الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

البنفسج يرفض الذبول

10 مايو 2012
قبل سنة من الآن، بالتمام والكمال، كان أبناء العين يضعون أيديهم على قلوبهم، يغالبون الدمعة ويدفعون أمواجاً صخبة ورياحاً عاتية من الشك والخوف، فقد كان “البنفسج” يعيش للأمانة أسوأ أيامه، يعيش وضعاً لم يألفه أو لنقل أنه ليس من طبيعته ولا من مقاسه. كان العين يقاتل من أجل أن يتفادى سقوطاً كارثياً إلى أندية الدرجة الثانية، وقد اختلفت عن الكثيرين ممن يصرعهم التشاؤم ويأسرهم اليأس والعين يؤمن البقاء بين صفوة الأندية الإماراتية ويدفع عنه وعن الآلاف من عاشقيه غمة كتمت على الصدور، في القول إن ما يحدث هو نهاية لدورة زمنية، هو إيذان بسقوط الصرح وهو إعلان مصاغ بقسوة الطبيعة على أن العين نزل درجات من سلم المجد. وكان أساس الاختلاف هو يقيني الكامل أن من بنى صرح العين بناه على قاعدة قوية ومستدامة، ومن أسس للمشروع انتقى جيداً القنوات والمسالك والأعمدة التي يقوم عليها الهرم، وأن النتيجة الرياضية ربما تحاكم لحظة معزولة في الزمن الكروي ولكنها لا تدين تاريخاً كروياً بالكامل. لم يكن العين وهو يتفادى بمرجعيته وبتاريخه وأيضاً بما يملك من حصانة ضد السقوط الكامل قد تحصل على لقب الدوري الإماراتي منذ سنة 2004، أي أنه مر على “البنفسج” ثمان سنوات من دون أن يعتلي منصة التتويج ومن دون أن ينال الدرع. لذلك كان الموسم الماضي بكارثية الحصيلة وبالرمد الذي أصاب العين أشبه ما يكون بالضارة النافعة، لقد فتح العين على حقائق، حرض على قراءة نقدية عنيفة وصريحة للذات وفرض نوعا من الثورة الداخلية، الثورة على مقاربات تكتيكية، فنية واستراتيجية لم تكن لا مندمجة ولا متطابقة. لم يتغير محيط العين، لم تسقط ثوابت البنفسج ولم تتحطم صور ورسوم، بل كان ما فعلته إدارة النادي أنها نبهت إلى ما في الوجه من خدوش وفي بنية الفريق من تشوهات أخلت بالتوازنات، ومع مدرب بمرجعية وقيمة وخبرة الروماني كوزمين أمن العين عبوره السليم وهو ينهي في زمن قياسي ما يصيب في العادة الأندية الكبيرة من رشح خاصة عندما يكون هناك نزوع إلى تغيير الجلد أي استبدال جيل بجيل آخر. من عتمة الشك والخوف والتوجس أطل العين بدرا أضاء كل ما حوله وهو يتوج هذا الموسم بطلا للإمارات ويقلد بالنجمة العاشرة عنوانا لانتصار الإرادة ودليلا على أن لا يأس مع وجود الأمل وبرهانا على أن الفرق الكبيرة تمرض ولكنها لا تموت. حقا إن “البنفسج” يرفض الذبول. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©