الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التربية السليمة في المجتمع السليم

18 يونيو 2018 21:26
يحتاج الإنسان للعديد من العناصر التي تعتبر رئيسيّة ومهمّة في تحسين ظروف حياته، والارتقاء بها، ونهضة مجتمعه، ومن أبرز هذه العناصر عنصر التربية، والتي تعني إكساب الفرد أنماط التفكير الإيجابيّة كافّة، والمرجعيّات الحسنة المتوارثة، سواء الدينيّة أو الاجتماعيّة، والتي يتعين عليه استعمالها من أجل التصرّف في المواقف كافّة التي تواجهه. والتربية بصفة عامة تعد أمراً معقداً ليس بالضرورة أن يستطيع القيام به أي كان، وكلما اتسع نطاق البيئة التي تتم فيها هذه المهمة، ازدادت صعوبتها، وبرز فيها احتمال التأثر بما يمكن تلقيه من أفكار وسلوكيات، وفي عصرنا هذا صارت البيئة هي العالم كله، على ما فيه من اختلاف في الثقافات والعقليات يزداد حيناً ليكون تضاداً، ويقل حيناً آخر ليكون تنوعاً. وتبدأ التربية السليمة منذ نشأتنا كأطفال.. فيجب تشكيل فكر النشء على نحو مدروس وتكاملي في جميع الجوانب الحياتية، وإعطاء أطفالنا كل الأدوات السليمة التي تساعدهم في حياتهم «فالانطباعات الأولى تدوم». والأسرة هي المؤسسة الأولى لبناء الإنسان، حيث يعتمد الطفل اعتماداً كلياً في إشباع حاجاته على أسرته، وهذا يجعله أكثر قابلية للتأثر بمن حوله، ومع تطوّر نموه الجسدي والعقلي، يبدأ بالتكيف مع المحيط وإدراكه، ولكنه لا يزال معتمداً في تفكيره وتصوراته الذاتية، خصوصاً قبل المدرسة، على ما يقدمه الآباء من عاطفة أسرية سلبية كانت أو مفرطة أو متذبذبة. وتعتبر التربية على القيم والمبادئ من أهم أسس التربية، وهي عملية مستمرَّة، بحيث ينبغي العملُ بشكلٍ دائم على تكوين الفَرْد وتنمية وعْيِه، وترسيخ سلوكِه وتطوير مستوى مشاركته في ديناميَّة المجتمع الذي ينتمِي إليه، ذلك أنَّ أساليب غَرْس القِيَم لدى المتعلِّمين وشباب المستقبل تكمن في عمليَّة التنشئة الاجتماعيَّة ذاتها التي تبدأ مع الأسرة على اعتبار أنها من العمليَّات الأساسيَّة في حياة الفرد، لأنه من خلالها تتبَلْور شخصيتُه ليصبح قادراً على التفاعل في المحيط الاجتماعي والتجاوب مع ضوابطه. وتؤثر التربية السليمة إيجاباً علي المجتمع، فهي تجعل الفرد قادراً على العطاء والبذل بشكل أكبر، فحين تنال قدراً عالياً من التربية، فإنك تمتلك قدرة عالية من الإحساس بالالتزام تجاه غيرك من الناس، فتمد يدك دائماً لمساعدة الآخرين والوقوف بجانبهم. وهي أيضاً ترفع من سوية الإنتاج والعمل في الدولة، فالدولة التي يتحلى مواطنوها بقيم ومبادئ الالتزام والمسؤولية الاجتماعية والوطنية، لن تعرف التراجع، فكلّ أيّامها ستكون عبارة عن ارتقاء وصعود مع درجات سلم الرقي والرفعة، والتقدم والازدهار. عمرو أبو العطا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©