قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيدعم القوة الروسية على الساحة الدولية وذلك في كلمة وطنية ألقاها أمس في الساحة الحمراء بموسكو وإلى جواره جنرالات من الجيش مجد فيها انتصار السوفييت على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وقال بوتين في كلمة مقتضبة “قبل 67 عاما، هزمت النازية التي كانت قوة رهيبة ومدمرة”. وأضاف “لا يحق لنا ان ننسى كيف ولدت تلك القوة، وكيف اشتد عودها وكيف أصبحت متعجرفة تحت نظر العالم أجمع وكيف كانت تنوي إبادة شعوب عن بكرة أبيها وأن تتحكم في مصائر دول وقارات”.
وبعد يومين من أدائه اليمين الدستورية لتولي فترة مدتها ست سنوات وهي مسألة تسببت في احتجاجات ضد عودته للكرملين استغل بوتين خطابه أمام الجنود والمحاربين القدامى في العرض العسكري السنوي في الساحة الحمراء لتجديد الدعوة للوحدة الوطنية.
ويواجه بوتين معركة لإعادة تأكيد مكانته بعد أكبر احتجاجات ضده منذ توليه السلطة عام 2000 واحتجاز مئات المحتجين هذا الأسبوع لإسكات المعارضة. وقال بوتين على منصة بينما أحاط به قادة عسكريون “تتبع روسيا دائماً سياسة تقوم على تقوية الأمن العالمي ولدينا حق معنوي عظيم في التمسك بمواقفنا بكل إصرار لأن بلادنا عانت من ضربة النازية”.
وخلال العرض العسكري لم يشر إلى أي عدو غير أنه استحضر النصر على ألمانيا النازية عام 1945 بتكلفة بشرية هائلة شملت ملايين الضحايا السوفييت. وكثيرا ما لجأ بوتين (59 عاما) إلى تصريحات قوية بشأن السياسة الخارجية لحشد التأييد في الداخل ولجأ إلى خطاب مناهض للولايات المتحدة خلال الفترة التي سبقت انتخابات الرئاسة في الرابع من مارس.
وشارك آلاف الجنود ودبابات وشاحنات تنقل صواريخ استراتيجية في العرض العسكري في الساحة الحمراء. ويحتفل الاتحاد السوفيياتي السابق بانتهاء الحرب العالمية الثانية في 9 مايو، لأن وثيقة الاستسلام وقعت في وقت متأخر من مساء 8 مايو في برلين، أي 9 مايو بتوقيت موسكو.
ففي تمام الساعة 10,00 (06,00 ت ج) حسب ساعة الكرملين، صعد فلاديمير بوتين وديمتري مدفيديف الذي عين الثلاثاء رئيساً للوزراء المنصة الرسمية في الساحة الحمراء حيث جلس عدد كبير من المقاتلين القدامى والمدعوين ومنهم الرئيس السوفيياتي السابق ميخائيل جورباتشيف.
وبدأ الاحتفال باستعراض للقوات قام به وزير الدفاع اناتولي سرديوكوف الذي حيا آلاف الجنود والضباط الذين احتشدوا في الساحة الحمراء. وسار حوالى 14 ألف جندي على وقع الموسيقى العسكرية، تلتهم المدرعات والمدفعية الثقيلة، في عرض جديد للقوة يليق بالاتحاد السوفيياتي.
وشاركت في العرض ست عشرة منصة متحركة لاطلاق صواريخ ارض-جو المتطورة اس-400 ودبابات تي-90 وناقلات جند مدرعة ب.ت.ار-80، وصواريخ اسكندر التي هددت روسيا بتركيزها في كالينينجراد، القريبة من الاتحاد الأوروبي إذا ما استمرت الولايات المتحدة والحلف الأطلسي في وضع موسكو أمام “الأمر الواقع” من خلال تركيز درعهما الصاروخية المضادة للصواريخ في أوروبا.
وفي أعقاب أمطار غزيرة في الصباح قبل العرض العسكري، أكدت القوات المسلحة الروسية أن أربع طائرات رشت مواد كيميائية لتبديد الغيوم وتجنب هطول أمطار أثناء الاستعراض.
واختتم هذا العرض الكبير بتحليق فوق الساحة الحمراء نفذته خمس مروحيات لنقل الجنود ربط بها العلم الروسي المثلث الألوان وعلم الجيش الروسي. وقبل انتخابه للرئاسة الروسية في الرابع من مارس، وعد فلاديمير بوتين الذي كان رئيسا للوزراء بإجراء إعادة تسليح “غير مسبوقة” لروسيا في مواجهة الولايات المتحدة وتخصيص 23 مليار روبل (590 مليار يورو) لهذه الغاية في العقد المقبل.
عدد اليوم
