الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السكوت» يفقد بريقه أحياناً.. ولا يغدو من ذهب

«السكوت» يفقد بريقه أحياناً.. ولا يغدو من ذهب
24 مايو 2014 21:04
هلا عراقي (الشارقة) قالوا في المثل «إذا كان الكلام من فضة.. فالسكوت من ذهب»، ولكن وبما أن لكل قانون استثناء، ولأن كل شيء حولنا نسبي وليس مطلقاً، فذلك ينطبق على الصمت المطبق في بعض المواضع عندما يأتي فيها هذا السكوت مرتدياً ثوب الخوف والخنوع، متأبطاً ذراع الانهزام وانعدام الشخصية، يردد في نفسه صدى تلك الكلمات التي عجزت عن أن ترى النور، فبقيت حبيسة جدران ذاته. لماذا نصمت إذاً؟ ومتى يفقد السكوت بريقه الذهبي اللامع؟ فاتورة السكوت واقع حقيقي نعيشه في الكثير من المواقف... بهذه العبارة بدأت أنسام خالد تعليقها على الموضوع، قائلة: «هذا الصمت تحدده شخصية الفرد، فالشخص القيادي الجريء لا يهاب قول ما يريد، خاصة إذا ما كان على حق، فصوت الحق دائماً عالٍ. وبالمقابل فإن الفرد الذي لطالما كان تابعاً للآخرين سيصمت لأنه منقاد، فيسلم بما يمليه عليه غيره ويتابع دون اعتراض». ومن وجهة نظر عبد الكريم الظاهر، يرى أن هذا النوع من السكوت فاتورته غالية، وعواقبه وخيمة لأنه سيفقدك الكثير، فإلى جانب أنك ستظهر أمام نفسك أولاً بموقف الخائف، كذلك ستكون في نظر الآخرين الذين لن يحسبوا لك أدنى حساب ولن يكـــون لوجـــودك أدنى اعتبار. ويتساءل ما الذي يدفع هؤلاء إلى السكوت مهما كان الموقف؟ ويحدثنا أبو بدر من واقع تجربته كيف أنه لا يزال يعاني منذ سنوات جراء صمته، فقد أعجب بإحدى زميلاته في الجامعة وحاول أن يفصح لها عن هذا الإعجاب ويبدي رغبته في الارتباط بها، إلا أنه أخفق في ذلك. ويقول: «ربما الخجل هو من كبلني، والخوف من مواجهتها من حبس كلماتي ومنعني من إعلان حبي وإعجابي بها، وبالفعل لم أستطع وبقي هذا الصمت يعذبني عندما ارتبطت الفتاة. بعدها قررت أن لا أصمت مادام ما أريد قوله لا يندرج تحت مفاهيم العيب، وقررت أن أعبر عن رأيي، وأشارك الآخرين أفكاري». ويشير عبدالحليم العامر إلى أن السكوت يتنحى عن عرشه الذهبي إذا ما كان هناك مشكلة، خاصة بين الأزواج، ويلزم أحدهما أو كلاهما الصمت، فإن ذلك كفيل باتساع الفجوة وتفاقم المشكلة التي قد تحل بالحوار وشرح المواقف من قبلهما لتخطي هذه المشكلة، فلربما كانت مجرد سوء فهم يحل بالنقاش، ووضع النقاط على الحروف. ضعف الشخصية ويعلق الدكتور أحمد فلاح العموش، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، حول هذا الموضوع، قائلاً: «هذا السكوت له مضامين سلبية ومضامين إيجابية أحياناً. والإنسان انسحابي، فمثلاً ينسحب من موقف معين كي لا يحسب عليه ليكون حيادياً، وبالتالي يكسب الطرفين». ويضيف العموش: «أحياناً يلجأ المرء إلى تجنب الإجابة ويهرب من مواجهة الحقيقة فيلجأ للسكوت والصمت، وهؤلاء الأشخاص معرضون للنقد لأنه يجب على الإنسان أن يبين وجهة نظره بغض النظر عن النتائج». ويضيف العموش أن هذا الصمت مرده إلى ضعف في الشخصية التي مردها إلى خطأ وقصور في التنشئة على عدم إبداء الرأي والمشاركة، حيث إن ضمير الطفل وشخصيته تتشكل في أول أربع سنوات من عمره. ويؤكد العموش، أن الإنسان يجب أن يقول رأيه، حتى ولو كان حيادياً، يبرر حياديته ويفسرها ولا يصمت لأنه لا بد وأن يكون له موقف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©