الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا.. مسيرة للدفاع عن النساء

11 مايو 2015 22:24
يفيض عالمنا أحياناً بأعمال وحشية تثير الدهشة. وفي الأغلب، تكون النساء هن أول من تُمارس ضده هذه الوحشية. ففي نيجيريا، خطف متطرفو جماعة «بوكو حرام» مئات الفتيات. وفي العراق، تم أيضاً اختطاف واستعباد وذبح مئات وربما الآلاف من فتيات ونساء الطائفة الإيزيدية. وفي أماكن أخرى، لا تزال النساء المسيحيات والمسلمات، وحتى الملحدات، ومن لهن معتقدات غير ذلك، أهدافاً لجرائم وإهانات لا توصف. وباستثناء حملات متفرقة، لم يفعل العالم سوى القليل جداً لإنقاذهن. والآن في المقابل، تنشط نساء لإنقاذ العالم. وكمثال ترى مجموعة من الناشطين، بقيادة الإيقونة النسائية «جلوريا ستاينم»، أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات وتدابير في محاولة لتغيير الوضع القائم في شبه الجزيرة الكورية. والغرض من ذلك هو إنهاء الحرب الكورية بشكل رسمي من خلال مسيرة سلام تنظمها النساء في المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل الكوريتين. وتعد الدعوة للسلام هدفاً نبيلاً في حد ذاتها. وعلى أي حال، لم يشهد أي شعب انتهاكات لحقوق الإنسان في العقود الأخيرة أكثر من الكوريين الشماليين. وقد أعلن النشطاء عن عزمهم تنظيم مسيرة الشهر القادم من بيونج يانج وعبر المنطقة منزوعة السلاح لتصل إلى سيئول. ومنذ هدنة 1953، قسمت هذه المنطقة منزوعة السلاح بشكل مأساوي أمة عريقة ونبيلة. وعلى رغم اسمها، تأتي هذه المنطقة التي يبلغ طولها 160 ميلاً وعرضها 2,5 ميل، من بين أكثر الحدود المعسكرة على صعيد عالمي. ويقف الجنود الذين تخلو وجوههم من أي تعبير في مواجهة بعضهم بعضاً عبر الحقول المزروعة بالألغام. وعلى الجانب الشمالي من الحواجز المحصنة التي تقع تحت حراسة مشددة، تصطف معظم القوات البرية في كوريا الشمالية التي يبلغ قوامها مليون جندي على أهبة الاستعداد للانتشار وشن هجوم. وإلى الجنوب، تقف قوات تتألف من 620 ألف كوري جنوبي و284500 أميركي على استعداد أيضاً لصد أي غزو. وليس بإمكان النشطاء الاضطلاع بعملية العبور هذه إلا بموافقة بيونج يانج طبعاً. بيد أن الموافقة على القيام بـ«مسيرة سلمية» يتناقض مع ذلك النظام العسكري في المقام الأول. ولم تشهد الأوضاع عبر الحدود البرية والبحرية خلال السنوات الأخيرة سوى الأعمال العدوانية والرصاص. وإذا كانت بيونج يانج مهتمة حقاً بأي بادرة سلام، فمن الملائم أن تبدأ بالإفراج عن المئات من الأسرى الكوريين الجنوبيين، الذين أصبحوا الآن في الثمانينات والتسعينات من العمر، والذين لم يسمح لهم مطلقاً بالعودة إلى ذويهم بعد إبرام الهدنة. ونحن نحث «ستاينم» ومجموعتها على مراجعة التقرير الذي أصدرته لجنة الأمم المتحدة للتحقيق، وقد قرر أن جرائم ضد الإنسانية ترتكب منذ فترة طويلة في في كوريا الشمالية. ومعظم الأشخاص العرضة لهذه السياسات هم من نساء كوريا الشمالية، والعديد منهن يتم قتلهن على يد هذا النظام. وفي معسكرات الحجز التابعة لكوريا الشمالية وغيرها من مرافق الاعتقال، تستشري عمليات تجويع وإذلال واستغلال النساء. إننا بحاجة ماسة إلى الأصوات النسائية التي تعلو اعتراضاً على القتل والتعذيب واستغلال النساء في كوريا الشمالية. وإن «ستاينم» حازت إعجاب الملايين من خلال الدفاع عن حقوق النساء على مدى عقود. ونحن نحثها، وأي شخص آخر يسعى إلى تخفيف وضع الاحتقان والصراع القائم في شبه الجزيرة الكورية ألا ينظم مسيرة إلى المنطقة منزوعة السلاح ولكن بدلًا من ذلك تنظيم احتجاج على حدود الصين مع كوريا الشمالية، التي حاول العديد من الكوريين الشماليين عبورها في محاولة يائسة للفرار من القمع. وقد لا يؤتي ذلك نتائج فورية، ولكنه سيجعل بيونج يانج تدرك أن طلائع المجتمع المدني الدولي تتضامن مع ضحايا سوء المعاملة وليس مع أولئك الذين يمارسون هذه الانتهاكات. أبراهام كوبر وجريج سكارلاتويو * محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©