خطباء الجمعة يحذرون من اللجوء إلى السحر لجلب النفع

حذّر خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس المسلمين من مغبّة اللجوء إلى السحرة لجلب النفع ودفع الضرر، مشددين على أن تلك ظاهرة يجب التنبه لها والتحذير منها والتصدي لها ومنع انتشارها، ودعوا إلى ضرورة تكاتف الجميع في مواجهتها· ونبه أئمة المساجد في خطبة الجمعة الموحّدة من وجود بعض السحرة والمشعوذين الذين يتصلون ببعض الناس ويخبرونهم ببعض المعلومات عنهم لإيهامهم بمعرفتهم الغيب ويطلبون منهم أموالاً نظير أن يرفعوا عنهم ضرراً وإخبارهم بأنهم إذا لم يستجيبوا حدثت لهم مصيبة كبرى أو موت مفاجئ لهم أو لأحد أبنائهم أو أقاربهم· وحث أئمة المساجد المسلمين على أن يوقنوا بالله تعالى القائل ''ولا يفلح الساحر حيث أتى''، ويثقوا به جلَّ وعلا؛ لأنه النافع الضار، القائل ''واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون''، فلا يصدقون الساحر أو المشعوذ· وقال الخطباء إن السحر أمر عرفته البشرية في تاريخها الطويل، وقد كان ولا يزال يستخدمه المشعوذون لأخذ أموال الناس بالباطل، والسيطرة على ضعفاء النفوس وضعاف الإيمان· وأضافوا ''إن الله سبحانه وتعالى عالم الغيب··· ومن ادعى معرفة الغيب فقد كذب كالسحرة والمشعوذين والدجالين والمعالجين الذين لم يقتصر ضررهم في حي أو بلد بل امتد حتى وصل إلى القنوات الفضائية، فتراهم يوهمون بعض الناس من ضعاف الإيمان بحديثهم عن أشياء ستحدث لهم في المستقبل، وأنهم يستطيعون من خلال معرفتهم الغيب تغيير الواقع، وأن بإمكانهم جلب الخير والنفع للناس ودفع الضرر والأذى عنهم''· وبيّنوا أن الله تعالى حذّر من السحر والسحَرة، وكذلك فعل رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم)، حيث قال تعالى ''واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله''· وذكروا أن أبي هريرة -رضى الله عنه- روى عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: ''اجتنبوا السبع الموبقات· قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات''· وأشار الخطباء إلى أن الله تعالى شرّع لنا في القرآن الكريم وفي سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) الوقاية من السحر إن ظهرت علامات تأثيره· وأكدوا أن القرآن شفاء من السحر والعين والأدواء، لافتين إلى أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر بقراءة سورة البقرة ''فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة''· ولفتوا إلى أن الدعاء هو أحد طرق الوقاية والعلاج من السحر، وبينوا أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: ''إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء''· وأشار الخطباء إلى أن أذكار الصباح والمساء وتحصين النفس والأهل والأبناء بالأوراد حصن حصين من السحر، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ''ما من عبد يقول فى صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء''· ونبهوا على أنه لا يجوز علاج السحر بمثله؛ لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ''إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تداووا بحرام''، مؤكدين أن السحر حرام بالاتفاق