الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

البطل الأولمبي.. بين طموح التتويج وغياب الإعداد والتخطيط!

البطل الأولمبي.. بين طموح التتويج وغياب الإعداد والتخطيط!
24 سبتمبر 2016 21:51
دبي (الاتحاد) انتهت أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، ولكن الحكاية لم تنته بعد، فلا تزال هناك فصول كثيرة في المشوار الطويل نحو أولمبياد جديدة، هي الأمل الذي نعيش عليه، والبارقة التي نتطلع أن نحقق خلالها نتائج أفضل مما حققناه من قبل في كل الدورات الأولمبية. طوينا صفحة ريو البرازيلية وبدأنا المشوار نحو طوكيو 2020، في الدورة الأولمبية المقبلة التي تحتاج إلى العمل من الآن من أجل الوصول إلى منصات التتويج فيها. «الاتحاد» تفتح ملف البطل الأولمبي قبل 4 سنوات من الدورة المقبلة، وتدق ناقوس الخطر مبكراً، أملاً أن نبدأ الاستعداد من الآن ولا ننتظر إلى الأمتار الأخيرة لنبحث عن إعداد لاعب أو لاعبة، وفي النهاية لا نحقق النتائج المرجوة ونلوم أنفسنا أو نحمل اللاعبين مسؤولية عدم تحقيق نتائج، ونبحث عن ضحية فلا نجد ونلتزم الصمت وعبر الأزمة ونكرر الأخطاء نفسها في كل دورة أولمبية. طرقنا باب القضية من جميع الأطراف سواء اللاعبون أو المدربون والمسؤولون والأندية، ولم نترك طرفاً إلا وفتحنا معه باب الحديث، من أجل الوصول إلى رؤية مستقبلية لرياضتنا على مدار 4 سنوات مقبلة، وتحديد هوية البطل الذي يعيش بين طموح الفوز بالميداليات والبطولات، والعشوائية في التخطيط وضعف البرامج وتأخر الإعداد. نعم.. حققنا ميدالية برونزية عن طريق الجودو هي الثانية في تاريخ الرياضة الإماراتية الأولمبي، بعد ذهبية الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم في أولمبياد أثينا 2004، والفارق الزمني 12 عاماً بين الذهبية والبرونزية، ولكن الرسم البياني يؤكد أننا لسنا في تطور، بل في تراجع مقارنة بين الفوز بميدالية ذهبية من 12 عاماً والفوز ببرونزية. 32 عاماً تمثل تاريخ الرياضة الإماراتية في الألعاب الأولمبية، وعلى مدار 9 دورات أولمبية متتالية، شاركنا فيها جميعاً بـ96 لاعباً ولاعبة، لكن الحصاد لم يكن كافياً ولا يليق باسم الرياضة الإماراتية، فليس من المنطق أن نكتفي بميداليتين فقط. قضية البطل الأولمبي طويلة ومتشعبة في كل اتجاه في مقدمتها الإعداد المستمر سواء هناك مشاركات من عدمه، ولكن الإعداد لا يتوقف داخلياً وخارجياً ومعسكرات مستمرة، وتحديد أبطال طوكيو من الآن كي يتم تفريغهم من الآن دون تردد وحل كل مشاكلهم الفنية والبدنية، وأيضاً الوظيفية، بحيث يتفرغ اللاعب للتدريبات والبطولات. أمراض الرياضة الإماراتية واضحة وضوح العيان، في مقدمتها التفرغ الرياضي الذي تشكو منه كل الاتحادات ولا يتم تطبيقه، والدعم المادي وعدم وجود أي ميزانيات لتنفيذ خطط الإعداد، كما أن العيش في زمن الهواية يضع أكثر من 500 لاعباً يمثلون منتخباتنا في كل الألعاب تحت مقصلة الظروف والعشوائية في العمل والمشاركات والإعداد. القضية مترامية الأطراف ما بين اللجنة الأولمبية الوطنية والهيئة العامة للشباب والرياضية والاتحادات، وهو المثلث الذي يمثل أضلاع القضية، ولهذا فعلى كل الاتحادات أن تبدأ من الآن، وأن يتحرك المسؤولون لوضع خطط قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، ووضع استراتيجية للرياضة تهدف إلى تحقيق الميداليات في طوكيو 2020. المسؤولون في الاتحادات الرياضية كشفوا عن المشاكل واختلفوا في وضع الحلول، أما اللاعبون فقالوا كلمتهم بأنه لا يوجد مشاركات من دون إعداد مسبق والمنافسة الأولمبية تختلف عن كل البطولات. فيما يرى المدربين الذي شاركوا أولمبياد ريو، أن هناك شروطاً مهمة للمنافسة في مقدمتها إعداد اللاعبين لفترات طويلة، وقد يحتاج الأمر أكثر من 4 سنوات وبعضهم أكد أن ما بين الدورتين الأولمبيتين فترة كافية للإعداد من أجل المنافسة والفوز بميداليات، إلا أن الشرط الرئيسي في أن تكون برامج الإعداد متواصلة دون توقف سواء مشاركات في بطولات دولية وقارية أو معسكرات مستمرة ما بين البطولات للوصول إلى الجاهزية، وإن كانت هناك وجهة نظر تتمثل في ضرورة أن نتجاوز المنافسة خليجياً وعربياً وقارياً وعالمياً قبل أن نسير في اتجاه الأولمبياد. لن ننكر أن هناك جهوداً في مجال إعداد المواهب ومشروعات على أرض الواقع، منها مشروع نادي النخبة والأولمبياد المدرسي ودورة حمدان المدرسية، إلا أن هذه المشروعات منفصلة ولا تصب في اتجاه واحد، وتنتهي المواهب إلى طريق مسدود. أما عن تاريخ مشاركتنا في الأولمبياد فقد بدأت في لوس أنجلوس 1984 بعد 4 سنوات من قبول عضويتها في اللجنة الأولمبية الدولية عام 1980، وشاركت بعثتنا وقتها بلعبة واحدة هي ألعاب القوى في المشاركة الأولى قبل أن تشارك في السباحة والدراجات في أولمبياد سيول 1988، والسباحة والدراجات وألعاب القوى في أولمبياد برشلونة 1992، والسباحة والرماية والدراجات وألعاب القوى والبولينج في أولمبياد أتلانتا 1996، والرماية والسباحة وألعاب القوى في أولمبياد سيدني عام 2000. اقتصرت المشاركة في دورة أثينا عام 2004 على 3 ألعاب فقط، في الرماية ومثلنا الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم في الإسكيت، والشيخ أحمد بن محمد بن حشر آل مكتوم في مسابقتي التراب والدبل تراب، والسباحة، عبيد أحمد عبيد 100 متر حرة، وألعاب القوى، محمد علي مراد 800 متر جري. وارتفعت المشاركة في أولمبياد بكين 2008 إلى7 رياضات وهي الرماية، وشارك الشيخ سعيد بن مكتوم والشيخ أحمد بن حشر، والفروسية الشيخة لطيفة آل مكتوم في مسابقة قفز الحواجز، وسمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم، في التايكواندو، وعبيد أحمد عبيد الجسمي في السباحة «100 م حرة»، وفي ألعاب القوى عمر جمعة بلال السالفة 200 متر جري، والشراع عن طريق عادل خالد عبد الغفار محمد، والجودو ومثله سعيد راشد عمر القبيسي في وزن 73 كجم، وسجلت بكين أول مشاركة نسائية للرياضة الإماراتية، وبعدها توالت المشاركة النسائية. واختلفت المشاركة في أولمبياد لندن 2012 خاصة أنها سجلت أكبر مشاركة في تاريخ الرياضة الإماراتية، وضمت 32 رياضياً، في 7 ألعاب، وشارك منتخبنا الأولمبي لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، وشاركنا في ألعاب القوى، الألواح الشراعية، الرماية، السباحة، رفع الأثقال والجودو. وتراجع المشاركة في ريو 2016، بالمشاركة بـ13 لاعباً ولاعبة، في 5 ألعاب، هي الجودو والسباحة وألعاب القوى والدراجات ورفع الأثقال. «النخبة».. على الطريق بـ 4 لاعبين دبي (الاتحاد) تم إطلاق مشروع نادي النخبة الذي يضم 3 فئات رئيسية، بداية من الفروسية والرماية القادرة على تحقيق ميدالية أولمبية، وهناك الفئة الثانية للرياضات القادرة على التأهل للأولمبياد دون دعوة وإعداد أبطال المستقبل فيها، وهي: القوس والسهم والرماية وألعاب القوى، وهناك الفئة الثالثة للرياضات المجتهدة، وهي: الجودو والتايكواندو والشراع ورفع الأثقال، بينما جاء برنامج إعداد الطلاب المتميزين في الأولمبياد المدرسي لدعم هذا المشروع الوطني والعمل وفق خطة متكاملة. ويأتي اختيار الخبراء الـ6 للإشراف على البرنامج، بعد دراسة 18 مرشحاً، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية الدولية والمجلس الأولمبي الآسيوي، اللذين رشحا هؤلاء المتخصصين، واللجنتين الأولمبيتين الألمانية والأوكرانية، وغيرهما، وهناك خطة عمل وطنية متكاملة يتم العمل عليها وفق مدة زمنية تمتد 10 سنوات، ويهدف إلى إنشاء مركز أولمبي قادر على استيعاب الطلاب والرياضيين الصاعدين. وشهدت الأيام الماضية توقيع انضمام 4 من الرياضيين المميزين من أبناء الدولة، الذين أثبتوا جدارتهم في المشاركات والاستحقاقات الأخيرة إلى النسخة الجديدة من نادي النخبة للفترة الأولمبية 2016-2020، بهدف الارتقاء بمستواهم الفني والذهني عبر مجموعة من البرامج والخطط الفنية المختلفة. وانضم إلى نادي النخبة كل من الرماة: الشيخ سعيد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، والشيخ جمعة بن دلموك آل مكتوم، وخالد الكعبي، إضافة إلى الدراج يوسف ميرزا، وذلك نظراً إلى ما قدموه من مستوى متقدم ونتائج طيبة على الأصعدة كافة، وهي البداية لمشروعات المستقبل. 1212 موهوباً في دورة حمدان دبي (الاتحاد) تقوم دورة حمدان بن محمد للألعاب المدرسية، بدور فعال في رسم خريطة الرياضة المدرسية على مدار 7 سنوات منذ انطلاقتها عام 2010 بالنسخة الأولى، حيث أرست قواعد المواهب في الرياضة المدرسية، وهو المشروع الذي يسير في اتجاه الحلم الأولمبي الكبير، مع الاهتمام بالألعاب الأولمبية خاصة الفردية، كما أن الدورة تختص بالمراحل السنية الصغيرة من 8 إلى 12 سنة، وهي الفترة التي يتم فيها اكتشاف المواهب. وتسهل الدورة مهمة الأندية في انتقاء أبطال المستقبل، كما تعتبر إحدى الآليات المهمة في تعزيز الشراكة بين أندية دبي والمؤسسات التربوية، وذلك من خلال اكتشاف المواهب وإتاحة الفرصة أمامها للتألق. وكشفت الإحصاءات الرسمية المسجلة في الدورة عن مشاركة 15147 طالباً وطالبة خلال 7 نسخ، منهم 11843 طالباً و3157 طالبة، قبل أن يتم فصل مسابقات الطالبات في الدورة السادسة، يمثلون 329 مدرسة منها 190 مدرسة حكومية و139 مدرسة خاصة، ووصل عدد الطلاب المواهب الذين تم اكتشافهم وتوزيعهم على الأندية 1212 لاعباً في مدار آخر 5 نسخ. الأولمبياد المدرسي.. نقطة ضوء دبي (الاتحاد) يأتي تدشين مشروع «الأولمبياد المدرسي» ترجمة لرؤية القيادة الحكيمة، وهو ثمرة للتعاون بين اللجنة الأولمبية الوطنية ووزارة التربية والتعليم والهيئة العامة للشباب والرياضة ووزارة الصحة، بهدف تطوير جيل جديد من الرياضيين الأولمبيين، وترسيخ المعارف والمبادئ الأولمبية، بالإضافة إلى نشر الوعي بأهمية النشاط البدني والرياضي للمحافظة على الصحة. كما يركز المشروع على اكتشاف واحتضان المواهب الرياضية وتحسين وتطوير قدراتهم ومؤهلاتهم وإعدادهم للمنافسات الرياضية، والارتقاء بمستواهم نحو الأفضل، مع إكساب الطلبة والكوادر الوطنية المزيد من الخبرات والمعارف الإدارية والثقافية والفنية وتعزيز الهوية الوطنية للارتقاء بمستوى أدائهم في إدارة وتنظيم وترويج الفعاليات والمنافسات الرياضية والثقافية، كما يهدف مشروع «الأولمبياد المدرسي» إلى تطوير وترسيخ المعارف والمبادئ الأولمبية والثقافة الوطنية بما يضمن غرسها في المجتمع المدرسي، إضافة إلى المساهمة في نشر الوعي بأهمية النشاط البدني والرياضي، ودوره في المحافظة على الصحة العامة وبناء مجتمع مدرسي مثالي. ويضم الأولمبياد المدرسي 3 برامج متنوعة، هي البرنامج الرياضي والبرنامج الثقافي والبرنامج الفني والإداري، والتي تهدف في مجملها إلى رفع مهارات الطلبة وإكسابهم المعارف المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©