الاقصر (مصر) - وكالات الأنباء: عاد الهدوء إلى قرية العديسات في جنوب مصر بعد صدام محدود وقع بين مسلمين ومسيحيين مساء أمس الأول اثر قيام أقباط بتحويل 'مضيفة' مسيحية إلى كنيسة دون انتظار الحصول على ترخيص بذلك·
وأسفرت الاشتباكات التي وقعت في القرية الواقعة جنوب مدينة الاقصر، عن إصابة 14 شخصا من الجانبين بينهم شرطي ومجندان وضابط شرطة واحتراق مجموعة من الزراعات وأشجار النخيل المحيطة بالمضيفة التي يرجع تاريخها لعام ·1971 يذكر أن بناء الكنائس في مصر يتطلب ترخيصا من السلطات· وخول قانون أصدره الرئيس المصري حسني مبارك الشهر الماضي المحافظين سلطة إصدار تراخيص بتجديد الكنائس القائمة أو توسعتها في محافظاتهم فحسب ولكن ذلك لا يشمل التصريح ببناء كنائس جديدة·
وكانت الأحداث قد اندلعت عقب قيام بعض الاقباط والقساوسة بأداء الصلوات داخل المضيفة قبل الحصول على الترخيص بإقامة الكنيسة وترددت أنباء مساء أمس الأول عن قيام المسيحيين بوضع صليب وجرس أعلى المضيفة الامر الذي رفضه بعض المسلمين ووقع صدام بين الشباب من الجانبين وحال التواجد الأمني دون سقوط قتلى· وانتقلت قيادات الأمن العام وأمن الدولة والمباحث الجنائية على رأس قوات كبيرة من الأمن والدفاع المدنى وتمت السيطرة على الموقف قبل تأزمه وإخماد الحرائق التي أشعلها الطرفان في الزراعات والاشجار ولم يتمكن أي من مثيري الشغب من الوصول إلى المضيفة كما تم فرض حظر للتجول استمر طوال ليلة الاربعاء وحتى صباح أمس· وفرضت قوات الشرطة حصارا أمنيا مشددا حول القرية وداخلها· وأخطرت النيابة بالواقعة للتحقيق فيها· وكان شهود عيان قد ذكروا أن قيام شخص يدعى 'لطيف أنور اقلاديوس' بإطلاق النيران من فوق مسكنه مما ساعد في تصاعد الاحداث·
ويقطن مدينة العديسات 39 ألف نسمة بينهم 3500 مسيحي ويوجد بالقرية كنيسة للطائفة الانجيلية على بعد أمتار من مضيفة الاقباط الارثوذكس ويتسم أهل القرية بالود والتسامح كما لم تنشب أي خلافات طائفية بين سكانها في السابق· يذكر أنه في أكتوبر الماضي حاول مئات المسلمين اقتحام كنيسة في مدينة الاسكندرية الساحلية احتجاجا على قرص مضغوط (سي·دي) يحتوي على مسرحية مثلتها فرقة كنسية بدعوى أنها تنطوي على إساءة للاسلام·
وقتل ثلاثة أشخاص في أعمال الشغب التي اندلعت في ذلك الوقت· والاقباط هم اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط· وهم يشكلون عشرة بالمئة من سكان مصر البالغ عددهم 74 مليون نسمة·
عدد اليوم
