الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السنع» قيم الإمارات الخالدة على مر العصور

«السنع» قيم الإمارات الخالدة على مر العصور
25 مايو 2014 17:13
هناء الحمادي (أبوظبي) ويبقى «السنع» كما يقول المثل «المذهب مذهب والمعاني حروف»، هي جملة من العادات والتقاليد المتعارف عليها، تشمل معرفة القواعد والآداب العامة في التصرف مع الآخرين، ومراعاة شعورهم وتحديد أسلوب التعامل بينهم للارتقاء بالقيم المجتمعية، فمن طريقة إمساك الفنجان لكمية القهوة إلى هز الفنجان، إلى الترحيب بالضيف والإصرار على جلوسه ودعوته إلى الغداء، تتعدد التقاليد والعادات والقيم التي ما زالت تميزنا عن غيرنا. وتقول مريم الشحي، خبيرة في مجال السنع الإماراتي: «يندرج تحت السنع الكثير من الآداب والعادات التي تكرس السلوكيات الطيبة قولاً وفعلاً، كآداب السلام و«المخاشمة» وآداب الحديث، وهي «الذرابة في الرمسة»، واستقبال الضيوف، وآداب الزيارة والحديث، واحترام كبار السن، وحسن التعامل مع الضيوف والقيام بواجبهم، إلى العلاقات الاجتماعية والتراحم والاحترام بين الكبير والصغير، وأهمية وجود لحمة اجتماعية تؤدي إلى ترابط المجتمع وحماية موروثاته الثقافية والاجتماعية في مواجهة أي تيارات تتقاطع مع القيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي». وتؤكد أن تعلم الأبناء السنع من الصغر يأتي من التربية ومن مخالطة «الأحشام»، كما يأتي من أم تحب أن تعلم ابنتها كيف تحترم كبار السن وتستقبلهم وتتعامل معهم، كما يأتي من والد مهتم بتشكيل أخلاق ابنه. وتضيف: «الهدف من تعلم السنع، ترسيخ تلك العادات والتقاليد عبر حياة الطفل اليومية بالتعلم وليس التلقين، لأن السنع يربي الأبناء على أن يكونوا رجال المستقبل مهما واكبوا العصر بكل تقنياته ومتطلباته». صب القهوة ولعادات استقبال الضيف من السنع، أن يدخل الضيف كبير السن أولاً ثم بقية الزوار، ولا بد أن يدخل من الباب الشخص الواقف يميناً، ثم الواقف يساراً، كما لا بد للضيف أن يجلس أولاً قبل أهل المنزل احتراماً وتقديراً لكبر سنه، وبعد ذلك يقدم أحد أبناء المنزل الأصغر سناً القهوة التي تعد من عادات أهل الأمارات للترحيب بالضيف، حيث تقدم القهوة بأقداح « الفناجين» من اليمين إلى اليسار، ومن الأصول أثناء تقديم القهوة عدم ملء الفنجان وإنما صب القهوة إلى أقل من النصف تقريباً، كما أنه من الأصول المتبعة، أن يشرب الضيف 3 فناجين، فالأول «للضيف» باعتباره يحل محل العيش والملح بين المضيف والضيف، و«الكيف» الخاص بالتذوق والمزاج، إضافة إلى «السيف»، الذي يلزم الضيف بالدفاع عن تلك العشيرة كونه بمثابة عهد بينهم، ويدل على القوة والشرف أو أنه جاء لطلب ولن يشرب القهوة إلا بعد أن يجد الموافقة على طلبه. وأضافت: «لصب القهوة طقوس معينة، تبدأ بإمساك «الدله» باليد اليسرى والفناجين باليد اليمنى، كما يجب الوقوف بشكل مستقيم والانحناء عند تقديم الفنجان للضيف، مع ذكر كلمة تدل على العطاء كأن يقال «سم»، أو «تفضل» أو أي لفظ معتاد عليه أو متداول بين الناس من الكلمات المتعارف عليها، ليرد الضيف «تسلم». ثم الاعتدال بعد صب القهوة، والانحناء مرة ثانية عند الفنجان أو تسلمه من الضيف حتى يقوم في المرة الثالثة بهز الفنجان، وهو دليل على الانتهاء من شرب القهوة». وتشير الشحي إلى أن هناك الكثير من الشباب والفتيات لا يعرفون الطريقة الصحيحة في كيفية تقديم القهوة للضيوف، لعدم اهتمام الآباء بتعليم أبنائهم طريقة القهوة، حتى دأبوا على شربها من أيدٍ لا تتقن إعدادها بالطريقة المحببة. وتضيف «لا بد في وقتنا الحاضر من أن يجيد الأبناء أساليب التربية و«السنع» من زمن أجدادنا وآبائنا، باعتبارها تشكل صورة لا بد أن تبقى حية ونبراساً أصيلاً، ولا سبيل لأن تغيب عن واقعنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©