أظهر مؤشر معهد «ايفو» الاقتصادي، مقره مدينة ميونيخ الألمانية، تراجع مؤشر الثقة في اقتصاد ألمانيا خلال مايو الجاري، وهو ما يشير إلى استمرار تعافي الاقتصاد الألماني ولكن بوتيرة بطيئة.
ويعكس انخفاض المؤشر إلى 110.4 نقطة، مقابل 111.2 نقطة في أبريل، المخاوف بشأن وتيرة التعافي الاقتصادي في أكبر اقتصاد بأوروبا. وجاء الانخفاض أكثر حدة مما توقعه المحللون، 110.9 نقطة.
وكان رد فعل بورصة فرانكفورت للأوراق المالية على بيانات مؤشر الثقة، محدوداً في الوقت الذي أكد فيه مكتب الإحصاء الاتحادي ما أعلنه الأسبوع الماضي عن نمو اقتصاد ألمانيا بمعدل 0.8% من إجمالي الناتج المحلي خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي.
يشمل مسح «ايفو» أراء حوالي سبعة الآف موظف تنفيذي شهرياً لمعرفة رأيهم بشأن إلى أين يتجه الاقتصاد الألماني. وذكر تقرير المعهد أن «تقييمات الموقف الحالي للاقتصاد لم تعد إيجابية بنفس القدر المسجل في أبريل الماضي، كما أن الشركات أقل تفاؤلاً بشأن التطورات المستقبلية للأعمال».
كانت المسوح والبيانات الاقتصادية الصادرة خلال الشهور الأخيرة قد أوضحت أن الطلب المحلي القوي يعزز الاقتصاد الألماني حتى مع تراجع الصادرات في ظل ضعف أداء اقتصاد الصين وغيرها من الاقتصادات الصاعدة. وقال كارستن بريزسكي المحلل الاقتصادي في آي إن جي بنك، عبر البريد الإلكتروني، «المستوى العام لمؤشر إيفو ما زال مرتفعاً، ولا يوجد ما يبرر الشعور بالقلق».
وأضاف «ومع ذلك فتراجع اليوم إلى جانب التراجع السابق في مؤشر زد إي دبليو ومؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع يؤكد وجهة نظرنا بشأن التباطؤ القادم للاقتصاد» في إشارة إلى المؤشرات الاقتصادية الأخرى.
وقال بريزيسكي «في الوقت الراهن ما زال الاقتصاد الألماني يلعب في بطولته الخاصة على الأقل في منطقة اليورو. للأسف وكما هو الحال بالنسبة لأحد فرق كرة القدم الألمانية البارزة مؤخراً، فإنه لا يوجد فريق كرة قدم ولا اقتصاد يفوز دائماً».
وقال توماس هاريس المحلل الاقتصادي في بنك باركليز إن بيانات أبريل الماضي أظهرت وصول الدورة الاقتصادية الحالية إلى ذروتها».
وقالت جينيفر ماكوين المحللة الاقتصادية في مؤسسة كابيتال إيكونوميكس إن بيانات اليوم توضح أن تعافي ألمانيا من تداعيات أزمة منطقة اليورو يتواصل لكنه لا يتسارع. وأضافت »ربما يكون قد اقترب من الذروة ونحن نتوقع نمو إجمالي الناتج المحلي بمعدل 2% خلال العام الحالي والمقبل وهو ما لن يكون قوياً بما يكفي لقيادة تعاف سريع في مختلف أنحاء منطقة اليورو ككل”.
(برلين ـ د ب أ)
عدد اليوم
