انطلاق الأسبوع الوطني للرضـاعـة الطبيعية

ابتداء من اليوم وحتى 14 نوفمبر الجاري ينطلق الأسبوع الوطني للرضاعة الطبيعية وسط ازدياد الوعي بين الأمهات بأهمية حليب الأم في تكوين مناعة المولود، لكن يبقى عدم تطبيق القانون الخاص بإنشاء دور للحضانة في المؤسسات الحكومية عاملاً سلبياً في تأمين الرضاعة الطبيعية لأن إجازة الأمومة التي لا تتعدى 6 أسابيع تقف عائقاً دون ذلك· ''يؤنبني ضميري واشعر بحسرة كبيرة لانني ''فطمت'' طفلي عن الرضاعة وهو لم يتجاوز عمره الستة أسابيع''، تقولها خلود التي تعمل في احد البنوك، مضيفة ''حاولت تمديد اجازتي لكن لم اتمكن· والوضع الاقتصادي يجبرني على العمل ومساعدة زوجي''· خلود كالآلاف من الأمهات العاملات في الإمارات· معظمهن يضطررن لفطم اطفالهن قبل تجاوزهم الشهرين، والسبب هو قانون العمل الذي لا يعطي الأم إجازة ولادة أكثر من ستة أسابيع· لا يعرف الكثير من الناس اهمية الرضاعة الطبيعية بالنسبة الى الطفل· ويتعلق معظمهم باعلانات الحليب المصنع او البودرة ويعتقدون انه الأفضل على الرغم من انه يقلل المناعة عند الأطفال، حيث إنه في بداية الثمانينات توفي العديد من الأطفال بسبب الحليب البودرة مما استوجب العودة للرضاعة الطبيعية· وتكشف هاجر الحوسني مديرة الإدارة المركزية لرعاية الأمومة والطفولة والصحة الإنجابية أن ''المرأة تحتاج الى جميع انواع الدعم من كل الجهات بدءاً من الأسرة والمجتمع ومكان العمل والمؤسسات الصحية والتشريعات الصحية، حيث تواجه الأم في عصرنا العديد من التحديات في الرضاعة، لذا فهي بحاجة الى المساندة للتغلب على المفاهيم الخاطئة بشأن الرضاعة الطبيعية والمحافظة على الرضاعة من الثدي وكيفية السيطرة على الشكوك والمخاوف من عدم قدرة الأم على الإرضاع''· وتشير غابريلا شعث مستشارة الولادة والرضاعة في مستشفى الكورنيش الى ان الكثير من الأمهات والجدات ''ينصحن بناتهن بعدم ارضاع اطفالهن طبيعياً والاستعاضة عن هذا الأمر بالحليب البودرة''، مضيفة ''كما ان المؤسسات لا تعطي اجازة للأم اكثر من ستة اسابيع وهي لا تسمح لها بالخروج من العمل لارضاع طفلها مما يتسبب بنضب الحليب في صدرها''· فوائد الحليب الطبيعي يمنح حليب الأم مقاومة طبيعية للأمراض لا يمكن تقليدها او الحصول على مثيل لها في اي طريقة اخرى· وهو غذاء متوازن في احتوائه على البروتينات والدهون والمعادن والفيتامينات والماء والأجسام المضادة التي تحمي جسم الرضيع من الالتهابات وامراض الحساســـيـــة· وتقول اليونيسيف في تقريرها الصادر العام 1992 إن ''قوة دفاع المولود القصوى تأتي من اللباء، وهي المادة التي ينتجها ثدي الأم في الأيام الأولى لولادة الطفل والتي تزوده بالمناعة الأولى''· وتوضح شعث أن ''هناك اعتقاداً خاطئاً لدى الأمهات بان اطفالهن يبكين لحاجتهن لحليب اضافي فيطعمنه حليب بودرة''· وتعتبر الرضاعة الطبيعية دون اضافة اي سوائل اخرى مفيدة جداً في الأشهر الأربع الأولى من عمر الرضيع· وكلما استمرت الرضاعة الطبيعية لفترة اطول كلما كان هذا الأمر مفيداً للطفل والأم· وتكمن فوائد هذا الأمر في تقوية الجهاز المناعي للطفل الرضيع وحمايته من الالتهابات المعوية وغيرها· وتقلل من نسبة إصابته بأمراض الجهاز التنفسي كالبرد والسعال ونسبة الإصابة بالتهابات المسالك البولية خمس مرات عن الأطفال الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية· كما تقلل الرضاعة الطبيعية من نسبة اصابة الطفل بأمراض الحساسية كالأكزيما والربو· وتخفف من الإصابة بالتهاب الأمعاء النخزي الذي يصيب بعض الأطفال الخدج أو المرضى· وتساعد كذلك على نمو الجهاز العصبي لطفلك بشكل اكبر، ولوحظ ارتفاع معدل الذكاء عند الأطفال الذين يرضعون من امهاتهم· وتساهم الرضاعة كذلك في تقوية القدرات البصرية وتقلل من حدوث الموت المفاجئ عند الأطفال بحسب دراسات اجريت في الولايات المتحدة ونيوزيلاندا· وهي تقلل من امراض الحساسية والقلب والأورام الخبيثة· واهم ما تؤمنه الرضاعة الطبيعية هو انها تزيد الرابطة العاطفية بين الأم والرضيع· وتقول جين عبدالعليم مساعدة مدير التمريض في القسم المخصص للرضاعة الطبيعية في مستشفى الكورنيش ''نعلم الطفل ''سكين تو سكين كونتاكت'' اي الملمس الجلدي مع امه منذ لحظة ولادته· فبعد لحظات من ولادته ننشف الطفل بمنشفة ونضعه على صدر والدته· ونجعلها ترضعه قبل مرور نصف ساعة من ولادته وقبل خروجها من غرفة الولادة''· حلول بديلة تقصد العديد من الأمهات مستشفى الكورنيش في ابوظبي لتحللن المشاكل التي قد تواجههن لدى ارضاعهن اطفالهن· ومستشفى الكورنيش هو الوحيد في ابوظبي الذي يطبق المبادرة العالمية ''المستشفى الصديق للطفل'' التي تقودها ''منظمة الصحة العالمية'' و''صندوق الأطفال'' التابع لهيئة الأمم المتحدة (اليونيسيف)· ويعمل ''المستشفى الصديق للطفل'' على تقديم المعلومات والمساندة الأفضل للرضاعة الطبيعية بالإضافة الى انها تساعد على منع حدوث الصعوبات وتعزز صحة الأم والطفل على المدى البعيد· لبنى وزوجها يقصدان مستشفى الكورنيش للحصول على المـعـلـومــــات الـــلازمـــة حــــول كيفية اكمال رضاعة طفلتهما· وتقول لبنى: ''اجد صعوبة في اطعام طفلتي الحليب من ثديي مباشرة''· تشعر بالفرحة وترى الابتسامة التي لا تفارق وجوه العاملات في المستشفى ''لاننا نؤمن بما نقوم به وباننا نخلق فرقاً، فحليب الأم هبة من الله'' بحسب آني متكل استشارية الرضاعة في المستشفى· وتشير آني الى ان المشكلة تكمن في أن ''معظم المؤسسات لم تخصص مكاناً للأمهات يحصلن فيه على الخصوصية اللازمة لشفط الحليب وحفظه''· تعمل سارة الغالي طبيبة بمستشفى الكورنيش وهي ام لطفلة مولودة حديــثـــاً تقول: ''كنت اعتقد انني لن اتمكن من ارضاع طفلتي سوى ثلاثــة اشــهر· لكن بواسطة ماكينة شفط الحليب اتمكن من حفظ الحليب وارضاعه لها في المنزل''· القرار صدر القرار 19 في العام 2006 في شأن دور الحضانة بالوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والدوائر الحكومية والدواوين، وينص على ان يتم انشاء ''دور حضانة ملحقة بها (بالوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والدوائر الحكومية والدواوين) تتولى توفير الرعاية لابناء الموظفات العاملات في تلك الجهات إذا بلغ عدد النساء المتزوجات، العاملات المتزوجات لديها، 50 موظفة او بلغ عدد اطفال العاملات الفئة العمرية من صفر الى 4 سنوات عشرين طفلاً''· ''لكن لم يطبق هذا القرار اليوم الا في وزارة الشؤون الاجتماعية حيث اقامت دار حضانة في مقرها في دبي'' بحسب مـــوزة الشـــومـــي مديرة ادارة الطفل في الوزارة· الأسبوع الوطني للرضاعة شعاره هذا العام ''مساندة الأم لتوفر البداية الذهبية لطفلها: مع الرضاعة الطبيعية الكل يربح''· وهو يتطابق مع الشعار العالمي الذي احتفل به خلال الأسبوع الأول من اغسطس الماضي ضمن فعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية· وبحسب الحوسني ''ستتكثف خلال هذا الأسبوع النشاطات من خلال التنسيق والتعاون مع المسؤولين في كل المناطق الطبية لتنظيم برنامج للاحتفال بهذه المناسبة· ويشمل الكثير من الأنظسة والدورات التدريبية للكوادر الصحية وتنظيم ندوات ومحاضرات للنساء يومياً طوال هذا الأسبوع وتكريم الأمهات المثاليات اللاتي أرضعن رضاعة طبيعية مطلقة اضافة الى توزيع كتيبات اصدرتها الإدارة المركزية تحتوي على مواضيع ذات علاقة بالرضاعة الطبيعية وتوزع على الأمهات لتشجيعهن على الرضاعة من الثدي''