كمواطن عربي بسيط أعلن هنا أنني أشجع أربعة منتخبات في كأس العالم الجارية الآن في روسيا، هي المنتخب السعودي والمصري والمغربي والتونسي. ومع أنني مواطن من دولة عربية أخرى غير هذه الدول الشقيقة الأربع، إلا أنني أشجع منتخباتها كلها كما لو كانت منتخب بلادي، وذلك لأن وحدة التاريخ والثقافة والمشاعر والوجدان تفرض علينا كعرب أن نُظهر معنى الأخوة العربية أمام شعوب العالم الأخرى في مثل هذه المحافل الدولية الكبرى، وخاصة أن معظم أمم العالم تنظر إلينا كعرب وككل، رغم تعدد دولنا الوطنية، واتساع رقعتها الجغرافية الممتدة من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي.
ومع أن ثلاثة من منتخباتنا العربية لم تحقق النتائج المأمولة فيما جرى حتى الآن من مباريات -مع أن المنتخب التونسي لم يلعب حتى وقت كتابة هذه السطور- إلا أن هذه الخسارة للمباريات الأولى، لا تؤثر أبداً على مدى تشجيعي لهذه المنتخبات، لأن خسارة مباراة لا تعني بالضرورة خسارة بطولة. وحتى لو لم تفز المنتخبات العربية، لا سمح الله، فسأظل أشجعها بذات الموقف ونفس المشاعر.. لأن وجودها في كأس العالم يمثل كل شعوبنا العربية، ووجود أربعة منتخبات عربية في مونديال روسيا يعد إنجازاً غير مسبوق في حد ذاته. كما أنني أيضاً أعتبر نفسي مشجعاً مثالياً، ولذلك فسأبقى أشجع منتخباتنا العربية منتصرة أو خاسرة بنفس الحماس. ومن طبيعة لعبة كرة القدم أن الحظ يلعب فيها دوراً كبيراً، وبالتالي فليس بالضرورة أن تكون خسارة فريق في مباراة دليلاً على أنه ليس فريقاً جيداً. ومن يدري فقد تفعلها المنتخبات العربية في المباريات المتبقية من الدور الأول، وتحقق انتصارات كبيرة، وتتأهل للدور الثاني.. فليس هنالك مستحيل في عالم كرة القدم، ولذلك فقد سُميت «الساحرة» المستديرة.
وعلى العموم أتمنى أن نُظهر نحن العرب لأمم العالم أننا متمسكون بأصول وقيم الأخوة العربية، وأننا نشجع كل منتخباتنا، وأن كلمتنا ومشاعرنا واحدة لأننا نستمد ذلك من وحدة التاريخ والدم والثقافة والمصير.. ولو أظهرنا هذه الأخوة العربية ورسخناها بما تعنيه من مودة وتضامن ووحدة مشاعر أمام أمم العالم الأخرى في المونديال، وهو الحدث الرياضي العالمي الأوسع تغطية إعلامية، فسيكون هذا في حد ذاته مكسباً كبيراً نحققه في محفل عالمي كبير مثل كأس العالم.
متوكل بوزيان
عدد اليوم
