السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمدة والشيكات الثلاثة

حمدة والشيكات الثلاثة
14 مايو 2011 22:03
خلف انهمار دموعها توارت حمدة، وما بين حشرجة ونفس لاهث حكت قصتها، تقول: زوجي إنسان معروف، موظف يعيش بدخل جيد يعمل، كانت الحياة رغيدة وكان بيت الإيجار الذي نسكنه هو أكبر العقبات التي تنغصها. في تلك الفترة صار وضعنا المادي يسمح بالبدء في إنشاءات منزلنا في مدينة خليفة وما بين قرض البناء الذي تأخر ونفوسنا التي ضجرت من الإيجارات قرر زوجي تحمل النفقات والبدء في البناء. اتفاقاتنا مع المقاولين قامت على دفع "تحويشة العمر" وبعض الشيكات للضمان، شيئا فشيئا ارتفعت الأسعار، وصار المقاولون يمطالون في عملية البناء بانتظار أن ترتفع الأسعار أكثر فأكثر مع أن مواد البناء كانت موجودة لكنهم خزنوها في المخازن وكانت المسألة أِشبه بالغش الكبير. يوما بعد أخر ازداد ضغط المقاولين واقترب موعد سداد الشيكات، وكان الرعب يقترب باقترابها، حاولنا جهدنا لسداد الشيك الأول، غيرنا مكان السكن ولجأنا للعيش في غرفة ببيت أهله أنا وأبنائي الخمسة في غرفة واحدة ملحقة بحمام صغير، وهكذا سُدّ الشيك الأول. ازدادت المحنة فتخلصنا من الخادمة وتحملت أعباء الأسرة لوحدي، ولأني لا أعمل صار الوضع أكثر سوءا ، تحرك البناء قليلا لكن الشيكات الأخرى قادت محنتنا إلى الهاوية. بعد أربعة أشهر كان موعد استحقاق الشيك الثاني، عشنا الكفاف فيها، واضطررنا لبيع سيارتي ودفعنا الشيك فتنفسنا الصعداء وبدأنا محاولة الجري لإيقاف العمل في البناء وإعادة الأوضاع إلى الاتزان، لكن مرض زوجي استمر لفترة، ورافق ذلك تدهور أوضاع أبنائي الدراسية، فتعطل الأمر وصحونا ذات يوم على اقتراب موعد الشيك الثالث، وهنا لجأ زوجي للمفاوضات مع أصحاب الشيكات. تتابع حمدة قصتها الصعبة، وتشرح بحرقة: لم يجد آذانا صاغية، حاولنا، وفي النهاية استندنا على فكرة قالها أحد الأقارب، أن شيكات الضمان لا يعاقب عليها القانون، فقررنا العمل على الدفع دون ضغط أنفسنا، وجاء موعد الدفع ومرّ وكنا نحاول أن ندبر ما نستطيع من أموال حتى أني بعت قطع مصاغي القليلة واقترضنا من الأهل وساعدنا بعض الأقارب القادرين لكن الدفعة هذه المرة كانت ضخمة، وذات يوم جاءت الشرطة واقتادت زوجي من مقر عمله لتبدأ قصة جديدة. تقول حمدة: حاولت جهدي لأخرج زوجي من الدوامة حيث كان متخبط الفكر يشعر بالإرهاق النفسي، فترك الأمور تأخذ مجراها بصمت، عزّ عليه أن أراه في مركز الشرطة وحلف عليّ بالطلاق إن عدت لدخول المركز، قضيت أياما صعبة وعانى أبنائي آثارها، ظل زوجي عدة أسابيع متنقلا بين النيابة والمحكمة، ولكن هذه الأسابيع أفرزت شيئا صعبا هذه المرة كان ولدي الضحية. تكمل حمدة بنفس مختنق قصتها: بعد دخول زوجي بعدة أيام للتوقيف، تشاجر ابني مع أحد الأولاد – بسبب معايرته بدخول أبيه السجن- وضربه ابني ضربا مبرحا، وكانت النتيجة أن فتح أهل الولد بلاغا على صغيري وتم تحويله للأحداث وبدأت ألاحق ابني وزوجي! انتهت قصة حمدة بسرعة لأنها استطاعت بعد تدخل إخوتها وإخوة زوجها حل المشكلة وديا مع أهل زميل ولدها المضروب، وحل مشكلة زوجها مع الشيكات لكنها أفرزت ذكرى تصفها حمدة بالأليمة دفعت فيها أسرتها ثمنا باهظا، وعاشت فيها لحظات وجع كبيرة تريدها حمدة أن تكون درسا لكل رجل قبل أن يوقع شيكا حتى لو كان برصيد أو شيك ضمان لأحد ما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©