداد الفعلي للقاء بمشاركة القوة الضاربة من اللاعبين، وألقى البرازيلي نيلسون مدرب الفريق محاضرة على اللاعبين، طالبهم فيها بنسيان أفراح التأهل لدور الثمانية والتفكير في لقاء الإمارات المهم إذا ما أرادوا التأهل لكأس العالم