الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القبيسي: جودة الكتاب المترجم قيمة سامية واستراتيجية مُعلنة

القبيسي: جودة الكتاب المترجم قيمة سامية واستراتيجية مُعلنة
11 مايو 2015 23:42
جهاد هديب (أبوظبي) افتتحت مساء أمس الأول، في موقع معرض أبوظبي الدولي للكتاب في مركز المعارض، فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر أبوظبي للترجمة تحت شعار (الترجمة الروائية: الصعوبات والتحديات)، والمؤتمر يقيمه سنويا بموازاة المعرض، مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، حيث يستمر حتى صبيحة الأربعاء المقبل. وشارك في حفل الافتتاح عدد كبير من المختصين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، وخلال أربعة أيام، سيقوم المشاركون في المؤتمر، بتسليط الضوء على واقع حركة الترجمة الروائية من اللغة العربية وإليها، والصعوبات والتحديات التي تواجهه، واقتراح الحلول المناسبة للمعوقات التي تواجه مترجمي الرواية للنهوض بحركة ترجمتها بشكل عام، كما سيناقش المختصون في ورشات عمل تدريبية متعددة نصوصاً متخصصة باللغة الإنكليزية والإسبانية واليابانية، بهدف استخلاص وغرس مهارات فنية معينة تتعلق بنقل النص إلى اللغة المستهدفة، ويتولى قيادة ورش العمل مجموعة من المدراء، وهم أكاديميون ومتخصصون ومحترفون في مجال الترجمة. استراتيجية شاملة وفي حفل افتتاح هذه الاحتفالية، رحّب الأستاذ جمعة عبدالله القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بصناع الكتاب والترجمة والأدب والفكر والمعرفة من مختلف أنحاء العالم والذين يشكلون عماد هذا المؤتمر. وأكد في كلمته الافتتاحية على المكانة الهامة التي باتت تتبوأها إمارة أبوظبي على الصعيد الثقافي الإقليمي والعربي، وقال «لقد انطلقت من العاصمة أبوظبي العديد من المشاريع الثقافية العالمية تجسيداً لاستراتيجية ثقافية شاملة تطمح إلى تشجيع الشباب من أبنائنا الإماراتيين والعرب للمساهمة في رسم الثقافة العربية جنباً إلى جنب مع الثقافات المعاصرة الأخرى، وغرس مبادئ الفكر العلمي المنهجي وروح الابتكار والإبداع في عقول الناشئة». وأشار إلى أن الغاية الأساسية من المؤتمر هي «تحقيق جودة وأسلوب الكتاب المترجم من الثقافات الأخرى، كهدف أساسي وقيمة سامية واستراتيجية مُعلنة، تساهم في تطوير التبادل الثقافي والتسامح وحوار الحضارات ونشر التنوير»، وأشار إلى أن المؤتمر يأتي في إطار «وعي وإدراك حقيقيين لما تمثله حركة الترجمة من دور في نهضة الشعوب، وتفاعلها مع الآخر، وتوفير نقاط التماس مشتركة وردم الهوة الفاصلة بين الثقافات، ونشر التقارب الحضاري بين الذات والآخر». السياق الثقافي وشهد حفل الافتتاح أيضا، الذي أداره الشاب سعيد القبيسي من الهيئة، إلقاء كلمتين. وكان المتحدث الأول الدكتور أحمد السقّاف، مدير مشروع كلمة، فأوضح في مستهل كلمته أن المؤتمر يأتي انعقاده في «غمرة احتفائنا باليوبيل الفضي لمعرض الكتاب وبالشخصية المحورية التي اختارها المعرض لدورته الخامسة والعشرين: المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وبتكريم الفائزين هذا العام بجائزة الشيخ زايد للكتاب. إن كل هذه الأنشطة تندرج ضمن الجهود التي تبذلها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لدفع مسيرة الثقافة المحلية والعربية نحو تحقيق انجازات ونجاحات جديدة في مجالات التأليف والترجمة والنشر وصناعة الكتاب». وأضاف: «كلنا يدرك تعدد وتشابك التحديات التي تواجهها حركة الترجمة في العالم العربي ومدى الحاجة إلى تكاتف الجهود والعمل الدؤوب من أجل تمهيد السبل نحو دعمها وتطويرها وإبراز دور المترجم العربي وإعلاء مكانته والأخذ بيد طلابنا وطالباتنا الذين اختاروا التخصص في هذا الحقل المهم». وأشار الدكتور السقاف إلى أن «ترجمة النصوص الأدبية بكل أنواعها من رواية وشعر ومسرحية وقصة قصيرة وغيرها هي في الأساس ترجمة ثقافة إلى ثقافة أخرى. ونقل للسياق الثقافي من لغة إلى أخرى يقتضي مراعاة الفروقات القائمة بين النصوص الأدبية من حيث التراكيب اللغوية والذائقة الابداعية واللغة الشعرية وتجنب الافراط في النقل الحرفي والترجمة المحاكية والمتقيدة بالنص الأصلي». وختم الدكتور أحمد السقاف كلمته بالقول: «إن النهوض بحركة الترجمة العربية هو تحدٍ كبير وما تحقق خلال السنوات القليلة الماضية ليس سوى بعض ما نطمح إليه وما زال أمامنا الكثير من العمل الشاق والجهد المتواصل». نهضة فكرية ثم كانت الكلمة الأخيرة للشاعر علي الشعالي، مقرر اللجنة الاستشارية للمؤتمر، فأوضح أنه «بفضل جدية مشروع «كلمة» وحرص القائمين عليه على بناء قدرات المترجمين العرب وإدراكهم لأهمية نقل المعرفة من وإلى العربية، وبفضل الانفتاح والتجاوب الذي نلاقيه من القيادات العليا في الهيئة انتقل المؤتمر بعد ذلك إلى إضافة أبعادٍ أخرى فازداد عمقا ونفعا بل وإمتاعا، ونسرد منها مثالاً لا حصرا فتحَ الباب للأوراق العلمية والعروض والمحاضرات، وإضافة فقرات موسيقية مبتكرة، وزيادة اللغات مواكبةً للتطورات والحاجة، كل ذلك جاء بغرض الارتقاء بالحدث لما تصبو إليه إدارة مشروع «كلمة». وأضاف: «لقد «عملنا جميعا على توسيع رقعة المستفيدين لتغطية مساحات ديموغرافية وجغرافية وبحثية أكبر لضمان عموم الفائدة واستيعاب القدر الأكبر من الشباب العرب بهدف الإسهام في نهضة فكرية تنويرية ولو ببذرها لسنوات المستقبل القريب، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق مع الجامعات المحلية لاستقطاب أكاديميين يسيّرون وييسّرون الورش المكثفة، كما تم خلق انسجام مع اللغات المطروحة في جائزة زايد للكتاب، ثم أكدنا على أهمية استضافة الفائزين في فرع الترجمة بالجائزة للتحدث عن منجزهم المعرفي وتجاربهم في حقل الترجمة».وقال الشاعر الشعالي أيضا: أما «على الصعيد الإداري فقد تم ربط جدول المؤتمر وتنسيقه مع معرض أبوظبي للكتاب ومجرياته، وتم أيضا تحصيل تغطيات إعلامية داخل وخارج المعرض تنصف هذه الجهود العظيمة التي تقودها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في سبيل إعلاء شعلة المعرفة وترسيخ دور الدولة في هذه المضامير على النطاق الإقليمي بل والعالمي، وإنه لمن المشهود أن الإمارات الآن أصبحت تقدم نموذجاً مشرّفا في السعي نحو غد أكثر ازدهارا ومستقبل أكثر إشراقا يحاصر الظلامية والرجعية في زوايا حرجة».وختم الشاعر علي الشعالي كلمته متوجها بالشكر للمشاركين في «مؤتمر اليوم الذي يسعى في الأساس إلى الارتقاء بجودة الترجمة للنهوض بالتبادل الثقافي والحوار بين الحضارات». ورش وجلسات وتُعقد خلال المؤتمر أربع ورش عمل تدريبية متوازية حول الترجمة الروائية من اللغات الإنجليزية والإسبانية واليابانية إلى اللغة العربية، ومن الإنكليزية إلى العربية، ويتولى قيادة ورشات العمل مجموعة من المترجمين ذوي الخبرة والكفاءة والأكاديميين المتخصصين في المجال، ويشرف على ورشة الترجمة من اليابانية د. المؤمن عبدالله أستاذ اللغة اليابانية وعلومها بجامعة طوكاي في اليابان، وورشة الترجمة من الإسبانية تشرف عليها د. زينب بنياية الحاصلة على الدكتوراه من جامعة غرناطة بإسبانيا وتعمل كمترجمة معتمدة لدى وزارة العدل الإسبانية، و د. محمد عصفور يشرف على ورشة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية وهو حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة إنديانا (بلومنغتن) بالولايات المتحدة ويعمل في جامعة فيلادلفيا في الأردن، فيما يُشرف د. صديق جوهر رئيس قسم الأدب الإنجليزي بجامعة الإمارات على ورشة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية. ويشارك في الورش مجموعة من الطالبات والطلبة المتدربين من الجامعات الوطنية والأجنبية يتدربون خلالها على ترجمة نصوص متخصصة من الإنجليزية واليابانية والإسبانية، إضافة إلى جلسات عامة تناقش قضايا نظرية تتعلق بالترجمة وإشكالاتها مع التركيز على النصوص الروائية باعتبارها فناً أدبياً خصباً يتسع لطرح قضايا متباينة. وبعد كلمات الافتتاح الرسمية، قدّم مدراء الورش شرحاً عن طريقة إدارتهم للورش والأساليب التي سيتبعونها للوصول إلى أفضل النتائج. وفي إثر ذلك جرى عرض فيلم وثائقي مدته خمس دقائق، هو اقتطاعه من حوار مطول مع الدكتور علي بن تميم، كشف خلاله النقاب عن أن مشروع كلمة قد أنجز خلال الشهور الأربعة الماضية اتفاقيات على شراء حقوق نشر مائة كتاب جديد من مختلف لغات العالم، وكذلك الاتفاق على ترجمة مائة شاعر فرنسي إلى العربية. تلى ذلك فقرة موسيقية قدّمها ثلاثة عازفين: شيرين التهامي (عود) وبسام عبد الستار (عود) وطلال العماري (طبل). حيث قدموا عددا من المقطوعات الشرقية التي تميزت بسرعة إيقاعها و»دفء» الجملة الموسيقية السماعية والانسجام العالي بين الآلات في إحداثها ذلك الدفق الموسيقي الذي يدفع إلى الترقيص والتمايل بالجسد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©