الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

2000 دولار ثمن أشهر جينز يصنع يدوياً في اليابان

2000 دولار ثمن أشهر جينز يصنع يدوياً في اليابان
19 يونيو 2018 13:25
يعتبر كارتر دي?ريز نفسه خبيراً في كل ما يتعلق بالجينز. ويبلغ دي?ريز من العمر واحداً وخمسين عاماً، وهو يعمل في مجال المبيعات والتسويق في مدينة لويس?يل بولاية كنتاكي الأميركية. لكنه وهو الذي يخصص كثيراً من وقته لتحليل المعروض من الجينز على إنستغرام، ليس معنياً بالماركات الأميركية؛ فما يثير اهتمامه حقاً ماركة يابانية اسمها موموتارو يصل سعر السروال الجينز منها إلى 2000 دولار. تشتهر سراويل موموتارو بأنها تنتمي للفئة العالية من منتجات الجينز ويتطلب صنعها جهوداً هائلة وتفاصيل فردية دقيقة. ويعد قماش الدنيم الياباني أخشن من نظيره الأميركي، وهو ينسج على النول الياباني التقليدي وباستخدام أساليب عتيقة لصباغة النسيج، كما تمتاز ثنياته بوضوحها، مقارنة بثنية السروال من الدنيم الأميركي. وللعين التي تفتقر الخبرة، قد يبدو سروال جينز من موموتارو أو كابيتال أو ويرهاوس مطابقاً لنظيره ذي الخمسة والعشرين دولاراً من متجر تارغت. لكن عشاق الجينز سيلاحظون تفاصيل كالمسامير الخفية المخيطة يدوياً داخل القماش أو الخيوط غير المتطابقة. وقد بات الدنيم الياباني مطلوباً في الولايات المتحدة من قبل عشاق الجينز، حيث تباع سراويل باهظة الثمن في متاجر راقية كبارنيز نيويورك ونيمان ماركوس. لكن حتى المتاجر من قبيل غاپ تعلن حالياً أنها تستعين بأساليب الغزل اليابانية في تشكيلتها من الجينز. كما تباع في متجر يوني كلو الياباني نسخة المتجر الخاصة من الجينز و«المصممة باستخدام نول كلاسيكي» كما يقول يوني كلو، ولا يتعدى ثمنها المئة دولار. ويقول كيا بابزاني والذي يمتلك سلسلة متاجر متخصصة في بيع الجينز في أميركا الشمالية اسمها سيلف إيدج: «إذا أراد أحدهم أفضل قماش دنيم فسيقوده البحث إلى الدنيم الياباني». وبلغ الإقبال على الدنيم الياباني في سيلف إيدج حداً جعل الملاك يقررون فتح متجر سادس. ويصل سعر سروال من الجينز مخيط يدوياً من ماركة موموتارو إلى 300 دولار، لكن السعر يرتفع لـ 2000 دولار إذا كان القماش قد نسج على النول التقليدي الذي يعمل باليد والذي لا ينتج سوى ياردة واحدة من القماش يومياً. كما تباع منتجات موموتارو في متاجر موموتارو ذاتها في اليابان وفي بوتيكات صغيرة في نيويورك وشيكاغو وسياتل ولوس أنجلوس. وفي هذا يكون الجينز قد سلك مساراً مطابقاً لما سلكته منتجات أجنبية أخرى في اليابان، من بيتزا النيوبوليتان إلى ملابس الآي?ي ليغ، حيث يبدأ المنتجون اليابانيون في تقليد المنتج الأجنبي ثم يحولونه لمنتج آخر فريد ياباني الطابع. حرفية عالية وكانت ماركات الجينز اليابانية في الستينيات والسبعينيات مثل بيغ جون وبيتي سميث تعيد إنتاج الجينز الأميركي. أما الآن فينطوي الأمر على حرفية عالية كتلك التي يتطلبها تصميم قطعة فنية من الفخار الياباني، وبسعر يوازي هكذا منتوج فني. ويقول تاتسوشي تابوشي مدير عام موموتارو جينز: «هل هدفنا هو تحسين الجينز الأميركي؟ كثيرون يعتقدون ذلك، لكننا لا نفكر في صنع أي شيء أميركي». ويتجمع كثير من شركات إنتاج الدنيم في مدينة كوراشيكي في غرب اليابان، حيث يعتبر حي كوجيما معقلاً تاريخياً لصناعة الأقمشة القطنية. وكان كوجيما لفترة طويلة مركزاً مزدهراً لصناعة النسيج. واستخدمت هذه المنطقة المنخفضة من الأراضي المستصلحة في البداية لزراعة القطن. ومن 1603 إلى 1868 أصبحت مركزاً لإنتاج هيمو سانادا، وهي حبال قماشية تستخدم للف مقابض السيوف. ومن 1868 إلى 1912 كانت كوجيما مركزاً لصناعة جوارب تابي اليابانية الشهيرة. وبعد الحرب العالمية الثانية كانت تعج بالحركة لتلبية الطلبات على الألبسة المدرسية. وفي أوائل ستينيات القرن العشرين، بدأ إنتاج الجينز في اليابان في منطقة كوجيما عندما أطلقت شركة مارو للملبوسات (والتي تسمى الآن بيغ جون) منتجاتها. وباستخدام تقنية الحياكة الآلية التي استخدمت لإنتاج قماش سميك من الكتان، بالإضافة إلى تقنيات الحياكة التي أدخلت بعد الحرب لإنتاج الألبسة المدرسية، حولت كوجيما نفسها بسرعة إلى مركز محلي لإنتاج القماش القطني. واستحوذت مصانع كوجيما التي تتمتع بمستوى عالٍ من براعة التقنية على الثناء وتدفق مستمر من طلبات الشراء تقّدمت بها ماركات ملابس في اليابان وخارجها، وممن يعرفون أن بإمكانهم الاعتماد على نوعية القماش القطني الياباني. وفي العقود الأخيرة بعد أن أُغرقت الأسواق بجينزات ذات أسعارٍ منخفضة، ثم تحول الاهتمام في كوجيما إلى الحرفية اللازمة لإنتاج جينزات بقيمة عالية مضافة. كما أنشأت بعض الشركات ماركات تجارية أخرى. وفي الوقت الحاضر يوجد هناك أكثر من 30 شركة لإنتاج الجينز الجاهز في المنطقة، وأكثر من 200 شركة ذات صلة بصناعة الجينز، وهي تشكل معاً حوالي 40% من إجمالي الإنتاج المحلي لهذا القطاع. وقد حول هذا التجمع الكبير للمنتجين كوجيما إلى منطقة جذب لصناع الملبوسات وهواة الجينز من جميع أنحاء اليابان ومن العالم بأسره. لكن التسويق أمر لا ينتمي حتماً للحقبة السالفة، بل يعتمد وبقوة على وسائط حديثة كإنستغرام. فكل دار يابانية صممت شعاراً يليق بهذه الوسائط البصرية، كابيتال مثلاً شعاره مستوحى من شكل الوشم. ويقول دي?ريز من كنتاكي إن الصور التي طالعها على إنستغرام أثارت فضوله. «كنت أعرف عن وجود الدنيم الياباني لكن إنستغرام أفادني كثيراً في التعرف على الماركات وتفاصيل التصاميم والأشكال». ويمتلك دي?ريز أكثر من سروال جينز ياباني أغلاها ثمناً كلفه 350 دولاراً. التفاعل مع المشتري ويولي المصممون في موموتارو اهتماماً خاصاً بالطريقة التي يخبو بها اللون من الجينز. ولا تنتهج الشركة أسلوب سحب اللون من الجينز قبل بيعه، لكنها تقول إنها تصمم تركيز اللون، بحيث يخبو بمرور الوقت بالشكل الذي يعكس نمط حياة صاحب الجينز. ويقول تابوتشي: «نحن نوصي بأن ترتدي السروال نفسه كل يوم». وهو يفعل هذا بنفسه، فهو يرتدي ذات الجينز يومياً على مدار الأشهر الستة الماضية. ويهتم عشاق الجينز كثيراً بأن تنشأ في السروال خطوط الثنايا واختفاء اللون على النحو المثالي من منظورهم. وهو ما يجعلهم يؤجلون غسله لشهور. وتوصي شركة موموتارو بالانتظار ثلاثة إلى ستة أشهر قبل غسل الجينز حسب نوعه، إذ إن التعجيل بغسيله قد يمحو الصبغة قبل أن يمحوها الاستخدام اليومي في أماكن الاحتكاك الطبيعي. ويقول مايك فالكنر وهو أميركي يعيش في اليابان منذ خمس سنوات، ويهوى شراء الجينز الياباني إن كثيراً من سراويله لم يلمسها الماء قط. «كل سروال جينز بمثابة لوحة مرسومة.» ويقول إنه عادة لا يغسل الجينز حتى «تبدأ زوجتي في الشكوى من الأمر». وتعد المسامير الخفية من السمات المميزة الأخرى لموموتارو. وتلك هي المسامير المعدنية التي تربط القماش ببعضه بعضاً والمرئية بسهولة في سروال لي?ايز مثلاً. لكن حرفيي موموتارو يخفون تلك المسامير يدوياً داخل القماش وهو ما يجعل الجيوب تدوم أطول في نظرهم. ومن التفاصيل المهمة الأخرى لون الخيط المستخدم في أسفل الساق وهو اللون الوردي معنى كلمة مومو بالإنجليزية. ومومو أيضاً تعني ثمرة الخوخ. وقد لفت هذا الخيط نظر ريتشارد لين مالك متجر ويذرد فيغ الإلكتروني لبيع الجينز ومقره نورث فيرجينيا. ويثمّن لين الاهتمام بالتفاصيل في الجينز الياباني. ويقول: «ثمة أشياء لا يلتفت إليها أغلب الناس ولا يعلمون عنها شيئاً، لكن هذا ما يميز الجينز الياباني عن غيره». ويقول إيجي ميتوكا، وهو مصمم ياباني يبلغ من العمر سبعين عاماً، إنه يرتدي الجينز الياباني منذ عقود، فهو يعتبر الجبنز أقل صرامة من البدلة وأكثر مرونة من حيث ملائمة العمل وعشاء ما بعد العمل أيضاً. ويضيف أن الجينز المنتج في منطقة كوجيما والمناطق المجاورة يقتضي عملاً مكثفاً، بحيث لا يكون سروالان من الجينز متطابقين أبداً. ويردف: «استخدام وسائل قديمة لصناعة شيء حديث لا يشبه الملابس الجاهزة بالنسبة لي هو الرفاهية بعينها». على ماذا تحصل مقابل 2000 دولار ؟ جينز موموتارو يصل ثمنه إلى 2000 دولار في السراويل التي يصنع فيها القماش على نول يشغّل باليد لا ينتج أكثر من ياردة واحدة من القماش في اليوم. الصباغة: يصبغ باليد باستخدام صبغة إنديغو طبيعية على النسيج. وتستغرق عملية الصباغة ثلاثة أيام كاملة لضبط اللون تماماً. القماش: يتم نسج القماش والمصنوع من قطن من زيمبابوي على نول خشبي يعمل باليد، ما ينتج عنه قماش ناعم أملس. شغل الإبرة يتم باليد، وسروال الجينز قد يستغرق صنعه من البداية وحتى النهاية ثلاثة أشهر. بالإمكان اختيار أدق تفاصيله حتى لون جلد الغزال في الخلف. وبالإمكان اختيار مواصفاته الأخرى كالمعدن الذي تصنع منه المسامير (فضة أو نحاس). وبالإمكان الطلب أن يبطن السروال من الخلف بالحرير. المقاس: يصنع كل سروال حسب مقاسات المستهلك، وهناك خبراء يساعدونك على تخيل شكل السروال الذي تفضله بعد مضي فترة من الزمن على ارتدائه. * الكاتب: سورياتابا بهاتاشاريا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©