انخفض النفط دون 79 دولاراً للبرميل أمس مع انحسار قوة الاعصار الاستوائي بوني فوق خليج المكسيك، إلا أن التعاملات كانت حذرة قبل صدور بيانات اقتصادية ونتائج شركات أميركية. وتردد متعاملون في دفع الأسعار نحو أي من الاتجاهين أكثر من اللازم.
إلى ذلك، أظهر استطلاع أجرته “رويترز” أمس أن من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر النفط الخام الأميركي 79,44 دولار للبرميل في 2010 وذلك بانخفاض طفيف عن نتيجة استطلاع يونيو وفي تراجع هو الثالث على التوالي للتوقعات الشهرية. وأوضح الاستطلاع الذي شمل 31 محللاً وبنكاً ووكالة حكومية تراجع متوسط التوقعات وعزا المشاركون تكهناتهم إلى سياسة الاقتصاد الكلي للصين وزيادة المعروض العالمي وتراجع موسمي في الطلب. وتجاوز متوسط سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2010 وهو ثاني أعلى متوسط له على الاطلاق لكنه يواجه مقاومة حيث تظهر بيانات عالمية متفرقة أن التعافي الهش من الركود الاقتصادي بدأ يترسخ لتوه فحسب.
وقال هاري تشيلينجوريان كبير المحللين في “بي ان بي باريبا”، والذي أبقى على توقعاته للخام الأميركي من دون تغيير بناء على قوة الدولار وتحركات العملة الصينية في الآونة الأخيرة، “لن تمر فترة طويلة من الربع الثالث قبل أن يخترق النفط بشكل حاسم 80 دولاراً للبرميل”. وفي الشهر الماضي أجرت الصين إصلاحاً للعملة عن طريق زيادة مرونة اليوان وإنهاء ربط استمر 23 شهراً بالدولار. وبعث البنك المركزي الصيني بإشارات واضحة على أنه سيحافظ على سياسة نقدية ميسرة بشكل ملائم.
وأوضح تشيلينجوريان “ضغوط التضخم ربما تتراكم في الشرق لكن على صعيد الدول المهمة بالنسبة لنمو الطلب على النفط فإننا لا نتوقع أي تسارع في وتيرة تشديد السياسة النقدية في الصين”. ونما الناتج المحلي الإجمالي للصين 10,3% في الربع الثاني من العام وقد استوردت الصين 22 مليون طن من النفط الخام في يونيو بزيادة 34% على أساس سنوي.
وسجل الخام الأميركي الخفيف نحو 78,55 دولار للبرميل في معاملات أمس. وفي هذا الشهر ينتقل استطلاع “رويترز” لتوقعات سعر النفط من الربع الثاني إلى الثالث كأقرب فترة للتوقعات في الأجل المتوسط حيث قال بعض المحللين إن شحاً موسمياً في معروض سوق النفط قد يبدأ مبكرا قبل أكتوبر. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي 77,26 دولار في الربع الثالث من 2010 انخفاضا من 78,50 دولار في الاستطلاع السابق.
وقال كريستوف باريت محلل النفط العالمي في “كريدي أجريكول-سي.آي.بي”، الذين أبقوا توقعاتهم لسعر خام غرب تكساس الوسيط في الربع الثالث من دون تغيير لكن رفعوا توقعاتهم لنهاية العام إلى 78 دولاراً من 77,60 دولار في استطلاع الشهر الماضي، “سنحصل على أول سحب كبير من المخزون هذا العام في الربع الثالث من 2010”. وأوضح باريت “على صعيد المعروض فإن صيانة الحقول في بحر الشمال وتعطل الإنتاج في نيجيريا وأنجولا والعراق وموسم أعاصير مزدحم جداً في الولايات المتحدة هي عوامل تقيد توفر الخام في النصف الثاني من 2010”.
وارتفعت أسعار الخام الأميركي هذا العام لتصل إلى 87,15 دولار في أبريل وتراجعت حتى 64,24 دولار في مايو. وبسبب تأخر الإنتاج في منصة سكوت لشركة نكسن والبالغة طاقتها 18 ألف برميل يومياً في بحر الشمال انخفض المعروض من خام فورتيس هذا الشهر مما أدى إلى زيادة وجيزة في أسعار آجال الاستحقاق الأقرب لعقود خام برنت وجاء ذلك في وقت من المنتظر فيه انخفاض إنتاج بحر الشمال 17% في أغسطس بفعل أعمال صيانة موسمية. وتتوقع “دبليو اس آي كورب” الخاصة للتوقعات الجوية 19 عاصفة مسماة و11 اعصاراً وخمسة أعاصير شديدة في خليج المكسيك هذا العام وهو ما يفوق معدلات الفترة من 1950 إلى 2009 البالغة عشر عواصف مسماة وستة أعاصير واعصارين شديدين في السنة.
عدد اليوم
