الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانتخابات الباكستانية اليوم رغم التهديدات

الانتخابات الباكستانية اليوم رغم التهديدات
11 مايو 2013 00:14
إسلام آباد (وكالات) - يتوجه ملايين الباكستانيين اليوم إلى صناديق الاقتراع في انتخابات عامة تاريخية، وسط أجواء من التوتر والمخاوف الأمنية، وتهديدات حركة طالبان التي تعتبر الانتخابات منافية للإسلام. ونصحت هذه الحركة في رسالة وزعتها أمس الباكستانيين «بتجنب» التوجه إلى مراكز الاقتراع إذا كانوا يريدون «البقاء على قيد الحياة». وقال الناطق باسم طالبان إحسان الله إحسان في هذه الرسالة إن «الديمقراطية نظام غير إسلامي .. لذلك أطلب من السكان تجنب مراكز الاقتراع إذا أرادوا عدم المجازفة بفقدان حياتهم». وستبدأ اللجنة الانتخابية الباكستانية إعلان النتائج الأولية مساء اليوم السبت. ويراهن معظم المراقبين على فوز الرابطة الإسلامية التي يتزعمها نواز شريف الذي تسلم رئاسة الوزراء مرتين. في المقابل، ثمة تكهنات كثيرة حول النتيجة التي قد تحصل عليها حركة الإنصاف الباكستانية بزعامة عمران خان. ودعي أكثر من 86 مليون باكستاني إلى الاقتراع اليوم السبت لانتخابات تشريعية وطنية ومحلية حاسمة لتعزيز الديموقراطية في هذا البلد الذي شهد ثلاث حكومات مدنية فقط، أطاح بها عسكريون منذ إنشائه في 1947. وانتهت أمس الخميس الحملة الانتخابية للاقتراع. وشهد اليوم الأخير من الحملة خطف نجل يوسف رضا جيلاني رئيس الوزراء السابق بين 2008 - 2012، وأيضاً تهديدات جديدة لحركة طالبان التي أعلنت أنها ستنفذ هجمات ضد الناخبين. وقتل أربعة أشخاص على الأقل وأُصيب نحو 15 آخرين بجروح أمس في تفجير استهدف سوقاً تجارياً في المنطقة القبلية في باكستان، عشية الانتخابات العامة، كما أفادت مصادر أمنية. وانفجرت القنبلة في سوق في مدينة ميرانشاه في ولاية وزيرستان الشمالية القريبة من أفغانستان التي تعتبر معقلاً لمتمردي طالبان وغيرهم من المجموعات المرتبطة بالقاعدة، وفق المصادر نفسها. وكانت القنبلة موضوعة على دراجة نارية في السوق بالقرب من مكاتب مرشحين للانتخابات الأولى التي تنظم في باكستان بعد إكمال حكومة مدنية ولاية كاملة من خمس سنوات. وقتل 117 شخصاً على الأقل في هجمات استهدفت المرشحين، وارتكب معظمها حركة طالبان. وقال أحد قادة الحركة، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن قائد الحركة حكيم الله مسعود أمر بتنفيذ هجمات انتحارية اليوم السبت. وتزايدت شعبية حزب نجم الكريكيت السابق عمران خان قبل يوم من الانتخابات، وهو ما زاد من احتمالات انتخاب برلمان متشرذم وأسابيع من المداولات لتشكيل حكومة ائتلافية. وفشل الأحزاب الأخرى في تقدم السباق بفارق كبير، يثير احتمالات مجيء حكومة ضعيفة، ما يقضي على مناخ التفاؤل بأول انتقال بين حكومة مدنية وأُخرى في دولة حكمها الجيش لأكثر من نصف سنوات استقلالها. ومن المتوقع أن يفوز حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف بغالبية المقاعد، ليعود مجدداً إلى السلطة بعد 14 عاماً من إسقاط حكومته في انقلاب عسكري وسجنه ونفيه في وقت لاحق. لكن عامل الحسم يمكن أن يصبح في يدي حزب خان إذا لم تتمخض الانتخابات عن فائز واضح. وفي مؤشر على تنامي شعبية خان، حضر 35 ألفاً الحشد الانتخابي الذي نظمه حزبه في إسلام آباد أمس الأول، وإن كان نجم الكريكيت السابق لم يحضر. فخان (60 عاماً)، يرقد في المستشفى مصاباً بعد أن سقط الأسبوع الماضي من مصعد خلال تجمع انتخابي في وقت سابق من الأسبوع، وهو ما أكسبه تعاطف الناخبين. وقالت شاميلا تشودري وهي من كبار المحررين في مجموعة يور آسيا «بينما كان خان يعاني نقص التنظيم الحزبي والغياب الشخصي على مستوى الأقاليم، تمكن من تخطي هذه التحديات بإقامة شبكة من المتطوعين، نظموا بهمة حملات وتجمعات حاشدة خلال الأسابيع القليلة الماضية». وظهر خان وهو أكثر الرياضيين شهرة في باكستان، وعاش حياة متحررة في شبابه، منافساً قوياً لسياسيين من أسر عريقة لها تاريخ في المسرح السياسي الباكستاني، اعتمدوا كثيراً على نظام يقوم على المحسوبيات واتهموا بالفساد. واستمرت أعمال العنف ذات الصلة بالانتخابات حتى عشية الانتخابات، وسقط خلالها أكثر من 110 قتلى. وقتل خمسة أشخاص في هجمات بالقنابل على مكاتب حزبية أمس. أما بقية الهجمات، فحدثت في مدينة بيشاور الشمالية الغربية. ويقول الباكستانيون إنهم سيدلون بأصواتهم في الانتخابات رغم إراقة الدماء. وقال الطالب وقاص علي «سأعطي صوتي لعمران خان لأنه يرمز للتغيير. جربنا الزعماء الآخرين مرات عدة، لكنهم بلا جدوى. سأذهب إلى مركز الاقتراع رغم تهديدات إرهابية خطيرة»، ويختار الناخبون 272 مرشحاً لعضوية الجمعية الوطنية، وحتى يحقق الحزب أغلبية بسيطة، عليه أن يشغل 137 مقعداً. ويأمل مسيحيو باكستان الفقراء ضحايا التمييز في شيء واحد من الانتخابات، وهو ضمان حماية أفضل لهم في مواجهة صعود التشدد، ولا يتردد بعضهم في المشاركة مرشحين على لوائح الأحزاب الإسلامية. وتضم باكستان الدولة الآسيوية الكبيرة 180 مليون نسمة، بينهم ثلاثة أو أربعة ملايين مسيحي، معظمهم من الطبقات الفقيرة. ومن أصل 342 مقعداً في الجمعية الوطنية، هناك عشرة مقاعد فقط مخصصة للأقليات، لكن حسب الاقتراع النسبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©