الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أكراد العراق يأملون في توقف القصف التركي

أكراد العراق يأملون في توقف القصف التركي
11 مايو 2013 00:13
العمادية (أ ف ب) - يراقب سكان القرى العراقية الكردية المحاذية لتركيا بحذر انسحاب مسلحي «حزب العمال الكردستاني» الانفصالي المحظور الناشط في مناطق الأقلية الكردية جنوب شرقي تركيا، إلى إقليم كردستان شمالي العراق تنفيذاً لأمر زعيمه عبدالله أوجلان المسجون في جزيرة إمرالي قُرب إسطنبول، من أجل استئناف محادثات السلام بين الحزب والحكومة التركية، آملين في الوقت ذاته أن يتوقف قصف المدافع والطائرات الحربية التركية على مواقع الحزب في الإقليم. وقال محمد سعيد (47 عاماً)، من سكان العمادية على بعد 410 كيلومترات شمال بغداد لوكالة «فرانس برس»، أمام منزله في المدينة المطلة على مناطق ينتشر فيها مسلحو الحزب، «نتمنى ألا نسمع مرة أخرى أصوات المدافع والطائرات تدك جبالنا ولكننا نخشى أن يندلع القتال مجدداً». وأضاف «الشيء الأهم هو أين وكيف سيتم إيواء هذا العدد الكبير (من المقاتلين)؟ هذا قد يعني خسارة جديدة لنا ويؤثر على أحوالنا». وفي خطوة تاريخية نحو إنهاء نزاع مستمر منذ 30 عاما قتل خلاله أكثر من 45 ألف شخص، بدأ متمردو «حزب العمال الكردستاني» يوم الأربعاء الماضي انسحابهم من تركيا إلى الشمال في إطار مبادرة السلام التي أعلنها أوجلان نهاية شهر مارس الماضي. ويقدر عدد أولئك بنحو ألفي مسلح يضاف إليهم 2500 مسلح في القواعد الخلفية على جبال شمال العراق. ومع مغادرة القوات العراقية في عهد رئيس النظام العراقي السابق الراحل صدام حسين إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي عام 1991، اعتقد سكان القرى الحدودية أن مناطقهم لم تعد محرمة عليهم بعد ذلك. إلا أن الأمور سارت على عكس ما كانوا يتمنون. فبعد فترة قصيرة، وجدت قوات الحزب ملاذات آمنة في مناطق جبلية محيطة بقراهم واستقرت فيها قبل أن تخوض معارك مع إدارة الإقليم والجيش التركي بين عامي 1994 و1996. وأبرم «حزب العمال الكردستاني» بعد ذلك هدنة مع ميليشيا أكراد العراق «البيشمركة» وبقي في حالة حرب متواصلة مع تركيا. وكلما يحل الصيف على القرى الحدودية، حيث موسم قطف الثمار والزراعة، يبدأ القتال بين الجانبين والقصف المدفعي والجوي التركي، ما كان يؤدي دائما إلى حرق البساتين والمراعي الطبيعية في المنطقة. ومازال محمد سعيد يتذكر اللحظات الأولى للقتال على الحدود. وقال «تركنا مساحات واسعة من أراضينا، لا تزال مهجورة بسبب ذلك القتال، واليوم أنا خائف من أن يتكرر الأمر إذا طال بقاؤهم في المنطقة». وأضاف «أتمنى أن يصلوا إلى حلول دائمة مع الحكومة التركية ولكن لا أعتقد أن حل مشكلتهم سيكون قريباً». ويعتمد سكان القرى الحدودية بشكل كلي على الزراعة في الجبال العالية، حيث تروي عيون المياه الطبيعية الكثيرة المتفجرة منها البساتين. ويتمتع الإقليم أيضاً بالعديد من المناطق السياحية الجميلة عند الحدود مع تركيا وإيران، إلى جانب المساحات الشاسعة من الأراضي الخصبة التي لم تستغل حتى الآن بالشكل المطلوب بسبب العمليات العسكرية. ويقول كاروان أحمد (37 سنة) وهو يتجول في مصيف سولاف السياحي في العمادية «كل ما نريده هو أن تستقر الأوضاع وألا نرى أراضينا تحترق». ويضيف «أعتقد أن الأفضل هو الوصول إلى حلول دائمة مع تركيا للقضية الكردية هناك، ونتمنى أن يحصل الأكراد في تركيا على حقوقهم لكي تهدأ الأوضاع بشكل دائم ويعود هؤلاء المسلحون إلى أهاليهم». ومارست حكومة إقليم كردستان شمالي العراق دورا كبيرا في تسريع عملية السلام بين حزب العمال الكردستاني وتركيا لضمان نجاحها بالشكل المطلوب، من خلال مفاوضات جرت في الإقليم أو في تركيا. ونظمت زيارات للأحزاب الكردية التركية المعارضة إلى جبال قنديل، بهدف إيصال رسائل أوجلان إلى القيادة العسكرية والسياسية للحزب المتمركزة هناك. في مقابل ذلك، رفضت الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد التي غالباً ما تحتج عبر القنوات الدبلوماسية على القصف التركي لأراضي الإقليم، انتقال مزيد من مقاتلي الحزب إلى العراق. وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان نشره موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت أمس الأول، «انطلاقاً من مبدأ السيادة والحفاظ على أمن المجتمع العراقي واستقراره، واستناداً إلى مبادئ القانون الدولي ودستور العراق، واحتراماً لمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأُخرى، فإن الحكومة العراقية لاتقبل دخول مجموعات مسلحة إلى أراضيها». وأضافت «هذا الأمر يمكن أن يستغل للمساس بأمن واستقرار العراق أو أمن واستقرار ومصالح دول الجوار». وقال مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب العمال الكردستاني» أحمد دنيس لوكالة “فرانس برس” رداً على ذلك، «أجرينا في السابق لقاءات مع الحكومتين المركزية والإقليمية ونريد أن نقول للحكومتين العراقية والكردية إن هذه العملية ليست ضدهما، ونطالبهما بأداء دور أكبر من الحالي ودعم العملية لأن في حل القضية الكردية استقرارا للمنطقة ونحن لن نعادي أحداً في المنطقة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©