أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما تعليمات أمس بإجراء مزيد من عمليات التنقيب عن النفط في بعض المناطق التي كانت عادة خارج المناطق المسموح بها، أو على الأقل مثيرة للجدل بسبب مخاوف بيئية، مشيرا إلى ارتفاع أسعار النفط.
وقال أوباما في كلمته الإذاعية الأسبوعية «يجب علينا زيادة الإنتاج الآمن والمسئول للنفط هنا في الداخل... العام الماضي، وصل إنتاج النفط الأميركي لأعلى مستوى له منذ عام 2003 لكني أعتقد أنه يجب علينا التوسع في إنتاج النفط في أميركا - حتى ولو كنا نزيد من معايير السلامة والبيئة».
ولتحقيق هذا الهدف، قال الرئيس الأميركي إنه أعطى تعليمات لوزارة الشئون الداخلية بإجراء البيع الإيجاري السنوي لاحتياطي النفط الوطني في آلاسكا لتقييم موارد النفط والغاز في وسط وجنوب المحيط الأطلسي وعرض مناطق جديدة للإيجار في خليج المكسيك.
ويعد التنقيب عن النفط في خليج المكسيك قضية مثيرة للجدل للغاية خاصة منذ التسرب النفطي الكبير في العام الماضي في أعقاب انفجار منصة الحفر «ديب هوريزون».
كما أن التنقيب في آلاسكا يعد قضية سياسية حساسة بين هؤلاء الراغبين في استغلال موارد الطاقة الأميركية وبين الراغبين في الإبقاء على المنطقة كما هي على طبيعتها. لكن أوباما قال إن أي عمل في آلاسكا سيحترم المناطق التي لها حساسية بيئية. كما أن هناك جهودا مبذولة للتأكد من أن شركات التنقيب عن النفط تفي بأعلى معايير السلامة. وقال أوباما إن «هذه هي استثمارات جديرة بالتنفيذ- استثمارات ستوفر أموالنا وتقلل اعتمادنا على النفط الأجنبي وتحمي صحة وسلامة كوكبنا... هذه هي سياسة طاقة للمستقبل، وهذا هو ما سأحارب من أجله في الأسابيع والشهور المقبلة».
من ناحية أخرى، يسعى اوباما إلى إنهاء الدعم الحكومي لشركات النفط والغاز وزيادة الاستثمارات في برامج الطاقة النظيفة، كما أنه أعلن تشكيل فريق عمل يقوده وزير العدل الأميركي للقضاء على الغش والتلاعب في أسعار البنزين.
وفي السياق ذاته، ذكرت تقارير صحفية أمس الأول أن وكالة حماية البيئة الأميركية اقتربت بشدة من الموافقة على طلب شركة النفط البريطانية الهولندية العملاقة «رويال داتش شل» الحصول على ترخيص للتنقيب عن النفط على سواحل ولاية آلاسكا الأمر الذي يمثل تطور مهم في جهود الشركة المستمرة منذ سنوات لاستخراج النفط من القارة القطبية الشمالية.
وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إلى أن رئيس إدارة الهواء النظيف في وكالة حماية البيئة الأميركية واجه انتقادات عديدة من جانب أعضاء مجلس النواب الجمهوريين خلال حديثه أمام جلسة استماع.
وانتقد الجمهوريون الوقت الطويل الذي استغرقته الوكالة لكي تعطي الترخيص بالتنقيب عن النفط في آلاسكا وقال رئيس الإدارة في شهادته إن الشركة اقتربت بشدة من الحصول على الترخيص النهائي.
وكانت شل قد كشفت النقاب عن اعتزامها تقديم خطة للتنقيب عن النفط في «بحر شوكوشي» بولاية آلاسكا الأميركية في إطار خطتها لاستخراج الاحتياطيات الضخمة من النفط والغاز تحت مياه القارة القطبية الشمالية. تتضمن خطة الشركة الهولندية البريطانية العملاقة حفر 3 آبار أمام سواحل آلاسكا عام 2012 مع 3 آبار أخرى عام 2013.
وتحاول «شل» إحياء برنامج التنقيب عن النفط في القارة القطبية الشمالية رغم المعارضة القوية من جانب سكان ولاية آلاسكا وجماعات الدفاع عن البيئة.
عدد اليوم
