الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد المزروعي: أتنقل بين الفنون لأستمتع بمعرفة الفوارق النوعية

محمد المزروعي: أتنقل بين الفنون لأستمتع بمعرفة الفوارق النوعية
24 سبتمبر 2016 23:04
دبي (الاتحاد) يفتتح جاليري موجو غداً الاثنين (26 سبتمبر) السادسة مساء بمنطقة السركال (رقم 33)، معرض «بروتوتايب» للفنان الإماراتي محمد المزروعي، الذي يضم مجموعة من الأعمال تدخل في سياق فن البورتريه، وإن بدت غير مألوفة أو مغايرة لتقليدية البورتريه، وحسب ما قال المزروعي لـ«الاتحاد»، فإن «الأعمال بهذا الشكل وهذه الصفة، ليست خروجاً عن مألوف معتاد، فهذه المنطقة من التعبير لها فنانوها وانحيازاتهم النفسية والأسلوبية، ويبقى «الارتباط - المنفصل» لكل فنان عمن عداه، فيما يسعى إليه، إذ تتمايز كل تجربة حسب ما يُثْقلُها من الاختلال المعرفي، وأقصد بالاختلال هنا تلك القصدية المعتمدة على نوع «الشخصية التعبيرية» ومهامها الخاصة التي هي قَصْرٌ عليها». الوجوه التي تشكل معظم الأعمال لا تدل على شخص ما.. جسد ما، لكنها كاملة بتأويلات متعددة ترمز إلى «نموذج بدئي» كما تدل ترجمة عنوان المعرض (PROTOTYPE)، يفسر المزروعي قائلاً: «موضوع التأويلات منفتح بطبيعته على كل مصدر، إلا إذا خرجنا من الإحالات الأدبية لقراءته، فنحن أمام موضوع بصري ذي أصول تعبيرية. ففكرة أن الوجه ليس لأشخاص معروفين، أو أن هناك قصداً في تحميل الوجه دون غيره من أعضاء الجسد شيئاً مخصوصاً، كل هذه المداخل تضر بفلسفة المتعة البصرية البحتة. ولو أن هناك كرسياً مرسوماً في لوحة ما، فلن يكون من الطبيعي أن أحيله إلى الكثير من الكراسي المستقرة واقعياً أو رمزياً في معرفتنا. إنه فقط كرسي بطريقة هذا الفنان أو ذاك». المزروعي، صاحب المجموعة القصصية «من سيعتني بالذباب»، والمجموعات الشعرية: «ريحة دم»، «اللاموس»، «في معنى مراقبة النار»، «أرق النموذج»، إضافة إلى أعماله التشكيلية، لا يسمي هذا التنوع في تجربته الإبداعية «انتقالاً» ما بين هذه الفنون المتعددة، وإنما: «لا أشعر بانتقال ولا استيطان، يحدث الأمر ضمن متعة معرفة الفوارق النوعية، فمثلاً الموسيقى واحدة، والأمر يشبه العزف على آلات مختلفة». تجسد كثير من لوحات المزروعي حيوات مبعثرة قادمة من زمن أول.. وغارقة في المرارات والأسى، وهو ما يفسره بقوله: «قد أرى ذلك في تركيبتي الشخصية، إذا حكيت عن وضعي الاجتماعي أو طفولتي أو أحلامي مثلاً، وفي هذا قدر من التمثيل في الحياة، وتعدد في أداء الأدوار. أما فيما أقوم به كتابةً أو رسماً أو..، فهو تشييء للحظة، مثلاً، أو تثبيت لعلاقة بين مفردات محددة مثلاً، أو، أو...، لهذا نكون صُنَّاعاً، وهذا هو الأهم كما أرى». الفنان التشكيلي الدكتور محمد أبوالنجا، القيم على المعرض، رصد في تقديمه للأعمال الاستدعاءات المضمرة فيها: «في بنائية لا تكتمل على السطح يتم استدعاء استدعاءات المزروعي العميقة، فتخرج لنا تلك العيون الثاقبة، تنظر إلى الداخل مندفعة بتجربته الشخصية، بحلم الذات في العثور على ذات مضمدة وصاحبة مشروع عاطفي يتجاوز حد الوجه إلى الجسد، وكأن الوجه بوضوحه ليس سوى حاجز، وكأن الجسد هو اكتشافه». إذا تخيلنا حائطاً تتراص عليه أعمال المزروعي، شعراً وقصة وتشكيلاً، فإن النتيجة تشبه ما يقوله د.أبوالنجا: «مجموعات تتكاتف معاً كقطع الموزاييك.. أو الكورال كيلا يصبح الغناء والألم فردياً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©