الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملتقى الأحبة يرسم البسمة على وجوه المعاقين الأيتام

ملتقى الأحبة يرسم البسمة على وجوه المعاقين الأيتام
14 مايو 2011 22:10
رسم ملتقى الأحبة السابع الفرحة على وجوه المعاقين الأيتام من طلاب مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة الرياضية والثقافية التي أقيمت لهم خصيصاً. وعلى مدار يوم كامل استمتع الطلاب المعاقون الأيتام باللعب والترفيه، ليؤكدوا ضمنيا استقبالهم رسالة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية والتي تهدف إلى تعزيز ثقتهم بنفسهم ومتابعة مسألة دمجهم في المجتمع أسوة بغيرهم من الأسوياء. نظم مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا، نهاية الأسبوع الماضي، «ملتقى الأحبة السابع»، وهو حفل سنوي للاحتفال بالطلاب الأيتام من ذوي الإعاقة وعددهم 52 طالباً وطالبة من مختلف الإعاقات في المركز، اشتمل على العديد من الفعاليات والمسابقات الرياضية والثقافية التي تهدف إلى رفع معنويات هؤلاء المعاقين وتعزيز ثقتهم بنفسهم ودمجهم في المجتمع أسوة بغيرهم من الأسوياء. دعم نفسي بدأ الحفل، الذي أقيم في فندق جزيرة ياس الخميس الماضي، بقراءة آيات من الذكر الحكيم، تلاها كلمة لمديرة المركز هيا الحمادي، أكدت من خلالها رسالة الملتقى الأساسية، والمتمثلة في رسم البسمة والفرحة على وجوه المعاقين من الأيتام، قبل أن تبدأ الأنشطة والمسابقات بين الطلاب وتوزيع الهدايا التذكارية عليهم. وأوضح محمد القبيسي، مدير إدارة الشؤون المالية والإدارية في مؤسسة زايد العليا، أن هذه الاحتفالية تقام بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، لتقديم الدعم النفسي والمعنوي لذوي الإعاقة من الأيتام، لافتا إلى أن المبادرات الإيجابية تجاه المعاقين في تزايد مطرد، وذلك من كافة المؤسسات المختصة والجهات الحكومية التي تدعم هذه الفئة تجاوباً مع التوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. وأضاف القبيسي أن مؤسسة زايد العليا لديها هدف استراتيجي يتمثل في دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع المحيط من كافة النواحي، تعليميا، واجتماعيا ورياضيا، وثقافيا وفنيا، مشيرا إلى أن أهدافها تركز على تطبيق أفضل الممارسات في مجال رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة، وذلك في إطار 7 خدمات تتميز بها مؤسسة زايد العليا، منها: خدمة التعليم والتأهيل والعلاج الطبيعي والوظيفي والتدخل المبكّر، والتقييم الشامل. ووجه القبيسي رسالته، التي تؤكد عليها المؤسسة في كل ملتقى ونشاط خاص بذوي الإعاقة، والتي تنص على أن أصحاب الإعاقة ليسوا مختلفين عن الأسوياء، بل إنهم يمتلكون المهارات والقدرة على المشاركة والعطاء في المجتمع. اتفاقية الأداء قالت هيا الحمادي، مديرة مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل المعاقين التابع لمؤسسة زايد العليا، إن الملتقى السابع للأحبة يستهدف 52 طالبا وطالبة ينتسبون إلى مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، حيث يقدم لهم مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تسعدهم وتشعرهم بالتميز، لا سيما وأنهم أيتام، ما يعني حاجتهم المتزايد إلى الاهتمام والرعاية من قبل المجتمع ومؤسساته. ولفتت إلى أن الملتقى يأتي ضمن استراتيجية «اتفاقية الأداء»، وهي نشاط سنوي يتطور من عام لآخر من خلال المشاركة المجتمعية المتواصلة ومشاركة أولياء الأمور، مضيفة «كلنا أمل في توسيع الملتقى مستقبلا بحيث يشمل ذوي الإعاقة على مستوى مراكز المؤسسة جميعها». وأوضحت وداد المبارك، منسق قسم الأنشطة والفعاليات في المركز، أن هذا النشاط ليس الأول من نوعه الذي يقام بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، فقد قدمت المجموعة في السابق برنامجا متكاملا للموسيقى إلى المركز، تم من خلاله إحضار مجموعة من الخبراء الأجانب الذين تولوا مهمة تدريب المعاقين على العزف على آلات موسيقية، كجزء من العلاج بالموسيقى. من جانبها، قالت هاشمية السيّد، رئيسة قسم التعليم والتأهيل، إن التحضيرات لهذا الملتقى بدأت بتكوين لجنة مختصة تضم أخصائيين، قامت بتحديد واختيار الأنشطة المناسبة لهذه الفعالية لتناسب كافة الإعاقات الموجودة لدى الطلاب، موضحة أن هنالك مسابقات خاصة بالمقعدين وأخرى للصم، وكذلك مسابقات للمعاقين ذهنيا. وأشارت إلى أن المعاقين من الأيتام يحظون بمعاملة خاصة نظرا إلى افتقادهم إلى العطف والحنان بسبب فقدان أحد ذويهم، حيث تقدم لهم الهدايا والمير الرمضاني، في شهر رمضان، بالتعاون مع الهلال الأحمر. وأضافت السيّد «نحن لا نفصل أو نميز بين فئات المعاقين، ولكن الأيتام لهم خصوصية ويشكلون حالة إنسانية مضاعفة، لذلك أحببنا أن نكرمهم من أجل أن نرفع من معنوياتهم، ونشعرهم أن هنالك أشخاصا يحبونهم ويدعمونهم، ويرغبون بأن يعوضوهم عن جزء من الحنان الذي فقدوه بسبب يتمهم». فرحة الطلاب عبر الطلاب المشاركون في الاحتفالية عن سعادتهم وامتنانهم لما تقدم لهم الدولة ممثلة في مؤسسة زايد العليا من اهتمام ودعم نفسي ومعنوي كبير، حيث بدت الابتسامة على وجوههم وشاركوا في الأنشطة والفعاليات التي أقيمت لهم. في هذا السياق، قالت فتحية النقبي، طالبة في قسم تأهيل البنات، إن والدها توفي منذ 6 أعوام، أما والدتها فمريضة في المستشفى وهي في حالة حرجة، لذلك فإنها تقيم مع أختها في الرحبة، وهي التي تعيلها وتهتم بها. وقالت النقبي، التي تعمل في ورشة الخياطة، إنها تحضر ملتقى الأحبة للمرة الأولى، وأنها قد فرحت به كثيرا كونه يقدم العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية، بالإضافة إلى الهدايا. وعبرت عائشة الظاهري، التي توفيت والدتها منذ زمن، واضطرها ذلك للعيش مع أختها الكبرى، عن سعادتها بالمشاركة في هذا الملتقى، حيث ارتسمت البسمة على وجهها، وشاركت في بعض الألعاب الرياضية والترفيهية التي خصصت للأيتام المعاقين. كما شارك وليد محمد (16 سنة)، وهو على مقعده المتحرك، في إحدى المسابقات التي خصصت للمقعدين ليحصل على هدية في نهاية المسابقة. وقال وليد، الذي توفيت والدته وأخته في حادث سير بينما تعرض هو لإصابات تسببت في إعاقته الدائمة، إنه حزن لفقدان والدته، غير أن عطف والده وإخوته عليه وكذلك العناية الخاصة التي يحظى بها في مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل المعاقين خففت من آلامه وهونت عليه مصاعب الحياة. دعم مؤسسي حظيت الاحتفالية بمشاركة العديد من الجهات التطوعية التي عبرت عن تعاطفها ودعمها لهذه الفئة بالحضور، وتقديم الهدايا للطلاب. إلى ذلك، قالت أمل الخوري، مستشار أول أنشطة طلابية في جامعة زايد «تلقينا دعوة من مؤسسة زايد للمشاركة في هذه الاحتفالية، وسارع بعض الطلاب لتلبية هذه الدعوة حيث حضر منهم 6 طلاب و5 طالبات، وجلبوا معهم هدايا قدموها للمعاقين اليتامى». من جهته، قال راشد المزروعي، طالب في قسم الموارد البشرية بالجامعة، إنها ليست أول مشاركة له في فعاليات تقام للمعاقين، فهو مهتم بهذه الفئة تحديدا، ولا سيما أن صديقه المقرّب لديه 3 إخوة من ذوي الإعاقة. وأضاف أن الهدف من المشاركة في هذه الفعاليات يأتي لإشعار هذه الفئة بوجود أشخاص يهتمون بهم ويحبونهم، ويعتبرونهم مثلهم لا يختلفون عنهم في شيء. وقال حمد الحمادي، طالب في قسم الموارد البشرية بالجامعة، ونائب رئيس مجلس الطلبة، إن النظرة إلى فئة المعاقين اختلفت اليوم عنها خلال السنوات الماضية، حيث شهدت تطورا ورقيا بحيث أصبح المعاق يمارس حياته العادية بشكل طبيعي، فلم يعد حبيس المنزل كالسابق، وهذا يعود إلى السياسة «الرشيدة» التي تنتهجها الحكومة تجاه هذه الفئة، والتي شجعت المواطنين، لا سيما الشباب، على الاقتداء بها. وأضاف الحمادي أن ذوي الإعاقة يحظون في الجامعة بتسهيلات خاصة، حيث توجد برامج لمساعدتهم من قبل الطلاب والإدارة على حد سواء تتمثل من خلال مكتب «خدمات الطلاب» الذي يقدم لهم ما يحتاجونه من مساعدة داخل الحرم الجامعي. «عونك يا وطن» أكد أعضاء مجموعة «عونك يا وطن» التطوعية على دورهم في خدمة فئة المعاقين من خلال تنظيمهم الجيد لاحتفالية «ملتقى الأحبة» السابع. إلى ذلك، قال خالد صالح، رئيس المجموعة، التي تأسست قبل 3 أعوام، إن أعضاء المجموعة باشروا بالتنظيم والإعداد لهذه الاحتفالية قبيل 3 أسابيع تقريبا، وذلك لإخراجها بصورة جيدة تعبر عن تعاطفهم ودعم للمعاقين الأيتام. وأضاف أن المجموعة التطوعية تأسست بداية بمشاركة حوالي 18 متطوعا، وصل عددهم حاليا إلى أكثر من مائة، يسهمون في الإشراف على تنظيم الفعاليات المحلية المختصة بالشؤون الرياضية والاجتماعية والإنسانية والثقافية والترفيهية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©