الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ردا على دعوات بعض الأطباء: لا يجوز شرعا إجهاض الجنين المشوه بسبب الثلاسيميا

19 يناير 2006
دبي- سامي عبدالرؤوف:
أكد الدكتور أحمد الحداد كبير المفتين بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي أنه لا يجوز إجهاض الجنين المشوه بسبب مرض الثلاسيميا، مشيرا إلى أن مرض الثلاسيميا من الأمراض المنتشرة في كثير من البلدان وله آثار سيئة على الفرد نفسه وعلى أسرته، إلا أنه لا يصل بحسب ما نعرف إلى حد الإعاقة أو الشيء المزمن الذي تصعب معه الحياة·
وردا على سؤال لـ ' الاتحاد' حول الدعوات التي صدرت مؤخراعن أطباء طالبوا في مؤتمر طبي اجهاض جنين الثلاسيميا، قال كبير المفتين في أوقاف دبي: إن الدعوة إلى إجهاضه فيها تسرع ينبغي أن لا يكون حتى تتألف لجان طبية وشرعية لدراسة هذا المرض، ومدى فداحته وخطورته، لمعرفة هل مثل هذا المرض يبيح إجهاض الجنين أم لا ؟ وشدد فضيلته على أن الجنين إذا تكون فإن الجناية عليه تعد جريمة لا يجوز أن يصار إليها إلا في حالات استثنائية وضرورية خاصة لدفع خطر كبير لا يمكن تلافيه إلا به ،وذلك عملا بقاعدة جواز ارتكاب أخف الضررين لدفع أكبرهما، والذي يعرف ذلك هم الفقهاء بتشخيص الأطباء·
وقال الدكتور الحداد: إن مرض الثلاسيميا غايته أن يجعل كريات الدم الحمراء سريعة التحلل وغير قادرة على التجدد ويؤدي هذا التشوه إلى فقر الدم مما يجعل الطفل المصاب بالمرض فاتر الهمة ضعيفا ومتعبا، كما يعاني الطفل من تضخم في حجم الكبد وتغيير ملامحه، وهو ناتج عن تشوه في الهيموجلوبين كما يفيد ذلك كله الأطباء المتخصصون · وأضاف: وهو بهذا التوصيف لا يعني الإعاقة المزمنة التي تصعب معها الحياة بل هو من الابتلاء الذي قد يبتلى به المرء، وكان بالإمكان تلافيه- إذا كان أبواه حريصين على سلامة نسلهما- وذلك بالفحص الطبي قبل الزواج بحيث يقدمان بناء عليه على الزواج أو الإنجاب أو يحجمان عن ذلك· كان ذلك متعينا عليهما حتى لا يتعبا ولا يُتعبا نسلهما · ولفت كبير مفتي دبي إلى ان الفقهاء قد بحثوا مسألة إسقاط الجنين المشوه خِلقيا في مؤتمر مجمع الفقه التابع لرابطة العالم الإسلامي في دورته الثانية عشرة، وقرروا عدم جواز إسقاط الجنين المشوه خلقيا بعد مرور 120 يوما إطلاقا لأنه قد تخلق ونفخت فيه الروح، إلا إذا ثبت بتقرير لجنة طبية من الأطباء الثقات المتخصصين أن بقاء الحمل فيه خطر مؤكد على حياة الأم، فعندئذ يجوز إسقاطه دفعا لأعظم الضررين·
وأفاد فضيلته انه في حالة ما قبل 120 يوما، إذا ثبت وتأكد بتقرير لجنة طبية من الأطباء المختصين الثقات وبناء على الفحوص الفنية بالأجهزة والوسائل المختبرية، أن الجنين مشوه تشويها خطيرا غير قابل للعلاج، وأنه إذا بقي وولد في موعده ستكون حياته سيئة وآلاما عليه وعلى أهله، فعندئذ يجوز إسقاطه بناء على طلب الوالدين·
وأضاف الدكتور الحداد أنه بحسب التشخيص الطبي لمرض الثلاسيميا للحالة التي أشار إليها قرار مجمع الفقه، فإنه لا يصل إلى هذه، لكني أشدد على أن مسؤولية هذا المرض تكون بالدرجة الأولى على الوالدين حيث لم يفحصا نفسيهما قبل الزواج أو قبل الإنجــاب، وكــــان ذلك ممكنا لو أرادا تفاديه من خلال الفحص·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©